الفصل الثاني «١- ٢»
لم تكن الإسكندرية فقط، بل القاهرة ومصر كلها، التي أصيبت في تلك الأيام بما يمكن أن يقال عليه.. «جنون السفاح»!ربما لم يكن محمود أمين سليمان لصا عاديا، وربما كان لصا خطيرا ذكيا، لكن الظروف وخيانة الاحباء والاصدقاء هي التي حولته إلى مجرم خطير يبحث عن الانتقام.
أما الصحافة فهي التي بالتأكيد اشعلت نار حمى المطاردة والاهتمام.
والصحافة أيضا هي التي أطلقت عليه اللقب الذي لازمه حتى النهاية.. لقب السفاح!صباح يوم 7 مارس 1960.. صدرت الصحف في مصر وهي تحمل العناوين المحمومة عن تطورات القصة..«سفاح الإسكندرية ارتكب الجريمة رقم 6»..«خطاب مع سائق تاكسي من السفاح إلى مباحث الإسكندرية»..وقالت الصحف: سفاح الإسكندرية لا يزال طليقا وفي يده مسدس مليء بالرصاص!انه يظهر فقط في السحور، يرتكب جرائمه ثم يختفي!ارتكب السفاح جريمته رقم 6 ساعة السحور، اقتحم حديقة فيلا المليونير «بولفارا» وأطلق الرصاص ليقتله، لكن الرصاص اصاب الخادم!
٭٭٭
أما التفاصيل التي تابعها ملايين المصريين في جرائد صباح ذلك النهار فقد كانت أكثر سخونة.. قالت الصحف:بالامس كانت الإسكندرية تتحدث عن جريمة السفاح رقم
5. الجريمة التي حاول فيها السفاح قتل زوجته لكنه أخطأها وأصاب شقيقتها، والآن عاد ليرتكب الجريمة السادسة، لقد ارتكب 7 جنايات قتل وشروع في قتل في عشرة أيام فقط، وهو يعد خطة هروبه قبل أن يرتكب جريمته.
ان السفاح يبرر ارتكابه لجرائمه بغيرته على زوجته..ولقد ترك خطابا مفتوحا إلى رجال مباحث الإسكندرية مع سائق تاكسي.. وخطورة السفاح التي يعرفها رجال المباحث، أنه انقلب من لص إلى سفاح، وأنه على دراية تامة بطرق الهرب، وجسمه يساعده على القفز فوق الأسوار العالية.
فقد كان رياضيا في مدرسة الفرير، ويتقن قفز الحواجز بسرعة وخفة!والحب.. كان أزمة السفاح! فقد أحب زوجته نوال وكانت متزوجة من قبله، وأقام معها علاقة قبل أن تترك زوجها وتتزوجه.
وحياة السفاح (34 سنة) حياة مثيرة بالفعل..عاش متنقلا بين القاهرة والكويت ولبنان والإسكندرية..وكان شخصية مهابة أمام اصدقائه، لم يكن يظهر أمامها بمظهر اللص، بل تخفى في شخصية مدير مكتب للصحافة والدعاية والنشر، وكانت شخصيته مزدوجة، وكان يظهر أمام الذين يبيع لهم المسروقات على أنه من تجار التحف وأصحاب النفوذ.
وكان ينزل دائما في فنادق الدرجة الأولى بالقاهرة، أو يسكن في أرقى الشقق.. وكانوا يلقبونه.. «محمود بك أمين»!لكن النحس لازمه في حادث سرقة فيلا «سباهي»، فقد ألقي القبض عليه بعد السرقة وبالرغم من أنه دخل منزلا آهلا بالسكان والخدم الا أنه استطاع الهرب.
