عبدالهادي العجمي
اكد النائب عادل الصرعاوي اهمية وحيوية الحوار في اثراء المواطنة وانعكاسه المباشر على المواطن والمواطنة.
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت تحت عنوان «الحوار يثري المواطنة.. الواقع والممارسة» والتي اقامها مكتب الانماء الاجتماعي بالتعاون مع جمعية الصحافيين في مقر الجمعية بمنطقة الشويخ وبمشاركة د.مها الغنام ود.خالد رمضان.
واشار النائب الصرعاوي ان الحوار بحد ذاته ليس بهدف وهو نتيجة، مؤكدا على التنشئة الاجتماعية والثقافية ودورها الكبير في الحوار، وقال ان الاسرة هي المدرسة الاولى للمجتمع من خلال غرسها كيفية التعامل والاحترام مع الآخرين واحترام رأي الاخرين.
وزاد الصرعاوي: بدأنا نفقد القدوة بشكل كبير في مجتمعنا بعدما كانت هي الاساس تقود كل ما كان يطرح داخل الاسرة وخارجها وحتى على مستوى الرأي العام اعتدنا ان تكون هناك قدوة في التعامل والاحترام مع الاخرين وايضا في حفظ القانون وقدوة في القيم والاخلاق.
واضاف : هذه القدوة هي التي تخلق داخل الاسرة والمجتمع حتى نصل الى التنشئة الاجتماعية ودورها في الحوار وذكر الصرعاوي ان الثقافة هي احد اهم الجوانب التي دفع ثمنها اهتمام المجلس في النشاط السياسي والثقافي في كثير من القضايا واشار الى ان الثقافة هي البناء العلوي للمجتمع وهي ثمرة المعايشة الحية مع الحياة وتجارب الآخرين وانجازاتهم وتعكس حقيقة الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة وقد يكون التعليم هو احد مصادرها وركن اساسي في الارتقاء بالحوار وزاد انطلاقا من هذا الموضوع حرصنا على اعداد مثل هذه الوثيقة وهي تمثل جهدا متواضعا يعكس اهتمام السلطة التشريعية بموضوع في المرحلة المقبلة.
واكد الصرعاوي ان التنمية ان كان لها جناح في التنفيذ فجناحها الاخر هو الدور الثقافي للمجتمع المدني.
وعن كيفية حماية ثقافتنا العربية من اخطار العولمة ذكر الصرعاوي ان ذلك يأتي من خلال اصلاح التعليم والحفاظ على لغتنا العربية والتفريق بين التعريب والتغريب ورفض التبعية الاعلامية وهي لا تعني ان ننغلق على انفسنا بقدر ما نفتتح على الآخرين وتكون لنا تحديات مثل تحدياتهم وكيفية مواجهتها لكن يجب ان نسلح المجتمع وافراده بكيفية استيعاب ما تفرزه علينا القنوات الفضائية والتبعية الاعلامية.
وبين الصرعاي ان الثقافة ليست موضوعا بسيطا بل هى تراث ويجب علينا ان نحافظ عليه والاهتمام به حيث اننا بدأنا نفقد هويتنا الثقافية العربية والاسلامية، وزاد: علينا دور كبير في هذا الجانب في كيفية ان نعكس الاهتمام بالثقافة داخل اروقة مجلس الامة بكل الآليات المتاحة حتى نعكس ان الثقافة اصبحت ضمن اولويات العمل داخل مجلس الامة، وختم الصرعاوي حديثه بأن الثقافة هي هم مجتمع بحاجة الى فزعته حتى نؤكد ان للكويت الدرجة الاولى اضافة الى امتدادنا العربي والاسلامي هناك ثقافة نستطيع ان نباهي بها الآخرين.
بدوره، تساءل د.خالد رمضان قائلا: لماذا الحوار؟ ولماذا نتحاور؟ واجاب: لأننا كبشر خلقنا مختلفين ولا يوجد انسان يماثل انسانا آخر، وكل انسان عالم مستقل بذاته، واضاف: هناك جوانب في شخصية الانسان تختلف عن الآخرين من الجانب النفسي حسب الطبقة والعائلة التي ينتمي اليها والوظيفة التي يشغلها والجانب والبعد الثقافي في تكوين الشخصية، كل هذا يجعل كل انسان يشكل عاملا مستقلا بذاته وكل انسان له ارادة وهذه الارادة تختلف وعلينا الا نجزع من الاختلاف.
واشار د.رمضان ان ميزة الحوار انه يكشف جوانب خافية علينا والانسان اذا دخل في حوار مع الطرف الآخر سيكتشف جوانب خافية عليه لأن الطرف الآخر قد يكون اعلم منك في جزئيات معينة ويمتلك معلومات اكثر من الممكن ان تغير قناعاتك احيانا.
وطنية الشعب الكويتي
بدورها، تحدثت المستشارة في مكتب الانماء الاجتماعي وعضو هيئة التدريس بكلية التربية الاساسية د.مها الغنام قائلة: تعجب الرئيس الفرنسي الاسبق ميتران من وطنية الشعب الكويتي، وقال: اتعجب من شعب سقطت سلطته ولايزال متمسكا بها، وزادت: لسنا بحاجة الى الشدائد حتى نعبر عن هذه الوطنية والمواطنة، فوقت السلم ارحب وافضل لتلك الممارسة والتعبير الايجابي، واضافت د.الغنام: للاسف اسلوب الحوار لا اجده ايجابيا في كثير من هم يمثلون قدوة للمجتمع ولطلابنا وطالباتنا وايضا من يمارس العمل السياسي ويتجاوز كثيرا ادب وثقافة الحوار.
واشارت د.الغنام الى ان الحوار حاجة انسانية ضرورية وملحة في الاشباع ومثمرة وواجب على المجتمع وعلى الدولة ان تمنح الجميع فرصة الحوار.
وقالت: الله سبحانه وتعالى حاور المخلوق الضعيف بل حاور ابليس عندما عصى امر ربه وهو سبحانه ليس بحاجة لأن يحاوره لكن سأله وحاوره لم عصيتني ولم لم تسجد لمن امرتك ان تسجد واعطاه فرصة.
واضافت د.الغنام: اما المواطنة فهي مجرد انتماء فكري وقانوني، لكن المواطن العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص لايزال يعتبرها انتماء عرقيا ومذهبيا ودينيا وعشائريا، مؤكدة ان الحوار حق للجميع والمفترض ان تنمو بذرته في الاسرة التي هي الاساس التي تربي افرادها على الحوار، ويفترض ايضا ان تتضح صورة هذا الحوار اكثر فأكثر وتنمو بذرته اكثر في المدرسة كمؤسسة نظامية وضعت منهاجها واستراتيجيتها واهدافها الدولة لتربية النشء على ادب وثقافة هذا الحوار من خلال القدوة للمعلمين والمعلمات ومن خلال المناهج التدريسية كيف نقوم بتربية جيل بأكمله في المدارس اذا تقاعست الاسرة عن دورها، فهناك من يعزز وينمي هذا الحوار من خلال الممارسة اليومية المدرسية وليس فقط من خلال المناهج.
واشارت د.الغنام الى ان دور وسائل الاعلام كبير من خلال عرض مادتها الاعلامية اليومية وتكريس قضية الحوار وادب الحوار ورفض ان ينشر صراع خصام الاطراف والتيارات السياسية المتنازعة والمختلفة.
واختتمت د.الغنام الى حديثها بمقولة امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: اصابت امرأة واخطأ عمر، هذه الثقافة التي ننشدها من اجل تحقيق المواطنة الحقة الصالحة.