- الحجز الإلكتروني يشكل 60% من إجمالي الحجوزات
- إغلاق أكثر من 120 مكتب طيران وسياحة لانخفاض مبيعاتها
- أرباح المكاتب تتراوح بين 2 و10% من قيمة التذكرة
- هبوط أسعار التذاكر غير كافٍ لإنعاش القطاع
- ألمانيا وأستراليا والدول الاسكندنافية وجهات جديدة للسفر
عبدالرحمن خالد - باهي أبوالعلا
على وقع موسم إجازات الصيف والأعياد، شهدت أسعار حجوزات الطيران في الكويت ارتفاعا باهظاً كما جرت العادة في كل موسم، حيث قفزت أسعار التذاكر بنسبة وصلت إلى 100% قبل أيام قليلة من عطلة عيد الفطر.
ووفق متابعة من «الأنباء» للمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، يتضح أن كثيرا من شركات الطيران استغلت فترة عطلة عيد الفطر التي قد تمتد إلى 9 أيام بإطلاق عروض كثيرة لكنها بأسعار خيالية.
وفي هذا الصدد، قال مدير عام شركة مباشر للسياحة والسفر أحمد الحمزاوي في تصريح خاص لـ «الأنباء»: إن «أسعار التذاكر قد تكون باهظة الثمن في حال تم الحجز بآخر لحظة قبل بدء أجازة العيد لذا ننصح دائما بالحجز قبل وقت طويل قدر المستطاع للحصول على أسعار أفضل».
وذكر أن العطلة مقسمة إلى نوعين، قسم لعطلة عيد الفطر، وآخر لعطلة الصيف الطويلة، مشيرا إلى توجه المسافرين أكثر إلى تركيا وشرم الشيخ ودبي لعطلة العيد، أما بالنسبة لعطلة الصيف فقد كان التركيز أكثر على أوروبا في بلدان مثل لندن وفرنسا وألمانيا وأسبانيا وأميركا.
و بخصوص رحلات العيد قال الحمزاوي: «إن تركيا تشهد عودة قوية خاصة بعد انخفاض حدة التوتر في المنطقة، أما بالنسبة لشرم الشيخ فقدمت شركات عديدة عروضا قوية شاملة الإقامة والسفر والطعام، لذا بدأت تعود تدريجيا لتنتعش فيها السياحة مرة أخرى».
وحول توجه العملاء لل جز عبر التطبيقات والمواقع الإلكترونية، علق قائلا: «المواقع الإلكترونية أخذت حصة من السوق، مشددا على ضرورة مواكبة الشركات عصر التكنولوجيا المتقدم، خاصة أن أصبح الاتجاه العام للحجز تتم أون لاين من خلال الشبكة العنكبوتية».
أحداث مؤثرة
وفي لقاءات خاصة مع عدد من المواطنين وموظفي مكاتب السفريات، رصدنا إجماعا على أن الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها عدة عواصم أوروبية وشرق أوسطية أثرت سلبا على الإقبال على السفر بشكل كبير إلى أمان معينة وجعلت الكثير من المواطنين يغيرون وجهات سفرهم إلى أخرى، بهدف الاطلاع على حضارات جديدة والاستمتاع بأجواء مغايرة مثل الدول الاسكندنافية والقارة الأسترالية وبعض الدول في أميركا الجنوبية كالبرازيل والأرجنتين للتعرف على هوية تلك الدول بشكل اكبر.
وقد أشار مديرو وموظفو مكاتب سياحية لـ «الأنباء» الى ان الحجز الإلكتروني اصبح يساهم بأكثر من 60% من إجمالي الحجوزات التي تتم سنويا من قبل المسافرين لأن الكثير اصبح يفضل التعامل عن طريقها، لأن التخفيضات التي تقدمها تكون جاذبة بشكل اكبر من المكاتب التي لا تقدم عروضا بصفة مستمرة، خاصة ان المسافرين يقومون بتجنب أرباح المكاتب التي تتراوح بين 2 و10% من قيمة التذكرة.
خدمات مختلفة لدى المكاتب:واختلف الموظفون على ان المبيعات تشهد انخفاضا، حيث اكد البعض أن المبيعات ارتفعت مقارنة بالعام الماضي، بينما رأى آخرون ان المكاتب أصبحت تعاني بشكل كبير، ما ساهم في إغلاق الكثير منها في الآونة الأخيرة ، بينما اتفقوا على ان أوروبا هي الوجهة المفضلة للمواطنين، حيث يفضلها أكثر من 50%، كما شهد السفر إلى استراليا انتعاشا كبيرا وأصبحت وجهة مفضلة لدى الكثيرين، مشيرين الى ان المكاتب تقدم خدمات اكبر من الحجوزات الإلكترونية، حيث ان المكاتب غالبا ما تقدم برامج سياحية شاملة مع حجوزات للفنادق وإرشاد سياحي كامل لأبرز المعالم السياحية في الدول المراد زيارتها.
