- الديري: الصغار يدخرون العيدية لشراء الأجهزة الذكية
- أحمد سعد: الفائدة في بيع وشراء المستعمل فقط
- رمزي: سأشتري أجهزة لأبنائي رغم أنني رافض وجودها لمن في عمرهم
عادل الشنان
بينما يفرح المسلمون بقدوم العيد، فإن الفرحة لدى أصحاب محلات الهواتف تكون أضعافا مضاعفة، فهم ينتظرون العيد لتعود حركة البيع إلى عجلة الدوران بعد «شبه ركود» خلال شهر رمضان المبارك مع طول فترة الصوم والاختبارات والسفر، إضافة إلى ارتفاع حرارة الجو.
ومع العيد تأتي «العيدية» لتكسر حالة الجمود، ويزداد الإقبال من الشباب بشكل خاص على شراء الأجهزة الذكية بمختلف أنواعها، فيما يقبل عدد من أولياء الأمور على شرائها لتقديمها كهدايا لأبنائهم بدلا من العيدية، كما يحرص عدد كبير من المقيمين على شراء هذه الأجهزة لأخذها هدايا لذويهم قبل سفرهم إلى بلادهم.
«الأنباء» حرصت على معرفة أجواء السوق من بعض العاملين في هذه المحلات، والذين قدموا بعض النصائح والإرشادات التي لا بد من الالتفات لها قبل تسليم النشء هذا النوع من الأجهزة.
فإلى التفاصيل:
في البداية، قال كريم محمد علي الذي يعمل في احد محلات بيع الهواتف المتنقلة إن حال السوق خلال شهر رمضان لم يكن يمكن وصفه، خاصة فترة قبل الإفطار لان عدد الزبائن في النهار كان قليلا جدا، وحركة البيع والشراء كانت شبه منعدمة، لكن بعد الإفطار كانت تتحرك نوعا ما ولكن لا يمكن مقارنتها أيضا ببقية أشهر السنة نظرا لضيق الوقت بعد الإفطار فالناس لا تذهب للأسواق إلا بعد الساعة التاسعة مساء، ودائما ما يكونون على استعجال وأيضا المحلات تقفل قبل الساعة الواحدة أو الثانية صباحا لذلك معدل ساعات العمل يعتبر قصيرا جدا ولا يتجاوز الأربع أو الخمس ساعات يوميا كحركة بيع وشراء، متمنيا أن تتحرك عملية البيع بعد العيد، مشيرا إلى أن أول يومين من أيام العيد عادة ما تكون الناس مشغولة بالمعايدات والزيارات الأسرية والاجتماعية وبعد الانتهاء منها يتجه الجميع إلى الأماكن الترفيهية أو حضور المسرحيات والسينما، لذلك كل من يرغب بحاجة من محلات التلفونات يؤجلها إلى ما بعد العيد ناهيك عن أن معظم المواطنين والمقيمين يسافرون خلال هذه الفترة وهذه المناسبات وبالتأكيد هذا ينعكس سلبا على البيع لدينا.
من جهته، قال شريف سعد المسؤول عن محل تلفونات في منطقة أسواق القرين إنه يعول على تحسن وضع البيع خلال أيام عيد الفطر المبارك رغم انه موسم سفر للمواطنين والمقيمين وبالتالي يترتب عليه تلقائيا ضعف حركة الشراء في السوق بشكل عام، مشيرا إلى أن الأطفال دون الثالثة عشرة من العمر يهتمون أكثر بالهواتف الذكية لشغفهم بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
ووجه سعد نصيحة إلى كل من يريد شراء جهاز هاتف أو لوحي ذكي لأحد أبنائه دون سن الرشد أن يحرص على يزوده بالتوعية التامة لاستخدام هذا النوع من الأجهزة لأنها مفيدة جدا إذا ارتبطت بالإرشاد الأسري السليم والتوعية بكيفية الاستفادة منها والذي يعتبر متاحا ضمن مجال واسع جدا إلا أنها في نفس الوقت خطيرة إذا تم تركها للنشئ دون تنبيه وتعليم مناسب باستخدامها.
بدوره، قال محمد احمد قد لاحظنا حركة إقبال من بعض الشباب دون سن الخامسة عشرة تقريبا للإقبال على اقتناء أجهزة الهواتف الذكية قبل حلول عيد الفطر السعيد بثلاثة أيام تقريبا وهي الحركة التي أنعشت سوق محلات الهواتف المتنقلة بعض الشيء بعد حالة الركود التي عانى منها خلال شهر رمضان المبارك ونتوقع أن يتحسن الوضع خلال فترة العيد من منطلق ان هناك من سيجمع العيدية ليشتري هاتفا أو جهازا لوحيا ذكيا من نوع (ابل - جلاكسي).
