- رمضان: يجب التخطيط المناسب لميزانية الأسرة حسب الأهمية
- أحمد: الضغوطات كبيرة والمتطلبات أكثر وفوق طاقة الإنسان والرواتب محدودة
- كنعان: الأفضل أن توكّل الزوجة في إدارة المنزل لأنها أكثر حكمة
- السلمان: مهما حاولت الادخار فالحياة مستمرة بغلاء سريع وأصل لمنتصف الشهر بعجز مادي كبير
- السيد: أضع خطة مسبقة وجدولاً لالتزاماتي خلال الشهر أحدد فيه الأولويات كي لا أستدين
ندى أبو نصر
هل الأسرة في مجتمعاتنا لاتزال تفتقد الى التنظيم والتخطيط في كيفية ادارة مواردها المالية؟ فالكثير من الأسر صرفت راتب يونيو الذي تم استلامه في منتصف الشهر الماضي، والذي صادف العشر الاواخر من شهر رمضان وتبعه مصاريف العيد، ولم يعد ما تبقى من هذا الراتب كافيا لاستكمال باقي شهر يوليو، بالاضافة الى ذلك فقد اضطرت العديد من الاسر إلى اللجوء للاستدانة والتي غالبا ما ينتج عنها وقوع الأسرة والفرد في وضع مالي متأزم، خصوصا في ظل غلاء المعيشة الذي اصبح غولا يلتهم ميزانية الأسرة ولا يسمح بتعزيز فكرة الادخار.
وكما تلعب الناحية المادية دورا مهما وأساسيا في نجاح واستمرار العلاقة الزوجية والأسرية، فإن للزوجة دورا كبيرا في التخطيط والتنظيم لمصروفات الاسرة، وذلك بالتعاون مع جميع افراد الاسرة في تحديد الاولويات والمصروفات الضرورية حتى لا تلجأ للاستدانة قبل نهاية الشهر، كما يحدث مع كثير من الاسر في الوقت الحالي نتيجة كثرة المتطلبات والالتزامات التي باتت ترهق كاهل الأسر في ظل ضعف الرواتب.
أجرت «الأنباء» التحقيق التالي لمعرفة آراء المواطنين حول هذه المشكلة التي اصبحت تواجه الجميع والحلول الممكنة لتفاديها قدر الامكان:بداية، قال خليل رمضان وهو معلم مدرسة يجب التخطيط المناسب لميزانية الاسرة وتنظيمها حسب الاهمية والأولوية لأن هذا من شأنه ان يساهم في عملية الادخار بالأخص لذوي الرواتب المحدودة، ويجب ايضا ان تكون هناك خطة داخل المنزل يتم اتفاق الزوج مع زوجته في وضع ميزانية محددة للإيرادات والمصروفات والتوفير الى جانب الاشياء التي يتم شراؤها قبل النزول الى السوق عبر قائمة للاحتياجات الضرورية واللازمة للبيت والأسرة مع الاخذ في الاعتبار ان اضع مبلغا مناسبا لأي ظرف طارئ ممكن ان يواجهنا بشكل مفاجئ.
من جانبها، قالت فايزة احمد: «عندما اشعر بأن الراتب اوشك على الانتهاء اقتصر على شراء الامور الضرورية والاستغناء عن الاشياء التي يمكن تأجيلها وفي بعض الاشهر قد اضطر الى ان اطلب مبلغا من احدى صديقاتي الى ان ينزل الراتب وهكذا فالضغوطات كبيرة وكثيرة والمتطلبات اكثر، وكل ذلك فوق طاقة الانسان بالإضافة إلى غلاء المعيشة و محدودية الرواتب».
وعلى العكس، تقول سمية محمود انه رغم اجمالي دخلها وزوجها المرتفع الا انهم ينتظرون الراتب بفارغ الصبر، لأن نصف الراتب يتبخر منذ بداية الشهر بين اقساط مدرسة وفواتير وإيجار وبعض الواجبات الاجتماعية الضرورية.