وعندما قبض عليه، كانت القضية الرسمية الأولى في حياته. واستمع محمود أمين سليمان في محكمة الجنايات إلى حكم بسجنه عامين.وعندما وزعت صوره على أقسام الشرطة ورجال المباحث انكشفت عشرات القضايا التي لم يضبط فيها وكانت في رقبته!أما زوجته نوال.. فقد كانت قد تم عقد قرانها على تاجر بالزقازيق.. لكنها انفصلت عن زوجها وتزوجت محمود أمين سليمان قبل حادث سرقة فيلا «سباهي» بثلاثة شهور فقط، وأحبها وأحبته واسكنها أحسن الشقق وجعلها تقتني مجموعة فاخرة من الملابس والحلي.لكن حياة نوال ومحمود انقلبت فجأة إلى جحيم..فقد كان يغار عليها ولا يطيق أن يراها تقف في الشباك أو تخرج بمفردها.
كان يخاف أن تحب أحدا غيره، كما أحبته وهي على ذمة زوجها السابق.
وأصبح محمود أمين سليمان مهددا دائما بالقبض عليه، وكان يخاف على زوجته وهو خارج المنزل.
فلم يكن يتركها الا ليلا ليرتكب حوادث السرقة ثم يعود إلى البيت قبل الصباح!
٭٭٭
وبنفس طريقة الاثارة الصحافية أكملت الصحف رواية قصة السفاح فقالت:وعندما ألقي القبض عليه في حادث سرقة فيلا أم كلثوم، بحث عن محام، وتقدم له أنور سلامة الذي كان يعمل وكيلا لمكتب الاستاذ بدر أيوب المحامي ليوكل اليه الدفاع عن نفسه.وبدأت الصلة بين محمود أمين سليمان والمحامي بدر ايوب، وانقلبت إلى صداقة متينة.. وتبادل الاثنان الزيارات العائلية في منزليهما.. وانضم اليهما المهندس محمود أمين سلامة.
وعندما تم القبض على محمود أمين سليمان، اصبحت زوجته نوال هي الصلة بين زوجها والمحامي.ثم بدأ الهمس يدور حول علاقة الزوجة نوال بالمحامي وأختها بالمهندس!ووصل الهمس إلى اذن محمود أمين سليمان.. فتحول إلى صراخ!وأقسم على الانتقام.. وفي آخر زيارة لزوجته له في السجن، طلب منها ألا تحضر مرة أخرى وأنها خائنة ولطخت اسمه! لكن نوال لم تشعر بالخوف لأنها كانت تعرف أن قضايا زوجها لم ولن تنتهي!لكنه في السجن ابتلع كمية من الدبابيس، ونقل الى المستشفى، وتمكن من الهروب، ووصل إلى الإسكندرية في قطار الصحافة مرتديا زي ملازم شرطة!وبدأ سلسلة جرائمه الغريبة.. هذه المرة ليس لصا، بل سفاحا يطالب بالأخذ بالثأر لعرضه وشرفه!وخلال اسبوعين ارتكب محمود أمين 7 جرائم قتل وشروع في قتل!منها ثلاث جرائم في القاهرة، عندما أراد أن يقتل صديقه المحامي طلعت عبدالرازق، الذي يخفي عنده محامي الإسكندرية بدرالدين ايوب، ثم أطلق الرصاص على بواب العمارة وعلى شخصين كانا يسيران في الشارع.
