في 2007 تسلمت مسؤولية لجنة الزواج السعيد للأسوياء والمعاقين وللمعاق الحق في تكوين أسرة
أين حقوق المرأة المعاقة والمطلقة من زوج غير كويتي؟
صفية الشمري، إبرة خطأ وهي بعمر الثلاث سنوات أجلستها مدى الحياة على كرسي متحرك، لكن الإعاقة التي سببتها لها لم تهزم عزيمتها على متابعة حياتها بشكل طبيعي.
كانت اول طالبة على كرسي متحرك تدخل الجامعة وتتابع تحصيلها العلمي وتتـخرج وأول فتاة من فئـة المعاقين حركـيا تقود السيارة.
إعاقتها الحركية لم تقف بوجه طموحها فتابعت التحصيل العلمي وتزوجت وأنجبت ابنة، توظفت وتقاعدت وتطوعت بالعديد من الأعمال واللجان التطوعية، حاليا تترأس لجنة زواج البيت السعيد والمنسق العام لمبرة البر والخير، وعضو لجنة حقوق المـعاق في جمعية حقوق الإنسان.
«الأنبـاء» ارتأت ان تستـعرض تجـربتـها في الحـياة مـع الإعـاقة ومَنْ أفضل من صاحب الشـأن يتحـدث عن تجربته فكان هذا اللقاء:
بداية من هي صفية الشمري؟
صفية الشمري انسانة بسيطة، عاشت حياتها مثل اي امرأة، أكملت دراستها، تزوجت وكونت أسرة وتوظفت، بالمختصر امرأة عادية عاشت حياتها بشكل طبيعي، وواجهت كل الصعاب لأن شعارها لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.
هل لديك أبناء؟
لدي ابنة وحيدة الحمد لله ونعيش معا حياة أسرية متكاملة لا ينقصنا شيء ومثل كثير من الأسر لم يكتب لزواجي النجاح ولا شأن لإعاقتي بذلك، ولكن هذا لم يؤثر على سير حياتي لأن لي أهدافا أسعى لتحقيقها والوصول إلى طموحي.
ما سبب الإعاقة؟
في عمر 3 سنوات تعرضت لوعكة صحية بسيطة أخذت على اثرها إبرة بالخطأ كانت السبب في إعاقتي حركيا، وأنا أحمد الله على كل شيء، فقد تجاوزت ظروف إعاقتي وتحديتها لتحقيق أهدافي.
كيف كانت علاقتك مع الأسرة والمجتمع؟
علاقة طبيعية جدا ولم يتعاملوا معي يوما الا على انني الابنة «العود» وبفضل الله عز وجل ووقوف الوالدين الى جانبي استطعت تخطي اي عقبة واجهتني.
كما ان والدي كان انسانا عظيما هو من شجعني على تحمل المسؤولية وكان يترك لي قيادة المنزل وهو من ساهم في تنمية شخصيتي، رافقني كثيرا في رحلات العلاج وهذا ساهم في تعزيز الثقة بالنفس والإنسان عندما تكون ثقته بنفسه كبيرة ينجح بالحياة بغض النظر عن وضعه الجسدي.
ماذا عن رحلات العلاج هل كانت كثيرة وما المدة الزمنية؟
كان علاجي بالخارج على مراحل ولفترة طويلة وكل مرحلة من مراحل العلاج كانت تستغرق من سنتين الى 3 سنوات، وهذا ما ساعدني كثيرا في الاعتماد على نفسي والاعداد الجيد لكل خطوة أخطوها نحو تحقيق أهدافي وطموحاتي.
ماذا عن الدراسة والعمل؟
البداية كانت في مدارس الرجاء وبعد حصولي على الثانوية العامة، دخلت الى جامعة الكويت وكنت أول فتاة على كرسي متحرك تدخل الجامعة ولم تكن مرافق الجامعة مجهزة بالمصاعد، بعض الاساتذة كانوا ينزلون الى الطوابق الأرضية لإعطائي المحاضرات
وبعد التخرج في الجامعة توظفت بصفة مشرف في نادي المعاقين واستطعت التأقلم والنجاح في عملي بكل مثابرة.
انك تقودين السيارة بنفسك؟
نعم اقود السيارة ولا احب ان اعتمد على احد وانا كنت اول فتاة معاقة حركيا تقود سيارتها بنفسها، وذلك يعود لتصميمي وتشجيع والدي والاسرة على ذلك وهذا الامر ساعدني كثيرا في التحرك ومتابعة اموري.
