فرج ناصر
غادر ذوو وأهالي الشهيدين د.وليد العلي وفهد الحسيني الى بوركينا فاسو على متن الطائرة الاميرية التي امر بتخصيصها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد لنقل جثماني الفقيدين.
وكان في وداعهم المدير العام لإدارة الطيران المدني م.يوسف الفوزان والوزير السابق د.علي العمير ومستشار المدير العام للطيران المدني عبدالرحمن الشايجي وعدد من المسؤولين وأقارب الشهيدين.
وقال م.عبدالله العلي شقيق الشهيد د.وليد العلي:لـ«الأنباء» اننا لا نقول الا ما يرضي الله، والحمد لله رب العالمين، ولا اعتراض على قدره، وإنا لله وانا اليه راجعون، وهذا امر الله وليس هناك أفضل من الشهادة، ونحتسبهما عند الله من الشهداء.
وقال ان العمل التطوعي في الكويت لم يأت من فراغ وإنما استكمالا للدور الذي يقوم به والدنا صاحب السمو الأمير قائد الانسانية الذي خصص طائرة اميرية لنقلنا والعودة بالجثامين، مشيرا الى ان الشهيد د.العلي له 3 اولاد و3 بنات، وقد غادر الى بوركينا فاسو قبل أسبوع وكان يتواصل معنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكان يطلعنا على جهودهم الدعوية، ومن ذلك الڤيديو الذي انتشر للشهيد د.العلي ومعه احد المسلمين الجدد يشهر اسلامه.
من جانبه، قال براك شقيق الشهيد فهد الحسيني ان الفاجعة كانت كبيرة، لكن ما يسعدنا انهم شهداء عند رب العالمين، وهذا الامر مصدر فخر لنا نحن، مؤكدا ان الشهيدين كانا في رحلة لانجاز عدد من الاعمال الخيرية لكن يد الشر المتمثل في الارهاب امتدت اليهما لتغتالهما، لكن لن تستطيع أن تؤثر على العمل الخيري الكويتي.
واضاف ان الشعب الكويتي لم يقصر معنا وكانت ووقف وقفة يشكر عليها وهذا ليس بجديد على هذا الشعب الذي يعد مثالا يحتذى.
من جانبه، قال يوسف العوضي ابن خالة الشهيد فهد الحسيني: لقد كنت وفهد نعمل معا في الجهاز القضائي وكنا دفعه واحدة تربطنا علاقة قوية، حيث نجلس في ديوانية واحدة ونسافر معا، وهو من اقترح علينا ان نمضي العشر الاواخر من كل عام في الحرم المكي، مضيفا ان الشهيد فهد كان مشهودا له بحسن الأخلاق الحميدة وكان يعشق العمل الخيري والتطوعي والدعوي.
من جهته، قال مدير عام الادارة العامة للطيران المدني يوسف الفوزان: اننا في هذا الموقف الجلل لا نعرف هل نعزي ام نبارك، لكن بالفعل هم شهداء عند رب العالمين فهم ذهبوا لدعوة الناس للإصلاح والعلم وأجرهم عند الله عظيم.
واضاف ان التاريخ سيخلد اسمي الشهيدين في سجلاته لأنهما كانا سفراء لبلدهما من خلال العمل التطوعي الذي جبل عليه أهل الكويت.
بدوره، قال الوزير السابق د.علي العمير: نسأل الله ان يتقبل الشهيدين العلي والحسيني، ولا شك ان المصاب جلل لكن ما يهون علينا أنهما لقيا حتفهما في ميدان من ميادين الطاعة والعمل التطوعي لكن الايادي المجرمة كانت لهم بالمرصاد.
واكد ان العمل الخيري فطر عليه أهل الكويت ولن ينقطع بموت من دعا اليه او بتهديدات وجرائم الارهاب لكنه سيزداد قوة، وعلينا تكثيف الجهود لمحاربة الايادي الإرهابية التي تتصدي لعمل الخير.
شكر وتقدير
قام مدير مكتب المدير العام للطيران المدني منصور الهاشمي بدور كبير في تسهيل مهمة «الأنباء» بداية من مبنى ادارة الطيران المدني حتى قاعة التشريفات وصولا الي القاعة الوزارية بمبني المطار الاميري.
