محمد هلال الخالدي
شن وزير الاعلام الاسبق محمد السنعوسي هجوما عنيفا على وسائل الاعلام وشخصية الانسان العربي عموما والكويتي بشكل خاص، واعتبر ان وسائل الاعلام في الكويت اصبحت تقود الفساد في الكويت وتساهم في ترسيخ السلبية في شخصية الانسان الكويتي، جاء ذلك خلال استضافته في لقاء مفتوح في الصالون الاعلامي للزميل ماضي الخميس مساء امس الاول.
وقال السنعوسي ان الاعلام في الكويت لم يرتق حتى الآن ولم يحقق تطورا حقيقيا في توجيه المجتمع وخلق وعي وطني يقوم على احترام قيم العمل والولاء للدولة، وانما هو يساهم مع الاسف في نشر الفساد ويصنع ابطالا من ورق.
وأشار الى ان ما يحصل من تطاحن وصراع سياسي سخيف في البلد بالرغم من توافر كل الامكانات التي تؤهلنا لان نكون دولة متقدمة ومتحضرة فهذا يعني وجود خلل كبير في مؤسسات الاعلام ودور الاعلاميين وانا اتهم صراحة وسائل الاعلام بإفساد المجتمع.
كما انحى السنعوسي باللوم على سلبية المجتمع فيما يحدث من تراجع قائلا ان الشخصية الكويتية سلبية جدا ولا تسمح بالتطور، وارجع ذلك الى خلل كبير في مؤسسة التعليم بشكل خاص حيث لم تحظ عملية بناء شخصية الانسان بأي اهتمام حقيقي من قبل الدولة منذ البداية وحتى الآن.
وانتقد الوضع التعليمي الاولي والجامعي والتطبيقي ووصف هذه المؤسسات بأنها لا تقدم للطلبة ما يصقل شخصياتهم وينمي القيم الاخلاقية لديهم حتى طغت علينا النظرة التشاؤمية وجلد الذات، واضاف بأننا بملاحظة بسيطة ندرك ان ما يثير الشارع الكويتي هو الصراع السياسي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والذي جعلته وسائل الاعلام مادة للاستهلاك اليومي ووصلت الامور الى مستوى متدن من الحوار والطرح، فهل هناك ما يمنع رؤساء تحرير الصحف اليومية واصحاب القنوات الفضائية من ان يجتمعوا ويتفقوا على الارتقاء بلغة الحوار وعدم نقل الامور التافهة التي صنعت أبطالا من ورق؟ واجاب السنعوسي عن هذا السؤال بالقول ان وسائل الاعلام في الكويت عموما ليست نظيفة تماما وتضم العديد من «تجار الاعلام» الذين لا هم لهم سوى التكسب المادي.
أزمة قيم
كما تطرق وزير الاعلام الاسبق الى ما اسماه ازمة قيم يعيشها بعض النواب قائلا بأنني عندما كنت وزيرا للاعلام قمت بحملة تطهير للوزارة من جيش الموظفين الوهميين الذين تم تعيينهم بضغط من بعض النواب ليتسلموا مبالغ طائلة دون ان يؤدوا اي عمل، فقد وجدت مئات الموظفين ممن يعملون في وزارات اخرى واسماؤهم مسجلة في قوائم وهمية في كثير من البرامج ويتسلمون عليها مكافآت مالية دون اي عمل، كما انني لم اكن امرر اي معاملة لاي نائب ولذلك من الطبيعي ان يجتمع ضدي اغلب النواب، واكمل ان هذا المثال اذكره فقط لنعرف الى اي مدى وصل الخلل والسلبية في تكوين الانسان الكويتي حيث يقبل كل هؤلاء من المواطنين ان «يسرقوا» ويأخذوا المكافآت دون وجه حق وبدعم من نواب الأمة.