وعندما جاء إلى الإسكندرية.. أطلق النار على المهندس محمود أمين سلامة، وهو يتناول طعام الافطار في منزله في كرموز.. ثم اقتحم منزل زوجته نوال ليقتلها، لكنه أخطأ وأصاب شقيقتها.. ثم وقعت الجريمة السادسة.. لكن السفاح أخطأ اطلاق الرصاص كعادته!في المرة الثانية كانت زوجته نوال هي هدف رصاصاته.. لكنه اصاب شقيقتها!وفي الجريمة السادسة اراد أن يفرغ رصاص مسدسه في قلب المليونير بولفارا، صاحب مصانع بولفارا لنسيج الحرير بمحرم بك، لكنه أخطأه أيضا واصاب خادمه محمد عطا الله.كان الخادم يتناول طعام السحور في حجرته الملحقة بحديقة الفيلا.. وشعر الخادم بحركة مريبة في الحديقة.. فخرج من حجرته ليتبين مصدر الحركة، ليشاهد شبحا يرتدي الملابس الأفرنجية، يتسلل نحو السلم الرئيسي الذي يؤدي إلى غرفة نوم المليونير بالطابق الثاني..- ونادي الخادم قائلا: مين هناك.. وعاوز ايه من هنا؟وبصوت جعل الخادم يرقد من الخوف.. رد عليه الشبح بحزم: اسكت!لكن الخادم تصدى له وحاول منعه من الدخول..وفجأة انطلقت رصاصتان من مسدس السفاح استقرتا في سائق الخادم، الذي سقط على الأرض يئن من الألم.
واختفى السفاح.. ولم يظهر له أثر.. كما لو أن الأرض انشقت وابتلعته في جوفها!
* يتبع
يوميات امرأة .. كانت عاملة!
هي امرأة عاملة.. أو كانت عاملة.. وربما يكون البعض قد شاهد صورتها وقرأ اسمها في بعض الصحف والمجلات في السنوات القليلة الاخيرة، وانا انقل اليوم بعضا من اهم صفحة في مذكراتها.
كتبت تقول: كنت امرأة عاملة.. زوجي ميسور الحال والحمد لله، لكنني خضت تجربة العمل لأحقق ذاتي، وبعد ان عملت حاولت ان افهم معنى تحقيق الذات فلم افهم!
العمل عندنا قسمان انتاج وخدمات، والمنتج لابد ان يتقن حرفته ومن يعمل بالخدمات لابد ان يستفيد الناس منه، استفادة حقيقية ولابد ان يقضي مصالحهم بسهولة دون تعقيد او روتين.
واكتشفت ان من ينزل سوق العمل لابد ان يكون لديه ما يقدمه فعلا، فقد وجدت نفسي اتساءل: هل هناك عمل من اجل العمل فقط؟
وبعد فترة وجدت ان العمل اكسبني خبرة فهم الناس، لكنني دفعت الثمن من اعصابي، وتأكدي انه لا يمكن ان تنزل امرأة الى العمل دون مشاكل، الا اذا وافق زوجها على ان تعمل، ليس مجرد موافقة ظاهرية، او على مضض، انما لابد ان يكون الزوج مقتنعا بأهمية وضرورة عملها.
وعرفت عددا غير قليل من النساء يعملن من اجل لقمة العيش وعرفت عددا غير قليل من الرجال يعيشون على كد وتعب نسائهم.
وبعد فترة بسيطة.. عرفت ان عملي يتأثر كثيرا بهموم بيتي، اذا ذهبت الى عملي وانا قلقة او مهمومة او غاضبة، فإن ذلك ينعكس على ادائي في العمل بالضرورة، واذا احتاجني البيت باإلحاح مثلا عندما يمرض ابني، فإنني اتحايل بكل الطرق للحصول على اجازات.
وبالتأكيد فإن العمل لا يستفيد مني شيئا، في اسبوع ما قبل الدورة الشهرية!
وفي العمل عرفت ورأيت المنافسة غير الشريفة، خاصة بين النساء، مقالب وألعاب بهلوانية، واكتشفت ان الكفاءة وحدها لا تكفي.
لابد من النفاق والتملق، فكنت اعود كل يوم الى بيتي مستهلكة نفسيا، وكثيرا ما أسأل نفسي، ما دامت المرأة تعمل خارج البيت لماذا تظل مسؤولة عن شؤون البيت، لابد ان يشاركها الرجل في نصف اعمال المنزل.. هكذا العدل!
وفي النهاية.. اصبت بالاكتئاب وانتقلت العدوى الى زوجي وابنائي.