كيف كانت علاقتك بالمجتمع ونظرتهم لك؟
لم اشعر يوما بان احدا يتعامل معي على اساس اعاقتي ولن اسمح بذلك، وانا اتعامل مع الجميع على اساس انساني، واحرص على المشاركة في كل المناسبات العائلية والاجتماعية منذ الصغر ولي مكانة متميزة في الاسرة والعائلة فجميع اعمامي واخوالي واقربائي يحترمونني ويتعاملون معي على اني الابنة التي يعتمد عليها، فأنا لا اشكل عبئا على احد واقوم بأعمالي بشكل متميز وبشهادة الجميع.
لماذا التقاعد المبكر؟
نتيجة الوضع الصحي اضطررت الى التقاعد مبكر من العمل، لكن ذلك لم يقف في وجه طموحي ولم اجلس بالمنزل سوى فترة قصيرة بعدها دخلت في مجال العمل التطوعي، وشاركت في العديد من اللجان والاعمال التطوعية لمساعدة الآخرين والوقوف الى جانبهم.
لجنة الزواج السعيد
كيف كانت بداية العمل التطوعي؟
عندما تقاعدت وجلست في المنزل عرضت علي واحدة من الصديقات التطوع في مبرة البر والخير على ان اتولى لجنة جديدة آنذاك انشأتها المبرة مختصة بزواج المعاقين كان ذلك عام 2006 وبالفعل توليت مسؤولية اللجنة وفي عام 2007 تسلمت مسؤولية لجنة الزواج السعيد «للاسوياء والمعاقين»، واصبحت المنسق العام للمبرة ومسؤولة العلاقات العامة، بالاضافة الى متابعة بعض الامور الادارية.
معارض خيرية
هل من انشطة اخرى تقومين بها؟
أتولى تنظيم المعارض الخيرية للملابس في الاعياد وبداية العام الدراسي لمساعدة بعض الاسر المحتاجة بتأمين بعض احتياجاتهم ومتطلباتهم الاسرية.
واحرص على المشاركة في جميع الانشطة الخاصة بالمعاقين للاخذ بيدهم ومساعدتهم لأثبت لهم ان الاعاقة لا يمكن ان تقف عائقا امام الانسان.
ما الهدف من لجنة زواج المعاقين، وهناك ملاحظات على عمل هذه اللجنة؟
اردنا من هذه اللجنة ان نقول للجميع دعوا المعاق يحدد مصيره، ثقوا بقدراته وسيعطي اكثر من المتوقع، واللجنة تهدف الى اثبات ان للشخص المعاق الحق في الحياة وتكوين الاسرة والانجاب ولا احد له الحق في ان يقرر عنه، أو ينهي حياته بسبب اعاقته.
قانون المعاقين
هل اطلعت على مشروع قانون المعاقين، ما رأيك به؟
المعاق والمعاقة يحتاجان الى تنفيذ القوانين والسهر على ذلك، الحكومة غير مقصرة لكن نريد التزام الجهات الحكومية بالقوانين، اذا كان القانون الجديد يلبي هذه الطموحات فسيعالج الكثير من المشاكل ونتطلع ان يكون القانون تلبية لاحتياجاتهم ومتطلباتهم.
هناك من يتخذ على القوانين مآخذ انها قوانين الامتيازات؟ ما ردك على ذلك؟
اسألهم اين الامتيازات التي يتحدثون عنها، لا يوجد شيء اذا كان عن التقديمات الاجتماعية فهي تشمل جميع فئات المجتمع وليس فئة المعاقين بل المعاقون اقل فئة تستفيد من هذه المساعدات ولا توجد لهم اي اولوية في انجاز اي معاملة.
هل من شيء تريدين اضافته؟
اتساءل اين حقوق المرأة المعاقة في السكن والرعاية، المعاقة المطلقة من زوج غير كويتي اين القانون الذي يوفر لها الحماية، فهي تصرف راتبها على السكن وبدل الايجار ولا يوجد بدل ايجار لها، وابنائها اين حقوقهم، كما نتمنى ان يتم الغاء سقف الراتب للمرأة المعاقة المطلقة لكي تستفيد من المساعدات الاجتماعية في مواجهة الحياة.