أخبرنا أيها العملاق، فلم نعتد على ألا نكون معك وفي رحاب ابتسامتنا التي أنت صانعها وسببها.
حالة وجوم كبيرة ممزوجة بعدم التصديق والفقد حين وردنا هذا النبأ الأليم.
يا حبيب الكويت، يا صديق الطلبة الكويتيين في الخارج، يا شريك الفرح، يا والد الابتسامة ووكيلها الحصري في الخليج.
اعتدنا عليك اعتيادا لا يقوى عليه الرحيل المفاجئ.
لكنه قضاء الحق وقدر المولى عز وجل برحيلك المر فقدنا البرج الكويتي الشاهق الضارب في كبد السماء، فقدنا الأيقونة، بكيناك بيوم ما يعادل الذي أضحكتنا به خلال ٥٠ سنة، ذلك لأن وزن رحيلك لا يعادله حجم.
أنت الفنان الكويتي الخليجي العربي الأول.. الكل اتفق حولك في زمن الخلافات.
كنا وما زلنا وسنستمر نباهي بك ونفخر لما قدمته من على خشبة المسرح وخلف الشاشة الفضية، من فن شامخ وكوميديا خالدة ورسائل قيمة.
أضحكت المواطن والمسؤول. الفقير والغني، الكبير والصغير، المرأة والرجل، كنت رمز الجميع وحبيبهم الدائم وصديقهم الوفي
سيفتقدك ديوان الروضان الذي كنت انت أحد أهم مرتاديه ظهر كل سبت.. سيدب الحزن في جدرانه العتيقة وستتساءل زواياه التي ملأتها بأحاديثك الطريفة عن سبب غيابك.. فماذا أخبرها؟
سأخبرها وسأخبر الكل.. بأنك أديت ما عليك وأكثر ورحلت، ملأتنا بجرعات متنوعة من الوطنية والعمل المخلص المتفاني وأضحكتنا برقي وغادرت.
وسأخبرك يا عم بوعدنان قبل أن توارى التراب، أن بعد خبر فواتك المفجع.. الكل عزى الكل دون توجيه، الكل وضع صورتك، الكل استذكر مشاهدك، الكل حزن لرحيلك.
لا أملك سوى أن أعزي الجميع.. الكويت أرضا وقيادة وشعبا، والخليج من سيف الكويت حتى مسقط.. يا مسقط رأس الفن
أعزي خشبة المسرح التي اعتادت أن تقف عليها لتشعر بالأمان، أعزي الشاشة التي اتشحت بالسواد بعد أن لونتها.
أعزي نفسي وأهلك وذويك وأبناءك..
وأدعو الله أن يرحمك بواسع رحمته
إنا لله وإنا إليه راجعون