والد الشهيد الحسيني لـ «الأنباء»: الفقيدان كانا ينويان أداء فريضة الحج بعد العودة من بوركينا فاسو
اكد مختار منطقة قرطبة عبدالمحسن الحسيني والد الشهيد فهد الحسيني في تصريح لـ «الأنباء» ان فقدان ابننا العزيز فهد من الصعب تحمله لكن هذا قضاء الله، لافتا الى ان وقفة الشعب الكويتي خففت من حزننا، وقد لمست هذه الوقفة من خلال التفاعل الكبير في مواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات الكثيرة التي وردتني للتعزية والتهنئة في نفس الوقت، مستذكرا الاعمال الانسانية والخيرية التي قام بها الشهيد في عدة بلدان، وقد ذكرني فهد بالفقيد الداعية عبدالرحمن السميط رحمه الله ودوره في نشر الاسلام والاعمال الخيرية.
واشار الحسيني الى ان للشهيد جولات كثيرة في العديد من البلدان برفقة الشهيد د.وليد العلي قاما خلالها بجهود كبيرة في العمل الخيري والدعوة للاسلام في الاماكن البعيدة والخطرة بالاضافة إلى متابعة مشاريع جمعية احياء التراث الخيرية في كثير من البلدان، مؤكدا ان دور الشهدين مكمل لدور قائد الانسانية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد.
واضاف انه تلقى خبر استشهاد ابنه فهد من خلال اتصال من الوزير السابق د.علي العمير الذي يسكن في المنطقة نفسها وكان يتابع الخبر، موضحا ان للشهيد 6 ابناء 3 اولاد و3 بنات، وكانت هناك علاقة اخوية وزمالة في العمل الخيري تربط الشهيدين، وكانا ينويان بعد العودة من بوركينا فاسو ان يقوما بأداء فريضة الحج.
واشاد الحسيني بمكرمة صاحب السمو الامير وتجاوبه الكبير بتخصيص طائرة اميرية نقلت اهالي الشهداء إلى بوركينا فاسو لنقل جثماني الشهيدين، مشيدا بقرار صاحب السمو الامير باطلاق اسميهما على مسجدين جديدين، مطالبا الامة الاسلامية بان تكون صفا واحدا في وجه آفة الارهاب.
التجمع السلفي: الشهيدان كانا في مهمة دعويةجليلة
نعى التجمع الإسلامي السلفي الشهيدين- بإذن الله- د.وليد العلي والداعية فهد الحسيني، إثر الهجوم الإرهابي المسلح في بوركينا فاسو، وهما في مهمة جليلة لخدمة الدعوة والعمل الخيري الإنساني، ولإيصال رسالة الإسلام الصحيح القائم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ويؤكد التجمع أن طريق الدعوة إلى الله، والعمل الخيري والإغاثي قائم على البذل والعطاء والتضحيات، وهو سمة بارزة من سمات أهل الكويت حتى حظيت بالتقدير العالمي من الأمم المتحدة بلقب «مركز للعمل الإنساني»، ونال صاحب السمو الأمير لقب «قائد للعمل الإنساني»، وجهد مبارك تقوم به الجمعيات الخيرية والهيئات الإغاثية ومنها جمعية إحياء التراث الإسلامي، وهذا بلا شك سبب من أسباب حفظ الله- سبحانه وتعالى- الكويت وشعبها في أمن وأمان ورخاء.
ويدين التجمع في الوقت ذاته الإرهاب والتطرف أيا كان مصدره، مؤكدا عصمة الدماء البريئة، وحرمة التعرض للأموال والحرمات والأعراض، وضرورة تعقب المجرمين ومن يقف وراءهم ليأخذوا الجزاء العادل. ويتقدم التجمع بخالص التعازي والمواساة لأسرهم وللشعب الكويتي وأهل الخير، سائلين الله تعالى ان يغفر لهما ويسكنهما فسيح جناته ويتغمدهما بواسع رحمته وان يكتب لهما عظيم الأجر والمثوبة.
