- الكويت كانت وما زالت لكل باب خير مفتاحاً... فكلما أبصرت عيناك تنازعاً إلا ورأيت موطن قدمها فيه توفيقاً وإصلاحاً
- المجتمع الدولي ترجم هذا الموقف المشرف شكراً وتقديراً ومنحها مقعداً غير دائم في مجلس الأمن
- حميد: وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم وبقاء مودتهم فرض شرعي
- العيد رمز لوحدة المسلمين.. ومن واجبنا حماية الشباب من الانحراف الفكري
أسامة أبوالسعود - محمد راتب
قال إمام وخطيب المسجد الكبير د.وليد العلي إن دولة الكويت كانت وما زالت لكل باب خير مفتاحا... فكلما أبصرت عيناك تنازعا إلا ورأيت موطن قدمها فيه توفيقا وإصلاحا.
وأشار العلي في خطبة عيد الفطر بالمسجد الكبير إلى أن الاجتماع أمارة الائتلاف، والنزاع علامة الاختلاف في الأمة الإسلامية.
ووجه د.وليد العلي الشكر إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على مساعي سموه الحميدة لرأب الصدع الخليجي، حيث قال في خطبته «شكر الله سعيكم.. وبشراكم أن الإصلاح بين الناس هو من أعظم القربات».
ولفت د.وليد العلي الى أن المجتمع الدولي ترجم هذا الموقف المشرف شكرا وتقديرا ومنح دولة الكويت مقعدا غير دائم في مجلس الأمن إكراما لها وتوقيرا، ومما تضمنته الخطبة:
كبروا الله واشكروه على إكمال عدة رمضان أيها المؤمنون، واتقوا الله تعالى ربكم حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
لقد ترحل عنا شهر الصيام، يا معشر السادة الغر الكرام، كاشفا اللثام عن وجه مشرق وهو اجتماع كلمة الأنام.
اجتماعهم في الفطر والصيام، واجتماعهم في التراويح والقيام، واجتماعهم في مواساة الفقراء والمساكين وكفالة الأرامل والأيتام.
فالاجتماع أمارة الائتلاف، والنزاع علامة الاختلاف، ولا مطمع لأحد بتحقيق الأمن بالبلاد: إلا بالاجتماع والألفة التي تسود العباد.
وهما سببان عظيمان ينبغي أن يبادر إليهما الكبير قبل الصغير، وأن يحرص على غرس بذرتهما بأرض المجتمع الغني قبل الفقير.
ومن تأمل ببصره السيرة العطرة، وتدبر ببصيرته المسيرة النضرة وجد ما يستنير به في ظلمات الخصام، فقد اجتهد النبي عليه الصلاة والسلام في أسباب ألفة قلوب أصحابه الكرام.
فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم، فحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال: أتصلي بالناس فأقيم؟ قال: نعم، قال: فصلى أبوبكر، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف» أخرجه البخاري ومسلم.
فتأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إمامة الصلاة وهي عمود الإسلام، لانشغاله صلى الله عليه وسلم في إصلاح ذات البين واجتثاث شجرة الخصام، فالألفة بين قلوب المؤمنين هي منة الله تعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام، قال عز من قائل سبحانه: وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم.
وأضاف العلي: أرأيتم ما تنافستم فيه في شهر رمضان من الصيام والقيام والصدقات، فإن إصلاح ذات البين بين الناس أفضل عند ربكم منها بالدرجات، لأن في إصلاح ذات البين طمأنينة القلب وقرة العين، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا: بلى. قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين: هي الحالقة» أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.
وقال العلي في خطبته: كانت الكويت وما زالت بحمد الله تعالى لكل باب خير مفتاحا، فكلما أبصرت عيناك تنازعا إلا ورأيت موطن قدمها فيه توفيقا وإصلاحا.
فلا غرو أن يترجم المجتمع الدولي هذا الموقف المشرف شكرا وتقديرا، ويمنح دولة الكويت مقعدا غير دائم في مجلس الأمن إكراما لها وتوقيرا.
وإن آخر قطوف شجرة الكويت الطيبة التي ذللت للخليج العربي تذليلا اتخاذها الإصلاح بين قادة الدول الخليجية وفقهم الله تعالى نهجا وسبيلا.
فهذه سعاية إصلاح بين القادة الكرام، ومبادرة كريمة في شهر الخيرات والصيام، تحمل لواءها دولة تؤثر الأمن والسلام، فبورك مسعاها بتحقيق الوحدة والوئام.
من جهته، أكد خطيب مسجد ثمامة بن أثال في منطقة صباح السالم الشيخ منير حميد أن العيد هو رمز لوحدة المسلمين، وعنوان لتآلف المؤمنين، والحفاظ على وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم وبقاء مودتهم فرض شرعي، وواجب حتمي، ووسيلة للتكاتف والتعاون، فلا يقبل التفريط ولا التهاون، إذ الواجب علينا أن نعيش أمة الجسد الواحد، التي لا تعرف تباعد القلوب وتنافرها، ولا تشتت الصفوف وتناحرها، داعيا إلى التمسك بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وبتوحيد الصفوف ونبذ الفرقة والخلاف، ولا سيما في ظل الظروف الدقيقة والأوضاع الحرجة التي تعصف بالمنطقة، وما يشهده العالم بأسره من تنامي ظاهرة الإرهاب الذي امتد وباؤه فطال الدول والمجتمعات.
ودعا من كان بينه وبين أخيه عداوة أو شحناء، أو خصومة أو بغضاء، ليضع يده في يده، وليغسل ما قد علق في قلبه، حذرا من سد أبواب القبول، وخوفا من ارتهان الأعمال في سلم الوصول، فقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا».
وذكر حميد أنه يتوجب علينا أن نحصن الشباب من الأفكار الضالة والسلوك المنحرف، والنأي بهم عن الميل والانحراف وراء من يتربص بهم وبالوطن شرا، والعمل على غرس روح الولاء والوفاء للوطن في نفوسهم، وحثهم على التسلح بالعمل والتزود من معارف وعلوم العصر، واستغلال طاقاتهم في خدمة الوطن وتنميته، مؤمنين بقدراتهم الخلاقة التي حققوا من خلالها إنجازات ومراكز متقدمة بالميادين العلمية والطبية والرياضية والاختراعات، ويكفيكم - شبابنا - فخرا بأن اختيرت الكويت عاصمة للشباب العربي.