- نقل التكنولوجيا هو البند الوحيد الذي غالباً ما ينص عليه باستحياء في اتفاقيات التجارة الدولية
- نحتاج إلى وضع سياسات تمكّن الكويت والدول النامية من الاستفادة من الاتفاقيات الدولية
ثامر السليم
في بحث هو الأول من نوعه بهذا التخصص في الشرق الأوسط، حصلت الباحثة شيخة الهلالي على درجة الدكتوراه من جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة في مجال نقل التكنولوجيا في عقود التجارة الدولية بعنوان «نقل التكنولوجيا وفقا لاتفاقيات منظمة التجارة الدولية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية».
كما شمل بحث الدكتوراه دراسة تطبيقية على عدد من الدول النامية في كيفية نقل التكنولوجيا المتعلقة بالطاقة المتجددة البديلة والصديقة للبيئة من الناحية العملية وماهية التحديات التي تواجه الدول في مجال هذا النقل، ولقد اخترت عددا من المشاريع في الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة والأردن لهذه الدراسات الميدانية.
«الأنباء» التقت د.شيخة الهلالي للتعرف أكثر عن رسالتها في الدكتوراه.. وإليكم التفاصيل:
حدثينا عن مجال رسالتكم؟
٭ بحثت من خلال رسالة الدكتوراه في جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة، والتي تعد من الجامعات المميزة في العالم طبقا لتصنيف واعتماد وزارة التعليم العالي في الكويت، موضوع الجوانب القانونية لكيفية وآلية نقل التكنولوجيا من الدول المتقدمة إلى الدول النامية لتحقيق التقدم والتنمية الاقتصادية، وذلك من خلال عقود التجارة الدولية، وفقا لاتفاقيات منظمة التجارة الدولية وحماية الملكية الفكرية، والجدير بالذكر أن هذا البحث يعد الأول من نوعه في هذا التخصص في الشرق الأوسط حيث لم يسبق تناوله.
ونظرا لكون الكويت عضوا في منظمة التجارة العالمية، فقد التزمت قانونا بتطبيق الحدود الدنيا لحماية حقوق الملكية الفكرية المنصوص عليها في اتفاقية الجوانب التجارية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية والمتعارف عليها باتفاقية التريبس (TRIPS)، وحيث نصت بنود الاتفاقية على عدد من البنود المرنة التي قد تستفيد منها الدولة النامية لتحقيق مزيد من الاكتفاء الذاتي والتنمية المستدامة، لذا ارتكز البحث على كيفية تفعيل هذه البنود وخصوصا البنود المتعلقة بنقل التكنولوجيا لما لها من أثر كبير على تطوير الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل.
حماية الملكية الفكرية
وما رسالة الدكتوراه وعنوان الرسالة؟
٭ يتعلق موضوع البحث بالجوانب القانونية لنقل التكنولوجيا إلى الدول النامية وفقا لما نصت عليه الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة، وعنوان الرسالة «نقل التكنولوجيا وفقا لاتفاقيات منظمة التجارة الدولية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية».
كما شمل بحث الدكتوراه دراسة تطبيقية على عدد من الدول النامية في كيفية نقل التكنولوجيا المتعلقة بالطاقة المتجددة البديلة والصديقة للبيئة من الناحية العملية وماهية التحديات التي تواجه الدول في مجال هذا النقل، ولقد اخترت عددا من المشاريع في الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة والأردن لهذه الدراسات الميدانية.
أما رسالة الماجستير فقد سبق أن حصلت عليها في عام 2009 من جامعة الكويت، وكانت في مجال حماية الملكية الفكرية في الكويت بين التشريع والتطبيق، ضمن برنامج القانون الخاص في كلية الحقوق بجامعة الكويت.
فتح مجالات الاستثمار
ما أهداف رسالتك؟
٭ بدأت الفكرة من واقع ملامسة المشكلة من الناحية العملية، حيث تلمست صعوبة تطبيق البنود المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية والمتعلقة بنقل التكنولوجيا للدول النامية في العقود التجارية التي يتم توقيعها في الكويت.
