واشنطن ـ أحمد عبدالله
ضمن انشطة المؤتمر السنوي لمعهد الشرق الاوسط نظمت ندوة حول امن الخليج شارك فيها كل من الادميرال كيفين كوسغريف القائد الاسبق للمنطقة البحرية الوسطى في وزارة الدفاع الاميركية وروبرت هنتر رئيس مجموعة الدول الديموقراطية وسفير الولايات المتحدة الاسبق الى حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي والمعلق اللبناني اميل حكيم ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالكويت سامي فرج. وقال الادميرال كوسغريف ان منطقة الخليج كانت دائما محطا لتهديدات ذات طبيعة متغيرة خلال العقود الاخيرة وان الكويت كان في الصف الامامي من الدول الخليجية المستهدفة، واضاف القائد السابق للمنطقة البحرية الوسطى: «سنلاحظ ان مدى التهديدات قد اتسع في الآونة الاخيرة اذ ان دول الخليج لا تشعر بالارتياح سواء تجاه التوتر الذي يحيط بالمواجهة الدولية مع ايران بما قد يجره ذلك من تهيدات بالغة الجدية للمنطقة او تجاه احتمالات سعي ايران لامتلاك سلاح نووي بما يعنيه ذلك من اطلاق سباق نووي اقليمي سيرفع مستوى المخاطر المحيطة بالخليج الى مستويات اعلى».
وقال الادميرال ان اعلان الولايات المتحدة بسط مظلة عسكرية لحماية المنطقة اضافت اعباء سياسية الى دول الاقليم بالنظر الى ان مواقف واشنطن تحظى عادة بانتقادات من ايران وغيرها وتابع «غير ان تنوع مصادر التهديد وحيوية المنطقة للطامعين فيها او الراغبين في قلقلة استقرارها جعلت من التعهد الاميركي عنصرا من عناصر منع الموقف من التدهور».
من جانبه قال روبرت هنتر ان دول الخليج حديثة العهد نسبيا بالتنمية وانها بصفة عامة تتعرض لتهديدات خارجية وداخلية يعتد بها، واشار الى نجاح دول الخليج في احتواء التهديدات الارهابية ونجاحها في التعامل مع ظاهرة التطرف الديني واضاف: «غير ان هناك مصادر اخرى للقلق ترجع مثلا الى هيكل العمالة ومعدلات التنمية ووجود جاليات اجنبية كبيرة في المجتمعات الخليجية. واشار هنتر الى ان الضمانات الامنية التي تعهدت بها الولايات المتحدة لدول الخليج كانت خطوة ضرورية، مشيرا الى ان «التهديدات لا تنتظر وفي الوقت الذي تقدم فيه الولايات المتحدة تلك التعهدات فمن الضروري ايضا ان توثق الادارة من تعاونها الثنائي مع كل دولة في مجلس التعاون ومن تعاونها مع دول المجلس ككل حتى يتسنى لتلك الدول بناء هياكلها الدفاعية الجماعية والاحادية».
وقال حكيم ان تضامن دول الخليج ظهر واضحا في الآونة الاخيرة من الموقف الجماعي الذي اتخذته تلك الدول تجاه العدوان الذي تعرضت له اراضي المملكة العربية السعودية في المناطق المتاخمة لحدودها مع اليمن. وقال حكيم ان دول الخليج لا تريد انتشار الاسلحة النووية في المنطقة وان من الضروري البحث عن مداخل خلاقة لحل قضية السلاح النووي الايراني في سياق اقليمي يجعل من منطقة الشرق الاوسط منطقة منزوعة السلاح. من جانبه قال سامي فرج ان الكويتيين تعلموا درسا من غزو العراق لاراضيهم وهو ان اخلاصهم لوطنهم يأتي في المقام الاول، وتابع «الكويتيون مثل بقية منطقة الخليج دولا ذات طابع بحري مكنها من ان تجوب قارات وبلدانا اخرى منذ زمن بعيد، لقد كانت علاقتنا مع ايران او العراق تتأسس على احترام كل منا للآخر واقامة علاقات تجارية وتبادل حضاري منذ القدم، وبالاضافة الى جيراننا المباشرين فقد استقبلنا اناسا من قارات العالم كما ذهبنا الى تلك القارات ولا يمكن بالتالي ان توصف تلك البلدان بانها كانت منغلقة اذ ان من يقولون ذلك لا يفهمون طبيعة المجتمعات الخليجية او تاريخها».