شددت رئيسة لجنة المرأة الكويتية الشيخة لطيفة الفهد قبيل مشاركتها في القمة العالمية حول الأمن الغذائي على ضرورة بناء آليات عمل فعالة لتطبيق المقررات الدولية في القضاء على ظاهرة الجوع من أجل سلام وأمن العالم.
وعبرت الشيخة لطيفة في تصريح لـ «كونا» امس في روما عن شكرها العميق لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، على تكليفها الذي تعتز وتفخر به لتمثيل الكويت في القمة الثانية للسيدات الأول لحركة عدم الانحياز ضمن المؤتمر العالمي المعني بالأمن الغذائي الذي تنظمه منظمة الأغذية والزراعة (فاو).
وحول مشاركتها الأولى في هذه القمة العالمية الاستثنائية التي دعت اليها «فاو» لبحث التصدي لجائحة الجوع الذي اصبح يعاني منه اكثر من مليار نسمة لاحظت رئيسة لجنة المرأة الكويتية «انه رغم الكثير من الحلول المطروحة والآراء والمواقف المعلنة منذ سنوات طويلة فإن الأهم الآن امام بقاء المشكلة واستفحالها الانتقال نحو العمل على تطبيق الحلول».
وشددت في هذا السياق وأمام هذا التحدي الانساني العظيم على «ضرورة وجود آليات تنفيذية فعالة لتطبيق وترجمة القرارات والتوصيات التي يسفر عنها مثل المؤتمر العالمي الذي يوشك على الانعقاد وما سبقه من مبادرات منذ القمة الأولية».
وفي هذا الصدد اشادت الشيخة لطيفة بدور الكويت الرائد وجهودها السباقة منذ استقلالها في مد يد العون والمساعدة اينما كانت هناك حاجة حتى تجاوز فيما تخصصه لمؤازرة الفقراء والتنمية حول العالم بكثير جميع الأهداف والالتزامات التي حددتها الأمم المتحدة لمعونات التنمية.
غير أنها لاحظت وبأسف عميق انه رغم انحسار عصر الاستغلال الاستعماري الذي استنفد وأباح وأهدر خيرات كثير من الشعوب فمازال العالم يشهد مزيدا من التردي في الأوضاع الإنسانية في كثير من المناطق مثل الصومال، الذي قالت ان «الفقر والجوع الناجم عن الوضع المأساوي السائد دفع الى ظاهرة القرصنة».
وبينما لفتت الى المخاطر الجسيمة التي يمكن أن تنجم عن تفشي الفقر والجوع الذي صار يعاني منه واحد من كل ستة حول العالم، أكدت على ضرورة التصدي الجدي لهذا الوضع غير المقبول.
وعبرت الشيخة لطيفة عن أملها أن تسفر قمة «الفاو» العالمية حول الأمن الغذائي عن اقامة آليات قادرة على توظيف المخصصات وعوائد المبادرات المختلفة مثل مبادرة صاحب السمو الأمير الكريمة في اقامة صندوق الحيازة الكريمة وتبرعه السخي في التنمية المستدامة بما يضاعف من اثارها وفوائدها المرجوة.
واقترحت في هذا الصدد اقامة لجنة من الدول المانحة لمراقبة أداء هذه المساعدات والتأكد من منافعها.
وفيما أكدت موقفها الرافض لوجود واستمرار الجوع الذي «ينهش في أجسام مئات الملايين من الأطفال والنساء والفقراء»، اعتبرت «أن مواجهة الجوع والقضاء عليه لابد أن يمرا عبر التعرف على أسبابه وحلها».
وقالت «اننا والناس ونتساءل عن سر هذا الاقتتال والصراع المتواصل في كثير من المناطق في أفريقيا وآسيا وغيرها وعن تأخر الجهات الدولية المعنية في ايجاد حلول حقيقية على أرض الواقع».
وفي هذا الصدد اشادت الشيخة لطيفة بالدور المهم وما يمكن أن تلعبه منظمة دول عدم الانحياز في حشد التضامن العالمي خلف مبادئ العدل والسلام كمنطلق أساسي لمواجهة هذه المشكلة الانسانية الكبيرة وتبعاتها الخطيرة وغيرها من القضايا المشتركة التي تهم العالم.
واستطردت قائلة «لا أمان إلا بالسلام ولا سلام إلا بالعدل فإذا فقد العدل الذي يجب أ يستند اليه المجتمع الدولي، فانه لا مجال للتحدث عن حقوق الإنسان وأبسطها حق الإنسان في الطعام».