ثم اختلفت مع زوجي لعدم تعاونه معي، في شؤون البيت، النظافة والمطبخ، وغضبت وذهبت الى بيت اهلي مع امي وابي الوحيدين، وهناك وجدت نفسي مضطرة الى معاونة امي في اعمال المنزل بينما كان ابي وهو متقاعد يقضي معظم وقته في الديوانية مع اصحابه، منتهى الظلم، لكن امي لم تكن تعترض او تعتبر ذلك ظلما!
وفي نهاية العام.. رسبت ابنتي في امتحان المدرسة، واتهمني زوجي بالتقصير لأنني ام غير متفرغة!
واكتشفت ان ابني الذي في الثانوية يدخن الشيشة مع اصحابه، وايضا اتهمني زوجي بالتقصير.
وتذكرت انني كنت اثناء العمل. اعود كل يوم الى بيتي مستهلكة تماما، غير قادرة على ان انطق بكلمة واحدة، ادخل الى المطبخ مباشرة في صمت، اقدم الطعام لزوجي واولادي وآكل معهم في صمت.
وكنت ألاحظ ان زوجي يكون في قمة الغيظ والضيق، عندما يشاهدني اتزين للخروج للعمل صباحا، هل يريدني ان اذهب الى العمل منكوشة الشعر وبدون ماكياج؟!
ثم بدأت انزعج في العمل، عندما وجدت ان بعض الزملاء والزميلات لا يعرفون ان هناك حدودا بين الزمالة والصداقة والعلاقة الخاصة.
وزاد الطين بلة عندما تزوجت ابنتي وانجبت طفلة صغيرة، وبدأت تطالبني بالاستقالة لأتفرغ لرعاية طفلتها اثناء وجودها في عملها.
حتى بدأ ابني الشاب يقول انه يشترط على من سيختارها عروسا الا تعمل، وابنتي الصغير تقول انها تحلم بعريس غني يجعلها غير مضطرة للعمل!
وانا لا ادري لماذا يطلبون من الزوجة ان تبقى في البيت، لتستقبل زوجها بابتسامة وهو عائد من عمله.. بينما لا احد يستقبلني بابتسامة عند عودتي من عملي!
اما الملحوظة الأخيرة.. فهي انني استقلت من عملي.. بكامل ارادتي!
جنية من تحت الأرض .. وقعت في غرام أخي!
ليس لي في هذه الدنيا سوى اخي الذي يكبرني بنحو عامين، لم تنجب امي سوانا، ورحلت عن الدنيا وبعدها بسنوات رحل ابي التاجر الكبير، وعشت مع اخي حياة هادئة مستقرة، حتى سافر الى احدى الدول الاوروبية، وبعد فترة اتصل بي ليبلغني بأنه وقع في حب احدى الفتيات وانه ينوي الزواج بها، ولم اعترض لأني اردت له ان يكون سعيدا!
وبالفعل تزوج اخي من فتاته واستقر معها لثلاث سنوات، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، اذ ضبطها ذات يوم وهي تخونه في بيت الزوجية، كانت صدمته كبيرة، وهو انسان بسيط لا يتحمل وانفصل عنها وعاد الى الوطن، لكنه عاد شخصا آخر ليس هو اخي الذي اعرفه!
رغم انه في الظاهر يبدو انسانا عاديا، لكنني اكتشفت انه مريض نفسيا، فهو احيانا يتحدث بكلام غير مفهوم، واحيانا اخرى اجده يتحدث مع اشخاص وهميين غير موجودين.
وقلبي يتمزق وانا ارى اخي الوحيد هكذا. منفصلا عن الدنيا والواقع، يتحدث احيانا كالمجنون، ساعات يزعم ان مخلوقات مجهولة تدخل الى رأسه وتقرأ افكاره، ويقول انهم يشتمونه ويتهمونه بالكذب بأفظع الاتهامات وساعات يقول ان جنية تحت الارض تطارده، لأنها وقعت في غرامه!
وانا احاول تهدئته دائما، واحرص على ابعاد الناس عنه حتى لا يتهمونه بالجنون.