عناصر النجاح
ثم استعرض السنعوسي عناصر نجاح أي مؤسسة اعلامية قائلا بأنها ثلاثة عناصر، المال والابداع والحرية، وأكد على أن أغلب وسائل الاعلام تفتقر الى هذه العناصر وخاصة الابداع، كما أشار الى بعض القنوات الفضائية والصحف التي ليس فيها اعلانات تكفي حقا لاستمرارها وقال ألا يثير هذا علامة استفهام كبيرة حول نزاهة الاعلام وحقيقة دوره؟ وأكمل ان أغلب الفضائيات أصبحت تهتم فقط بأسهل البرامج وأقلها تكلفة وهي البرامج الحوارية والتي أصبحت مادة سخيفة ولا تقدم سوى المزيد من الانحطاط لدرجة لم يبق سوى أن يقفوا على باب الأستوديو ويستضيفوا أي شخص يمر في الشارع، فلا مضمون فكريا ولا ابداع فكيف يمكن أن يقود اعلام بهذا الشكل عملية التوعية والنهوض بالانسان.
بلدوزر إنجازات
وفي رده على سؤال للزميل الاعلامي ماضي الخميس حول تجربته كوزير للاعلام وكيف كان وقع خبر اختياره للمنصب ولماذا لم يحقق طموحه في الاصلاح قال السنعوسي منصب الوزير لم يكن شيئا مميزا بالنسبة لي بل «المنة عليكم إني أصير وزير»، أنا رفضت مناصب أعلى من الوزير لأنني لا أحب العمل كموظف ولكنني قبلت الوزارة بعد ضغوط من رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وأنور العنجري واتصالات وطلب وإلحاح من الكثيرين فقبلت. وأضاف ان القبول بالوزارة باعتقادي هو أقل ما يمكن أن يقدمه الشخص لبلده وأنا قلت هذا الكلام لسمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله عندما كان رئيسا للوزراء قلت له بأنكم تواجهون صعوبة كبيرة في قبول البعض لمنصب الوزير ولابد أن يكون التكليف بالوزارة اجباريا فهذا واجب وطني، وأضاف بأنني أيضا رشحت أسماء كثير من الشخصيات التي أعتقد بأنهم خير من يتصدى لهذا العمل وأذكر منهم على سبيل المثال الأخ خالد المرزوق فهذا الرجل «بلدوزر» بالانجازات والعمل وله العديد من الانجازات العمرانية في كل زاوية بالكويت وهو أفضل من يتسلم حقيبة الاسكان لخبرته في هذا المجال وكذلك الأخ جواد بوخمسين والحكومة عاجزة عن حل مشكلة الاسكان ونحن لدينا هذه الكفاءات.
وأضاف بأنني أعتقد أن الشيخ أحمد الفهد عقلية متميزة وقادر على تجاوز الكثير من العقبات التي تراكمت طوال السنوات الماضية وسوف يحل مشكلة الاسكان لو أعطي الفرصة الكافية، بل ان كل وزير قادر على الانجاز لو كان همه الوحيد هو الانجاز ومصلحة الكويت وليس المحافظة على الكرسي.
من أجواء لقاء الصالون الإعلامي
قال السنعوسي ان د.سعد بن طفلة ود.أنس الرشيد كانا يستشيرانني ويسألانني عن الوزارة لأنني الأكفأ وأعرف كل صغيرة وكبيرة في التلفزيون لأنني أنا الذي صنعت التلفزيون.
وصف السنعوسي ما حدث لمشروع شوبيز بأنه طعنة غدر وظلم وأن وزير المالية وقتها بذل المستحيل لافشال المشروع مع أنه كان مستوفيا لكل الشروط القانونية.
انتقد السنعوسي الوزراء قائلا ان الوزير لا ينظر في توصيات وقرارات الوزير الذي يسبقه ولا أحد تابع قراراتي عندما كنت وزيرا، فسأله الزميل ماضي الخميس وهل تابعت أنت قرارات الوزير الذي قبلك؟ رد السنعوسي «هذا اذا كان في قرارات».