عائلة بومبارك عائلة كويتية من الطبقة المتوسطة وتتكون من رب الأسرة، بومبارك وهو في الرابعة والستين من العمر، متقاعد ولديه زوجة تصغره بسبعة عشر عاما، وابنان وثلاث بنات جميعهم متزوجون ولديهم أبناء. يسكن بومبارك وزوجته وابناه وعائلاتهم في منزل واحد حيث تدور حكاياتهم التي لا تنتهي.
بقلم: حنان بدر الرومي
يرن صوت إليسا في أغنيتها الجديدة «سهرنا ياليل» في جوانب الديوانية، بينما بدا الانسجام على بومبارك وأصحابه، يضحك بومبارك بصوت عال ويقول:
وين الريموت نبي الصوت أعلى.
بوعبدالله: إي هذي الأغاني اللي تُونِّس.
بومبارك: أشوف بومشاري عايش بربيع مع زوجته اللبنانية الجديدة.
يعدل بومشاري من جلسته وهو يتلفت بخوف: إسكت بوعبدالله، الله يهداك بتفضحنا، محد يدري خل الطابق مستور.
بوعبدالله: أقول ما عندها حريم لنا!
يبتسم بومشاري بخبث ويرد: إي كلمتني عن بنات خالتها، تمدحهم، اشرايكم تبون أبلغها، معزمين على الزوجة الثانية؟
بومبارك وبوعبدالله بصوت واحد: موافقين.
ينظر لهم بومشاري بفخر ويقول: أنا مسافر الأسبوع الياي إللي يبي يحجز يبلغني.
٭ ٭ ٭
يمسك بومبارك بالموبايل ويحاول أن يتحدث بهمس وهو جالس في صالة منزله ولكن طبيعته العصبية تفرض نفسها فيعلو صوته: يعني لازم نحجز الدرجة الأولى، الأسعار غالية.. خلاص احجز وخلنا نصرف مبالغ سنعة تدري بعد ورانا زواج.
يقهقه بصوت عال، لم ينتبه بومبارك لدخول أم مبارك للصالة، تضع أم مبارك يدها على رأسها وهي تتمتم: حسبي الله ونعم الوكيل.
٭ ٭ ٭
مبارك: يما أنا ماني مرتاح من سفرة أبوي للبنان.
أم مبارك تصب الماء الساخن في إبريق الشاي: ومن قلتله يا يما، عيزت عليه أبي أسافر معاه على حسابي بس مهو راضي.
يحمل مبارك الصينية من يد والدته وهو يقول: من متى أبوي يلبس بدل وكرفتات.
تحرك أم مبارك شفتيها امتعاضا: حسبي الله ونعم الوكيل.
مبارك: شاريله 3 بدل كاملة غير القمصان والبنطلونات الجينز.
أم مبارك: حسبي الله ونعم الوكيل.
يزفر مبارك بحزن ثم يلتفت لوالدته ويقول: يما هالأيام صايرة باردة وايد وهادية بزيادة.
تهز أم مبارك برأسها بحزن: يا وليدي أبوك كبريت والعداد دايما ضارب عنده فلازم أكون هادية واتركد في الأمور وإلا البيت ينقلب عليكم ما أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل.
٭ ٭ ٭
يوم السفر ... يرتفع صراخ بومبارك في المنزل.. وين هدومي! وين الجواز.. وين الچواتي الجديدة وين.. وين.. لكن لا حياة لمن تنادي.
بومبارك: حصة.. أم مبارك وينچ؟
أم مبارك بهدوء: بالمطبخ.
يقتحم بومبارك المطبخ كالأسد الهائج ويزأر بأعلى صوته: أغراضي الجديدة وينها؟ ليش ما جهزتي چنطتي، بسافر بعد ساعات.
تبدو أم مبارك مشغولة بالبحث في خزانة المطبخ: وديت هدوم السفر المصبغة وبتخلص الإسبوع الياي.
يصرخ بومبارك بعصبية: أنا بسافر اليوم.
تخرج أم مبارك حافظة الحرارة من الخزانة وهي تبتسم: الحمدلله لقيت الماعون.