ويقول ابراهيم كنعان: ان الظروف التي نعيشها صعبة جدا، واغلب الاسر تعاني ضغوطات بسبب المصاريف وانتهاء الراتب في بداية الشهر، وللأسف رواتبنا محدودة ولا يوجد شيء في اليد غير ان يكون هناك تخطيط يناسب داخل الأسرة والأفضل ان توكل الزوجة ادارة المنزل لأنها تمتلك اسلوبا اكثر عقلانية وحكمة من زوجها في ادارة الميزانية، وهي بذلك احرص من الزوج على التدقيق والتنظيم في جميع الجوانب وهي احرص كذلك على التخلص من تراكم الديون، عكس الاعتقاد السائد بأن النساء اكثر تبذيرا واكثر اهدارا للمال والميزانية.
من جانبها، تقول عبير السلمان: مهما حاولنا الادخار والتوفير الحياة مستمرة بغلاء سريع وقد اصل الى منتصف الشهر ولدي عجز مادي كبير، ولا استطيع اتمام بقية الشهر بسب المسؤوليات والضغوطات الكبيرة التي تواجهنا بالإضافة الى المستلزمات الضرورية للأطفال، كما لا نستطيع تخطيها، وهذا الامر ينعكس عليّ نفسيا وأصبح في دوامة من الضغط النفسي والإرهاق، وهذا الموضوع اصبح يؤثر كثيرا ايضا على العلاقة الزوجية لأن المشاكل تكثر وبسب الضغط المادي والنفسي لا استطيع ان اتحمل كلمة من الطرف الآخر وتكثر المشاكل، خصوصا اذا كان احد الطرفين مبذرا ويحب الدين، والآخر يحاول ان يضع خطة لميزانية الاسرة والمصاريف.
وقالت نغم السيد: «انا فتاة غير متزوجة ولدي التزامات، ربما اقل من السيدة المتزوجة ومع ذلك اعاني من ضغط كبير بسب انتهاء الراتب بسرعة، ولهذا عندما اشعر بأن الراتب اوشك على الانتهاء احاول ان اقلل من الخروج مع اصحابي واخفف الكثير من المصاريف غير الضرورية وأقوم بممارسة بعض الانشطة داخل المنزل التي كالرياضة وقراءة الكتب وبعض الامور التي تعوضني عن الخروج، وأحاول في الشهر الذي يليه ان اضع خطة مسبقة وجدولا لالتزاماتي خلال الشهر وأضع اولويات كي لا اصل للعجز المادي.
4 قواعد أساسيةلتنظيم المصروفات الشهرية
حدد خبراء الاقتصاد والاستهلاك أربع قواعد أساسية تحد من التعرض لأي عجز في ميزانية الأسرة:
القاعدة الأولى: تحديد أوجه الإنفاق الضرورية، وذلك من خلال صياغة مخطط أو قائمة تحدد أوجه وأساسيات وأولويات الإنفاق الضرورية، والتي لا يمكن إسقاطها أو تجاهلها أو حتى تأجيلها في ميزانية الأسرة، كالطعام اليومي والأدوية، ومستلزمات ومتطلبات تعليم الأطفال.
القاعدة الثانية: تخصيص مبلغ مالي محدد لكل من أفراد الأسرة، ويكون عليه التعامل بهذا المبلغ على مدار الشهر، مع التشديد على ضرورة عدم تخطي المبلغ المحدد سلفا إلا للضرورة القصوى، وباتفاق مسبق مع مسؤول الميزانية الأسرية.
القاعدة الثالثة: تحديد هدف يتم السعي للوصول إليه من خلال ضبط الميزانية، بحيث يستقطع مسؤول الميزانية مبلغا معينا «يكون بسيطا في البداية» ويدخره لمواجهة أي مفاجآت طارئة يتعرض لها المنزل أو أفراد الأسرة، على أن تتم زيادة هذا المبلغ تدريجيا بتزايد دخل الأسرة، ليصبح بعد ذلك بمنزلة احتياطي استراتيجي للطوارئ.
القاعدة الرابعة: تفعيل قاعدة «المبالغ الكبيرة للسلع الكبيرة» وهي قاعدة شديدة الأهمية، فعند حصول رب الأسرة على مبلغ مالي أو مكافأة مالية كبيرة من العمل، يجب ألا يدخلها ضمن ميزانية الأسرة، بل يفضل أن يشتري بها أحد مستلزمات المنزل الكبيرة مثل الأجهزة، وذلك وفق أولويات يكون حددها من قبل.