من جانبهم، ـكد مواطنون أن السفر في الصيف أمر لابد منه خاصة بعد فترة من الأعمال المستمرة طوال العام ، حيث ان تلك الفترة هي التي تساعد على الاسترخاء ومواصلة الأعمال مرة اخرى، ولا سيما ان درجات الحرارة تكون مرتفعة في الصيف مما يجعل من السفر وسيلة مفضلة لقضاء فترة جيدة وعطلة جميلة واصطحاب الأهالي والتعرف على مختلف الحضارات والثقافات المختلفة في الدول الأخرى.
واضافوا ان لندن وتركيا ودبي هي وجهات مفضلة لهم خاصة انهم اصبحوا معتادين على تلك الدول واصبحوا يعرفون كيفية الاستمتاع بما تمتلكه تلك الدول من مقومات حضارية او مناظر طبيعية خلابة، وأعرب بعضهم عن رغبته في التعرف دائما على حضارات جديدة والسفر الى دول اخرى.
لندن وسويسرا
وفي هذا الإطار، اكد المواطن خالد الكندري أن عطلة الصيف الطويلة تتيح فرصة اكبر للسفر والتمتع بقضاء العطلات برفقة الأهل والأصدقاء، وذلك بهدف التعرف على الثقافات المختلفة ومحاولة الاستفادة من العطلة الصيفية في الذهاب الى اماكن لم يكن يزورونها من قبل، فلندن فيها العديد من الأماكن السياحية الجيدة كالذهاب إلى المركز الأشهر في لندن «هارودز» الذي يقع في منطقة النايتس برج ويوجد به اغلب الماركات العالمية والمطاعم والكافيهات، لافتا إلى انه في نفس اليوم تستطيع زيارة الساحة الأشهر البيكاديلي وهي منطقة مزدحمة بالسواح كأنك في عاصمة اليابان طوكيو وفيها الكثير من الفعاليات وعلى امتداد البيكاديلي شارع الريجنت المعروف بالماركات العالمية، اضافة إلى الذهاب إلى أجمل حديقة في لندن الريجنت بارك «وحديقة الحيوانات» وهي قريبة من المسجد الكبير وبعدها الذهاب إلى الاجول رود الشارع المشهور بشارع العرب وتأخذ وجبتك الغذائية منه لأن به الكثير من المطاعم.
ولفت إلى أن سويسرا تمتاز بطبيعة خلابة وبها العديد من المميزات المشهورة بها كالماس والساعات، إضافة إلى الكاكاو الذي يعد من أجود الأنواع على مستوى العالم، كما انها تمتاز بالهدوء وهو ما يشعرك بالراحة النفسية بشكل كبير ما يجعلها من البلاد المفضلة لدي.
من جهته، قال المواطن منير العازمي إن السفر الى عدة دول مختلفة الغاية منه هو تجديد الروح والشعور بسلام مستمر وقضاء وقت ممتع برفقة الأهل والأصحاب، خاصة ان فترة الصيف يجب ان يستفيد منها المسافر لكي يعود صافي الذهن الى ممارسة أعماله مرة أخرى، لذلك يجب ان يقوم بما يلزم في عطلته لإدخال البهجة والسرور الى ذاته.
الى ذلك، قال شريف زايد مدير احد مكاتب السفريات ان المواطنين يفضلون تركيا كواجهة أولى، حيث ان معظمهم كان قد بدأ يلجأ لها عقب التفجيرات الأخيرة التي أصابت العديد من الدول الأوروبية، اضافة الى استراليا وأميركا كواجهتين سفر بدلا من باريس وبلجيكا ولندن التي شهدت حوادث إرهابية كبيرة في الفترات الأخيرة، ما دفع البعض إلى إلغاء حجوزاتهم.
وأكد أن أسعار الفائدة التي يقوم المكتب بتزويدها على العمولة تتراوح بين 2 و10%، حيث ان المكاتب تستهلك أموالا اكثر من الحجوزات الإلكترونية لأن لديها موظفين ولديه أماكن تدفع إيجاراتها كل شهر ما يدفعها لتزويد السعر عن الأسعار التي تحددها شركات الطيران على المواقع الإلكترونية.
وأضاف زايد أن الحجوزات الإلكترونية أثرت بنسبة لا تتجاوز 20% على المكاتب لان معظم الناس يفضلون الحجز عن طريق المكتب للتأكد من صحة الحجز وانهم يقومون بتوفير خدمات لا يستطيع الحجز الإلكتروني توفيرها مثل الرحلات الجماعية وكذلك حجوزات الفنادق.
فترات صعبة
وأكد علي كمال الموظف في احد مكاتب الطيران ان موظفي مكاتب الطيران اصبحوا يعيشون فترات صعبة خاصة بعد الانخفاض الذي يشهده القطاع، وان التعسف اصبح واضحا وذلك لانتشار ظاهرة الحجز الإلكتروني ما ساهم في معاناة المكاتب واضطرارها الى تخفيض عدد الموظفين بها.