يمسك بومبارك يدها بعصبية وهو يصرخ بحنق: عطيني الوصل.
أم مبارك: ما أدري نسيت وين حطيته.
بومبارك: وين المصبغة الحين أروح لهم.
أم مبارك: بالسالمية.
يبدو الغضب واضحا على بومبارك وبعصبية يقول: السالمية أنا لازم أطلع من البيت بعد ساعة.. إنزين وين الچواتي!
أم مبارك: تمسح الإناء بالفوطة وببرود ترد: خذتهم بنتك تقول بتيبهم المغرب معاها بعد ما تنظفهم..
بومبارك: الچواتي جديدة ليش تنظفهم.
أم مبارك: ما أدري عنها اسألها.. بعد الله يهداك إحنا مجتهدين نبيلك الزين چدام ربعك.
بومبارك: اشلون الحين بسافر وهدومي وأغراضي مومعاي؟
أم مبارك: حسبالي سفرتك الاسبوع الياي؟
بومبارك: شسوي الحين؟
أم مبارك: الحقهم بالطيارة الثانية.
يصرخ بومبارك بأعلى صوته: بسافر يعني بسافر، حطي غداي الحين.
٭ ٭ ٭
يجهز بومبارك حقيبته بنفسه ويضع مجموعة من الدشاديش بطريقة فوضوية يرن الموبايل.
بومبارك: هلا بومشاري.. إن شاء الله عقب ساعة أكون عندكم بالمطار.
يخرج بومبارك من الغرفة وهو يصيح: وين الغدا.
أم مبارك: تجهزت للسفر.
بومبارك: إي حطيت دشاديش بدال هدومي إللي بالمصبغة، وين الأكل.
أم مبارك: على الطاولة.
٭ ٭ ٭
يجلس بومبارك على الطاولة ويجد صحن به عيش مخلوط بالدجاج.
بومبارك باشمئزاز: شنوا هذا.
أم مبارك: الله يهداك انت مستعيل وغدانا ما خلص، فسخنت لك الأكل اللي بالثلاجة.
بومبارك: هذا حتى الخرفان ما تاكله.
أم مبارك: لا ياكلونه ويلحسون أصابيعهم بعد.
يتظاهر بومبارك بعدم فهمه لمغزى كلامها، يسمي بالله ويأكل بسرعة.
بومبارك: ريحة الأكل موزينه.. شكله بايت.
أم مبارك: لا إله إلا الله، ترى بنتك ودوها المستشفى بتولد.
بومبارك: خير.. الله يعينا.. أنا مسافر وانتي كيفچ مع بنتچ.
أم مبارك: حسبي الله ونعم الوكيل.
٭ ٭ ٭
بعد أقل من ساعة يدخل مبارك مسرعا لغرفة والدته ويقول: يما.. يما.
أم مبارك بنبرة خوف: خير يا وليدي.
مبارك: يما اتصل علي بومشاري يقول إن أبوي انعفس عليهم بالمطار يتلوى من بطنه الظاهر إنه متسمم وشالوه الإسعاف، وأنا الحين بروح له.
أم مبارك بلا مبالاه: لا.. مسكين، عيل ما راح يسافر.
مبارك: ما أظن يقول بومشاري إنه تعبان وايد.
أم مبارك بسخرية: مسكين خنت حيلي.
مبارك: يا الله يما امشي معاي الأميري.
أم مبارك تضع عباءتها على رأسها وتقول: لا يما روح انت له، أنا بروح لأختك بتولد، وما يشوف شر أبوك.
تتجه أم مبارك نحو الباب تقف قليلا وكأنها تذكرت أمر مهم.. تلتفت نحو ولدها قائلة: مبارك.. يما.. ياليتك تأخذ جواز أبوك..لا تخليه عنده.. بعد خوفك يسافر وهو مريض.. عوينتي شافي على السفرة.
مبارك: وإذا سألني عنه.
أم مبارك: عطني إياه أخشه وأنت قوله يمكن ضاع بالمطار.. يا وليدي المريض يبي أهله حواليه.
مبارك: شورچ وهداية الله.