ماذا افعل؟
الحائرة س
اسمحي لي سيدتي رغم تعاطفي معك، ان اقول انك مخطئة وأرى ان تعلمي، ان اخاك لا يحتاج الى هذه الحماية ومحاول ابعاده عن الناس وابعاد الناس عنه، بقدر ما يحتاج - وفي اسرع وقت - الى الذهاب الى طبيب نفسي متخصص لانه ربما يكون مصابا بمرض الفصام.
وبالرغم من تواضع معلوماتي عن الطب النفسي، الا انني اعرف ان مرض «الشيزوفرانيا» موجود معنا وحولنا في هذه الدنيا التي نعيشها، لكننا لا نعرف كيف نميز مريض الفصام ولا كيف يتم علاجه.
الفصام مرض عقلي، وله اعراض كثيرة تؤثر على شخصية المريض وسلوكه، وتنعكس آثاره على المحيطين بهذا المريض، وغالبا ما يصاب الانسان به في سن مبكرة، بل ربما تبدأ من سن الخامسة عشرة والخامسة والعشرين، ويعتبر الفصام من الامراض المنتشرة في كثير من المجتمعات.
وقد تعددت النظريات التي فسرت هذا المرض، والذي كان يعتبر حتى وقت قريب من الامراض المستعصية، غير التابعة للشفاء، لكن العلم الحديث تطور كثيرا واستطاع ان يلقي الضوء على احتمالات لاضطرابات كيماوية في المخ، اثناء تكوين بعض الهرمونات العصبية، مثل الادرينالين، حيث تتكون بدلا منها مواد اخرى هي المسؤولة عن هذا الاضطراب.
ولكن هناك الكثير من العوامل، التي تساعد على ظهور اعراض الفصام كالضغوط الاسرية والمجتمعية، والفصام يمكن ان يصيب الاطفال، ويقول الاطباء ان الطفل يمكن ان يصاب به نتيجة تعرضه لسلوك متناقض من والديه.
اما آلية مريض الفصام فمن الصعب التفاهم معه، سنجد انفسنا نتحدث معه بلغة وهو يتكلم بلغة اخرى لا نفهمها، والأصوب ان نعرض عليه العلاج، لان مريض الفصام مضطرب الوجدان يتحدث لغة مفهومة رغم انه ما زالت هناك اجزاء صحيحة في عقله، وهذه الاجزاء يمكن التعامل معها ويمكن مخاطبة الجزء الواعي في شخصيته.
يقول احد الاطباء النفسيين ان مريض الفصام انسان رفض هذا العالم فانفصل عنه ولجأ الى عالم خاص به.
لكن ايضا لابد من الحوار مع مريض الفصام - عن طريق طبيبه - والتفاهم معه:
اما علاقة المحيطين به فيجب ان تكون قائمة على الفهم والحب والاحترام.
مريض الفصام.. مريض.
وهو انسان.. ولابد ان تكون لدينا انسانية كافية لنفهم ونحب ونعالج من نحبه.
والله معك سيدتي.
امرأة نكدية .. لكنها بريئة!
كثير من الرجال يشكون من أن النساء نكديات!
بعضهن هكذا.. عصبية.. حادة الطبع.. تستفز الزوج وتثيره بشتى الطرق!
لا توجد امرأة خلقها الله نكدية!
يقولون: النساء رحمة!
ورغم ذلك فإن نوعية المرأة النكدية معروفة ومكروهة.. هذه المرأة التي تتصرف وكأن زوجها هو عدوها.. التي تحيل الحياة في البيت إلى جحيم من المشاكل والخلافات بسبب ومن دون سبب.
لماذا المرأة نكدية؟
وهل هناك دواء.. لعلاجها؟
طارق .ص
المرأة النكدية ليست هي الجاني الوحيد في معظم الأحيان!