الدبيس: جامعة الكويت فقدت عالماً من علمائها الأطهار
الأنصاري: جهود العلي في العلم والدعوة مشهودة
نعى مدير جامعة الكويت د.حسين الأنصاري وبالنيابة عن الأسرة الجامعية ببالغ الحزن والأسي فقيدي الكويت العميد المساعد بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.وليد العلي، والداعية فهد الحسيني، اللذين لقيا ربهما إثر الحادث الإرهابي الغاشم في أحد مطاعم العاصمة بوركينا- فاسو، متوجها بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيدين وللكويت على هذا المصاب الأليم، وأن يلهمهم الصبر والسلوان.
ودان الأنصاري هذا الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف أشخاصا أبرياء جاءوا بهدف الدعوة إلى الله ونشر العلم الشرعي، محتسبين الأجر من عند الله عز وجل، مشيدا بدور وجهود د.وليد العلي خلال مسيرته العلمية في تدريس الطلبة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية وخدمة العلم والبحث العلمي وكإمام وخطيب في مسجد الدولة الكبير، ومآثره وجهوده المتميزة في الدعوة إلى الله ونشر التسامح والوسطية من خلال مشاركاته في الكثير من المؤتمرات والمحاضرات والمنتديات العلمية. من جهة أخرى نعى عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت د.فهد الدبيس أستاذ العقيدة والدعوة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت د.وليد العلي، مؤكدا انه كان عالما من علمائها الأطهار، وابنا وفيا من أبنائها الأبرار الذي فقدته الكلية وفقدته الكويت، في مشهد ينبئ عن حسن الخاتمة شهيدا بإذن الله تعالى.
وقال الدبيس ان د.وليد العلي الذي غادر الكويت في رحلة دعوية في سبيل الله داعيا إليه، ناشرا للعلم الشرعي الصحيح، حاملا كلمة الحق والخير، فطالته يد الغدر المجرمة الآثمة، اصطفاه الله عز وجل لجواره.
وأكد اننا نقدم العزاء لأفراد أسرته الكريمة، وأسرته الجامعية، وندعو الله تعالى أن يرزقه مراتب الشهداء ويتقبله في الصالحين، ويجزيه خير ما يجازي العلماء الصالحين المصلحين عن أمتهم.
«العون المباشر»: العمل الخيري الكويتي أقوى من تلك الأعمال الإرهابية
نعت جمعية العون المباشـر أهـل الكويت والعمـل الـخيري باستشهاد إمام وخطـيب المسجد الكبير د.ولـيد الـعلي والـداعية فـهد الـحسيني إثـر هجـوم إرهـابي مسلح في بوركينا فاسو.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر د.عبدالرحمن الـمحيلان: «نعـزي أنفسنـا ونعزي أهل الكويت الكرام بهـذا الحادث الجـلل الـذي أصاب العمـل الـخيري الكويتي إلا أن عـزاءنا أن الفقيدين استشـهدا علـى الخير».
وأثنى المحيلان على متابعة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ووزارة الخارجية لحادث استشهاد الفقيدين، وحرص سموه على إرسال طائرة أميرية لنقل جثماني الشهيدين.
وأشار إلى ان هذا الحادث الأليم يؤكد أن العمل الخيري الكويتي ليس بعيدا عن مخاطر أفريقيا، إلا أن نشر الخير في تلك البلدان الفقيرة وإيصاله للمحتاجين دائما ما يكون أقوى في قلوب من يقومون به من تلك الأعمال الإرهابية التي تسعى إلى قطع اليد الخيرة الممتدة إلى الفقراء.
واستشهد المحيلان بمقولة د.عبدالرحمن السميط، رحمه الله، الذي قال أعيش من أجل إنقاذ إخواني في القارة السمراء وأموت من أجل ذلك، لافتا إلى أنه في هذه الحادثة اختلطت دماء الدعاة من جمعية «إحياء التراث» بدماء العاملين بجمعية العون المباشر، وأصيب أحد أفراد جمعية العون الذي نجاه الله من هذا الحادث الأليم نسأل الله له الشفاء.
وشدد المحيلان على أن مكتب العون المباشر والعاملين فيه يقفون موقفا واحدا مع الإخوة في جمعية إحياء التراث في هذا المصاب الجلل، مقدما التعازي إلى أهالي الشهيدين.
