دانيا شومان
بحضور نخبة كبيرة من الإعلاميين المخضرمين، أقام مجلس نورية السداني حفل تكريم على شرف الإعلامية المخضرمة هدى المهتدي الريس، وذلك في ديوان التوحيد مساء أول من أمس وحمل حفل التكريم عنوان «ليلة هدى المهتدي» التي أضاءت بواسطتها الناشطة السياسية نورية السداني شموع الذكريات التي جمعتها بالإعلامية الكبيرة المحتفى بها وقامت السداني خلال الحفل بمنح هدى المهتدي بروشا قدمته الشيخة أوراد الجابر تقديرا منها لدور الضيفة المحتفى بها.
وكان من بين حضور الأمسية التي أدارتها كعريفة لها الإعلامية المخضرمة عائشة اليحيى، عدد من الإعلاميات والناشطات السياسيات وعدد من رموز الإعلام الكويتي في فترة الستينيات والسبيعنيات الذين زاملوا المذيعة المهتدي خلال تلك الفترة ومن بينهم الإعلامي المخضرم رضا الفيلي والمذيع المخضرم والحائز جائزة الدولة التشجيعية لهذا العام أحمد عبدالعال والإعلامية المعروفة فاطمة حسين والإعلامي عبدالرحمن النجار والمذيع يوسف مصطفى والإعلامية عائشة الرشيد والأمين العام للملتقى الإعلامي ماضي الخميس، والذي قدم للمحتفى بها درعا تذكارية باسم الملتقى الإعلامي العربي، كما حضر الحفل الناشط السياسي د.علي الطراح والفنانان القديران محمد المنصور وحسين المنصور، وكذلك شهدت الأمسية حضور النائب د.ناجي العبدالهادي ومختار منطقة الروضة.
وبدأت الأمسية التي لفتها الذكريات بحديث لنورية السداني بدأت به الحديث مستذكرة ذكريات الزمن الجميل عن بدايات الإعلام في الكويت قائلة: «لا أزال أتذكر بداياتي الأولى، حيث كانت قدوتي في الإعلام ضياء الغانم عندما سمعت صوتها ينطلق لأول مرة من الإذاعة 1959 مقدمة لأحد برامج الأطفال وهكذا سحبني القدر إلى ميكروفون الإذاعة عام 1960 حيث قلت «هنا الكويت» على الهواء مباشرة وقد كان زملائي في تلك الفترة رضا الفيلي وعبدالله خلف ومحمد المطوع وعبدالرزاق السيد والإعلامي الكبير حمد المؤمن» وعرجت على حادثة لا تنساها حسب قولها: «كان رئيس الشرطة والأمن العام المرحوم الشيخ عبدالله المبارك هو رئيس الإذاعة واستوقفه الحرس لأنهم لم يتعرفوا عليه لأنه كان لا يرتدي الغترة والعقال فما كان منه إلا أن كافأ الحرس لأنهم أدوا واجبهم، وكان الشيخ عبدالله المبارك رحمه الله يؤمن بالمرأة ويشجعها وفي عهده تأسست الإذاعة وانتسبنا نحن بنات الوطن إليها».
وأشارت إلى ان من بين من تتذكرهم جيدا في تلك الفترة الإعلامية المعروفة فاطمة حسين التي التحقت بالإذاعة بين عامي 1961 – 1962 وقالت السداني: «لقد كانت فاطمة حسين كنسمة هواء حلوة مرت على الإذاعة في ذلك الوقت».
وعادت السداني تستذكر الأيام الأولى للإعلامية المخضرمة هدى المهتدي الريس: «كان والد هدى م.أحمد المهتدي يصطحبها للتمثيل في الإذاعة، ويعود ذلك إلى بدايات الستينيات، وكانت هدى لاتزال في الصف الثاني الثانوي ويومها تعهد بتدريبها كل من الاستاذ حمد المؤمن وشاركه موسى الديحاني وأحمد سالم، وكانت تمثل يومها مع شقيقتها ندى في برنامج خاص بالجيش والشرطة يخرجه محمد الشيرازي».
وأضافت نقطة لا يعرفها كثيرون عن تاريخ الإذاعة، إذ قالت السداني ان كثيرا من الزيجات الناجحة في المجال الإعلامي شهدتها أروقة الإذاعة قائلة: «فأمل جعفر اقترنت برضا الفيلي وباسمة سليمان اقترنت بالإعلامي ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي وهدى المهتدي التقت بزوجها وعبدالله تقي اقترن بدولت شوقي».
ثم انتقل الميكروفون للضيفة المحتفى بها المذيعة المخضرمة هدى المهتدي التي بدأت شاكرة الشيخة أوراد الجابر على هديتها التي تنم عن عمق حبها وتقديرها معتبرة الهدية وساما على صدرها وقالت: «هذا البروش الذي قدمته لي الشيخة أوراد الجابر سأرتديه دائما، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على وفاء أهل الكويت وبنات الكويت التي اعتبرها بلدي».
ووجهت شكرها إلى الحضور عبر كلمتها قائلة: «هذا التكريم أعتبره تكريما للجميع وليس تكريما لي وحدي بل تكريم لهذه الأرض الطيبة التي احتضنتني واحتضنت عائلتي وأبنائي وعشت فيها أجمل سنوات عمري وأحب أن أهدي هذا التكريم إلى عائلتي الصغيرة لأختي ندى التي تعمل في قناة الـ «بي بي سي» وشقيقتي أمل التي تعمل في قناة دبي والأهم إلى زوجي الراحل اسامة الريس الذي عاش في الكويت وخدم الكويت وقضى زهرة شبابه فيها»، وأضافت وهي تغالب دموعها: «أشكركم من أعماق قلبي واشكر الجميع على الحفاوة التي لمستها منكم في الكويت خلال الأسبوعين الماضيين وأشكر جزيل الشكر الإعلامية عائشة اليحيى التي جمعتني بكم واحتفت بي في منزلها قبل فترة، وأنا الذي كنت قد عدت فقط لأحضر زفاف إحدى قريباتي ولكن زيارتي تحولت إلى تظاهرة فرح وحب منكم وهو أمر اضعه على راسي من فوق».
من جانبه، قال الإعلامي المخضرم رضا الفيلي: «في هذه المناسبة لا يسعني سوى أن أتذكر دور والد هدى الراحل أحمد المهتدي والذي لولاه لما ظهرت جملة «هنا الكويت عبر الإذاعة» وكان لزوجها الراحل أسامة الريس دور كبير في إدخال التكنولوجيا الحديثة إلى تلفزيون الكويت في تلك الفترة.
وبدوره، قال الإعلامي والمذيع المخضرم والحائز جائزة الدولة التشجيعية لهذا العام أحمد عبدالعال: «إن تكريم الزميلة العزيزة هدى المهتدي هو تكريم لكل الإعلاميين»، ثم تحدث عن ذكرياته في تقديم نشرات الأخبار مع هدى المهتدي عندما برزت كوجه إعلامي في بدايات مشاركتها الأولى في التلفزيون.
وبعدها بدأ الإعلاميون بحوارات استذكارية مفتوحة عن المحتفى بها وعن ذكرياتهم وأدارها أمين عام الملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس في جو مفعم بعبق الذكريات والعودة إلى ما وصفه الأديب عبدالله خلف بأنه «استحضار للزمن الجميل».