الرجل عادة لا يحب النكد.. ويتهم زوجته دائما بأنها امرأة نكدية مكشرة الوجه حادة الطبع لا ترد عليه إن سأل عن شيء!
كيف الرجل لا يعرف لماذا زوجته نكدية؟!
ولماذا لا ترد عليه؟
لماذا هي صامتة؟!
ولماذا هي استفزازية. تجعله يخرج عن توازنه وسيطرته على نفسه؟!
لكن الرجل في مثل هذه الحالة لا يعرف ان زوجته غاضبة.
هي لا تستطيع الكلام. والافصاح عما في داخلها ربما طبعها أو كبرياؤها يمنعها.
وربما الزوج قد أخطأ في حق زوجته. دون أن يعرف ربما هو تجاهلها عاطفيا. ربما تجاهلها في الفراش ربما من يطيل البقاء خارج البيت أكثر من اللازم أو بدون داع.. ربما هذا الزوج لا يعرف أن زوجته تتألم، ربما هي غير قادرة على الافصاح عن مشاعرها الغاضبة ولا تملك غير وسيلة النكد والصمت السلبية للتعبير عما بداخلها.
لكن إذا قابل الزوج صمت زوجته بالصمت وتجاهلها فإن ذلك يزيد من غضبها وربما يدفعها إلى الانفجار.. وتحدث الزوبعة.
الزوج يضغط بالصمت والتجاهل ردا على صمت الزوجة وتجاهلها.. وإذا انهار الزوج فانتظر تهدأ الزوجة داخليا حتى وإن ثار الزوج وارتفع صوته وحطم الاطباق.. لكن الاخطر أن يستمر هذا الاسلوب.
هذه الطريقة ان استمرت تقضي تدريجيا على الاحاسيس الطيبة بين الزوجين، وتتحول إلى قنبلة موقوتة في البيت قد تنفجر في أي لحظة، ولا تتعلم الزوجة التي تستفز زوجها حتى يثور!
ولا يتعلم الزوج الوصول إلى حقيقة غضب زوجته!
ويصبح العناد متبادلا.
ويصبح البيت في خطر.
وكل هذا ليس فيه شيء..
من المودة والرحمة!
ردود خاصة
الى السيدة (س. ن)
كل امرأة لا بد ان يكون لها أسرة، والحرية تبدأ وتتحقق عند نقطة الاختيار، اختيار للمرأة لمن تحب، ممن تتزوج، واختيار الزواج كأسلوب حياة، واختيار الأمومة والأسرة، ليس من حق المرأة ان تقول انا شيء والأسرة شيء، لأن الأسرة نظام اجتماعي انساني وتفاعلات تصبح المرأة جزءا أصيلا منها واستقلالية ذاتها، تتحقق داخل اسرتها.
وحتى الإنسان اذا عاش وحده في جزيرة لن تتحقق ذاته بشكل مطلق، ستكون هناك حيوانات وطيور وحشرات، لابد ان يتعامل معها ليلا ونهارا.
المسألة يا سيدتي نسبية.
* القارئ (و. أ)
تسألني وأقول لك: المرأة قد تغفر وتسامح وتنسى خيانة الزوج. لكن الزوج لا ينسى أبدا، وفضيلة المرأة هي الأساس، واذا حدث تساهل فيها ينهار كل شيء، وتفسد الحياة، ولهذا لا تقاس فضيلة الرجل بفضيلة المرأة التي هي الأساس، في إطار دور المرأة في الحياة، هي ليست مجرد رحم أو وعاء، دورها الحقيقي في التربية والتنشئة، وخلق حياة جديدة فاضلة، الطيبون للطيبات، أولئك مبرؤون مما يقولون، لهم مغفرة ورزق كريم.
«البيوت أسرار» ..ولا يحق لأحد أن يدخل بيتا
دون استئذان لكن إذا فتح البيت بابه وقلبه
لأخيه الإنسان فقد يجد في ذلك راحة وتفهما
للتواصل
[email protected]
إعداد: محمود صلاح