الجبري:إطلاق اسمي العلي والحسيني على مسجدين جديدين
أسامة أبو السعود
أعلن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير الدولة لشؤون البلدية محمد الجبري أن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أصدر أوامره بإطلاق اسمي الشهيدين إمام المسجد الكبير د.وليد العلي وفهد الحسيني على مسجدين جديدين في الكويت.
وقال الجبري في تصريح صحافي إن هذه المكرمة الأميرية من صاحب السمو الأمير تأتي تكريما من سموه للشهيدين الكويتيين اللذين اغتالتهما يد الغدر والإرهاب في حادث الاعتداء الأليم ولما لهما رحمهما الله من دور بارز في الدعوة والعمل على ترسيخ مبادئ الشريعة الاسلامية السمحة.
وأضاف الجبري ان هذه المكرمة الأميرية بينت العلاقة الوثيقة بين الحاكم وأبنائه فأيادي سموه تمتد الى جميع أبنائه في كل ظرف وبأي حال لتداوي الجروح وتخفف الآلام وتكشف تلاحم ووحدة صف الشعب الكويتي وقربه من القيادة السياسية الحكيمة في ظل قيادة صاحب السمو الأمير.
وأكد الجبري أن صاحب السمو الأمير قائد الإنسانية وأب لجميع أبناء الشعب الكويتي الذي يكن له كل الولاء والاحترام والحب والوفاء فكيف لا وهو ابن أسرة الصباح الكرام التي أثبتت وعبر التاريخ قربها من أبناء شعبها وتفاعلها مع كل متطلبات أبناء شعبها الكويتي الكريم.
«إعانة المرضى»: عزاؤنا أن الفقيدين خرجا في سبيل الله
نعت جمعية صندوق إعانة المرضى الى أهل الكويت والعمل الخيري إمام وخطيب المسجد الكبير د.وليد العلي والداعية فهد الحسيني اللذين قضيا إثر عمل إرهابي في العاصمة البوركينية اوغادوغو.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية د.محمد الشرهان: «اننا نعزي أنفسنا ونعزي أهل الكويت الكرام بهذا المصاب الجلل الذي أصاب أهل الكويت والعمل الخيري الكويتي إلا أن عزاءنا أن الفقيدين كانا قد خرجا في سبيل الله لنشر علوم القرآن والسنة على هدي سلفنا الصالح وقد وعد ربنا في كتابه لمثلهما بالأجر العظيم فقال تعالى (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله)».
وأثنى الشرهان على حرص ومتابعة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ووزارة الخارجية للحادث، مشيدا بالتوجيهات السامية لسموه على إرسال طائرة أميرية لنقل جثماني فقيدي الكويت.
ووصف الشرهان العمل بالإرهابي الجبان الذي يستهدف أناسا أبرياء مسالمين جاءوا من أقصى الشرق لنشر العلم الشرعي للأئمة والدعاة محتسبين أجرهما على الله تعالى وما خرجا من بيوتهما إلا للدعوة الى الله، مشيرا الى انهما كانا يقيمان دورة علمية شرعية للمسلمين هناك بالتنسيق مع جمعية إحياء التراث الإسلامي وقد طالتهما يد الغدر الآثمة.
وقال: لقد فقدنا بحق داعيتين متميزين في دعوتهما ومعروفين بجهودهما الدعوية والعلمية ولعل من أمارات حسن الخاتمة انهما لقيا ربهما وهما قد خرجا في سبيل الله ما أخرجتهما إلا الدعوة الى الله وقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم أمثالهما بقوله: «إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله» قالوا: وكيف يستعمله؟ قال: «يوفقه لعمل صالح قبل موته».
وقد رأينا من حسن خاتمتهما ان آخر أعمالهما من ينطق الشهادتين ويدخل الإسلام على يديهما وهذه نعم الخاتمة.
واستنكر د.الشرهان الاعتداء الغاشم، مؤكدا ألا مخرج للأمة ولا نجاة لها من هذا الفكر الضال إلا بتعزيز سماحة الإسلام ليستقيم الناس على رسالة السماء السامية وليرى الناس الرحمة والرأفة في ديننا. داعيا الله عز وجل ان يتقبل الفقيدين بواسع رحمته وان يعلي منازلهما في الجنة.