وأضاف كمال ان هناك مكاتب اضطرت الى الإغلاق وذلك لأن الحجوزات الإلكترونية باتت تمثل اكثر من 60% من اجمالي الحجوزات، وان المكاتب انخفضت مبيعاتها في الفترة الأخيرة، ما أدى إلى تسريح العديد من الموظفين، بالإضافة إلى إغلاق اكثر من 120 مكتبا خاصا بالحجوزات لا سيما ان عمولة المكاتب تتراوح بين 2 و10% من قيمة التذكرة.
وأشار احمد الخواجة مدير مكتب سفريات إلى ان أسعار تذاكر الطيران انخفضت هذا الموسم، وذلك أدى الى انتعاش السوق قليلا في الفترة الحالية مقارنة مع العام الماضي وذلك لأن فترات العطلة الصيفية أصبحت أطول، ما ساهم في اقبال اكبر من المسافرين، مضيفا في الوقت ذاته ان المبيعات في المكاتب ازدادت بنسبة ضئيلة تتراوح بين 20 و30%.
وأضاف الخواجة ان وجهات السفر تنوعت واختلفت بين المواطنين الذين أبدى الكثير منهم اهتمامه بالسفر الى الدول الاسكندنافية مثل السويد والدنمارك والنرويج، وفي المقابل تستحوذ لندن على النسبة الأكبر وتقدر بـ 40%، ويفضل المواطنون عاصمة الضباب لتكون الواجهة الأولى لهم خاصة مع امتلاك الكثير منهم استثمارات وعقارات هناك.
ولفت الخواجة الى ان استراليا أصبحت واجهة مفضلة ايضا للكثير من المواطنين الذين يفضل الكثير منهم الذهاب من خلال رحلات للغابات واستكشاف القارة، مؤكدا ان مكاتب الطيران أغلقت في الفترة الأخيرة وذلك لأنها انتشرت بشكل كبير، حيث اصبح انتشارها غير صحي، ما أدى الى قلة المبيعات والى إغلاق الكثير منها حيث اغلق ما يزيد على 120 مكتبا للطيران من اجمالي 350 مكتبا.
إقبال منخفض
وقال احمد ياسر مدير مكتب سفريات إن الوجهات المفضلة للمواطنين اختلفت وتباينت ولكن أوروبا ما زالت هي الوجهة المفضلة للكثير منهم، حيث ان معظم المواطنين لجأوا الى الدول الاسكندنافية، حيث أصبحت وجهة مفضلة للكثير منهم وكذلك بعض العواصم الأوروبية التي سرعان ما انخفضت، وذلك بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها وحلت مكانها كل من ودبي والنمسا التي اصبحت من الدول المفضلة للسفر.
وأضاف ان الإقبال على السفر قل بنسبة كبيرة تجاوزت اكثر من 40% عن العام الماضي خاصة مع حلول شهر رمضان في منتصف العطلات، ما جعل الكثير منهم يفضل قضاءه في الكويت وعدم السفر لقضائه مع العائلة.
خدمات المكاتب
من جانبه، قال حسين عامر الموظف في مكتب طيران إن أسعار التذاكر انخفضت بنسبة 10 إلى 20% وذلك لأن الإقبال على السفر انخفض من قبل المواطنين لعدة أسباب أبرزها الأحداث الإرهابية التي حدثت في الآونة الأخيرة في عدة دول أوروبية كفرنسا وبلجيكا وهما كانتا وجهتان مفضلتان للكثير من المواطنين، وكذلك لدخول شهر رمضان في موسم الصيف حيث يفضل الكثيرون قضاءه مع عائلاتهم دون السفر.
«#عطلة_عيد_الفطر_في_قطر».. يشعل وسائل التواصل
نشر عدد من المغردين على وسائل التواصل الاجتماعي مبادرة تحت عنوان «#عطلة_عيد_الفطر_في_قطر»، حيث وصلت التغريدات إلى 16 ألف تغريدة في أيام قليلة، وذلك بعد مبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة الخليجية.
وقد عرض مجموعة من النشطاء مبادرة لقضاء عطلة العيد في قطر، بعد ترحيب القطريين بمبادرة الكويت في حل الأزمة الخليجية، حيث عرض أحد أصحاب المطاعم في قطر وجبة الغذاء أو العشاء مجانا للكويتيين، كما عرض أحد الفنادق الإقامة مجانا للكويتيين خلال العطلة، وعرض مواطن آخر يمتلك شركة ليموزين خاصة بالمسافرين سياراته مجانا للكويتيين ليتنقلوا فيها داخل البلاد حيثما شاؤوا.
من جانب آخر، أطلقت الخطوط الجوية القطرية رحلات إضافية وصلت لـ 9 رحلات من الكويت لتوفير رحلات ربط سهلة إلى الوجهات الأميركية والأوروبية في فصل الصيف، ليصل بذلك إجمالي الرحلات الأسبوعية للناقلة القطرية إلى 65 رحلة.