في حين قال احمد سعد: لم تعد محلات الهواتف المتنقلة المكان المناسب لشراء أي نوع من الأجهزة الذكية إلا إذا كانت مستعملة لان شركات الاتصالات تقدم عروضا بالأقساط الشهرية مع مميزات مثل الإنترنت وهذا الأمر يستهوي غالبية الناس لذلك لا يوجد إقبال من قبل الكبار ولا حتى الصغار سواء خلال العيد أو غيره من الأيام والبيع بالنسبة للأجهزة المستعملة هو فقط المتبقي كمصدر ربح لمحلات الهواتف المتنقلة وهو أمر موجود طوال العام ولا يقتصر على فترة زمنية خلال العام دون غيرها، مؤكدا أن فترة الإجازات الرسمية الطويلة عادة ما تسبب ركودا للسوق بسبب سفر غالبية المواطنين والمقيمين في البلاد.
وعلى مستوى المشترين، قال علي الديري بات الهاتف النقال بصورته الذكية الحديثة حاجة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها لغالبية الفئات العمرية وحتى الصغار جدا باتوا يرغبون بها حتى وان كانت على صورتها الأخرى أو المشابهة لها والمتمثلة بهيئة الأجهزة اللوحية الذكية مشيرا إلى أن هناك من الصغار من يدخرون ما يحصلون عليه بالعيد «العيدية» ليقوموا بشراء أجهزة هواتف أو لوحية ذكية وهذا أمر أصبح شبه موجود في كل بيت، مشددا على أهمية عدم السماح أو تسليم الأطفال دون سن العاشرة على أقل تقدير لمثل هذه الأجهزة لأنها ستعرقل مسيرتهم بالنسبة للمرحلة العمرية «الطفولة» والتي من المفترض أن تكون لهم مرحلة استكشاف وتعلم واطلاع وتساءل ولو كانت بشكل غير مباشر وليس مرحلة عزلة وانطواء مع هاتف او جهاز لوحي ذكي.
أما بالنسبة لمن هم اكبر من سن العاشرة إن كانت هناك دواعي وإلزام بإعطائهم هذه الأجهزة يجب قبلها أن تتم توعيتهم جيدا بأسلوب استخدامها وتعريفهم بمخاطرها حتى ينصب استخدامهم إياها بالطريق الصحيح الذي يجنبهم مخاطرها ويجعلهم يستفيدون من إيجابياتها فقط ودون الوقوع بسلبياتها.
من جهته، قال خالد الحرز إن اقتناء «الموبايلات» الذكية اصبح أمرا أساسيا سواء للكبار او الصغار لذلك الغالبية العظمى من الناس يمني أبناءه بالحصول عليها اذا ما نجحوا بامتياز في دراستهم لتكون لهم كنوع من الهدايا التشجيعية أو يصبرهم لحلول العيد ويجعلهم يكونون مشاركين في قيمتها من خلال ما يحصلون عليه كعيدية حتى يشعروا بقيمتها ويحافظوا عليها ولا يتعاملون معها كلعبة رخيصة كما اعتادوا، مشيرا إلى أن أنواع الأجهزة النقالة واللوحية باتت متعددة وكثيرة الأنواع ولكل منها سعر فهناك الغالي والرخيص وما بينهما ولكل منها مزاياه مما جعلها بمتناول الجميع ويمكن للصغار الحصول عليها من خلال ادخار مصروفهم أو عيديتهم او ما شابه ذلك وأيضا اصبحوا يطلبونها بالاسم كهدايا لهم جزاء اجتهادهم وتفوقهم بالدراسة، مؤكدا أن محلات بيع هذا النوع من الأجهزة ستستفيد من فترة العيد للربح من هذه الفئة العمرية بكل تأكيد.
بدوره، اكد محمد رمزي انه وعد أبناءه بشراء هواتف ذكية من نوع «غالكسي» لهم خلال العيد واعتبارها عيديتهم، لافتا إلى انه كان يرفض إحضار هذا النوع من الأجهزة لهم وهم صغار ولم يتجاوزا الخامسة عشرة من العمر إلا أن المجتمع والبيئة المحيطة بهم تحديدا جعلتهم يتنازل عن موقفه ويقبل بشرائها لهم وذلك كي لا يشعروا بالنقص او التقصير عن من هم بمثل عمرهم حيث بات المجتمع ينتقد او يقلل من شأن من لا يمتك هذه الأجهزة علما بأنها مصدر الضرر للكبار والصغار على نحو خاص.