أهدف من خلال هذا البحث الى تفعيل بنود الاتفاقيات الدولية التي تصب في مصلحة الدول النامية وتشجع على فتح مجالات الاستثمار وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتنويع مصادر الدخل بحيث تتمكن الكويت بشكل خاص، والدول النامية بشكل عام، من بناء الإمكانيات والموارد المحلية لتحقيق الرفاه الاقتصادي والتنمية المستدامة.
مشاريع الطاقة الشمسية
ما أبرز المشاكل التي واجهتكم؟
٭ لم تكن مشاكل بقدر ما كانت صعوبات استطعت التغلب عليها، فكما سبق الذكر يتميز موضوع بحثي بالحداثة، وبالتالي كبحث علمي تعد مصادره العلمية محدودة نسبيا، خصوصا ما يتعلق بآلية نقل تكنولوجيا الطاقة البديلة المتجددة للدول النامية كمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتي تساهم في تخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة، ولكن كلما كان البحث جديدا ويضيف للمكتبات القانونية قيمة كلما كان أكثر تشويقا في خلال مراحل البحث والكتابة.
ما النتائج التي توصلتم لها خلال بحثكم؟
٭ انتهى البحث إلى عدد من النتائج والتوصيات، من أبرزها أهمية تغيير نمط العقود التجارية بحيث تحقق فائدة أكبر للدولة المستوردة، وأهمية وضع الخطط الاستراتيجية التي تزيد من الوعي على المستويين الفني والقانوني في مؤسسات الدولة في أهمية بحث مجالات نقل التكنولوجيا في العقود التجارية الدولية، وتحقيق الاستفادة المثلى بحيث يقل الاعتماد على المقاولين العالميين في المستقبل، من خلال التفاوض مع الشركات العالمية على تطبيق بنود الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بنقل التكنولوجيا وبناء قاعدة تقنية وموارد محلية والعمل على تقديم الدعم والمساعدة الفعلية للدول النامية في مجال التنمية المستدامة.
هذا بالإضافة إلى ضرورة سن أو إجراء التعديلات على قوانين الملكية الفكرية، ووضع السياسات والمبادرات التي تعمل على تمكين الكويت وغيرها من الدول النامية من تحقيق الاستفادة الكاملة من الاتفاقيات الدولية، بحيث نبتعد عن مجرد تنفيذ الالتزامات الدولية دون الاستفادة مما نصت عليه هذه الاتفاقيات من حقوق، وعوائد ومزايا تساعد الدول النامية في تغيير المسار من دول مستوردة إلى دول مصدرة للتكنولوجيا مكتفية ذاتيا.
تحقيق رفاهية اقتصادية
لماذا اخترتم موضوع «في مجال نقل التكنولوجيا في عقود التجارة الدولية» كموضوع للدراسة؟
٭ نقل التكنولوجيا هو البند الوحيد الذي غالبا ما ينص عليه باستحياء في اتفاقيات التجارة الدولية، حيث إن هذا البند يصب في مصلحة الدولة النامية ويحقق رفاهية اقتصادية أكثر لها، لذلك توجب التنويه عن هذا البند وتفعيله للاستفادة الأكثر منه على المستوى الاقتصادي.
هل وجدتم صعوبة في الحصول على مراجع لدراستكم؟ وكيف استطعتم التغلب عليها؟
٭ نعم تعد المراجع محدودة نسبيا في هذا المجال، وبالتالي يضيف البحث العلمي قيمة علمية للمكتبات القانونية، وهذا ما أشادت به لجنة المناقشة، حيث تميز البحث بالأصالة من خلال تناوله موضوعا جديدا وحيويا لم يسبق تناوله، خصوصا في مجال بحث نقل تكنولوجيا الطاقة البديلة المتجددة لتخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة في الدول النامية وفقا لاتفاقيات الأمم المتحدة في مجال التغير المناخي والمتضمنة اتفاقية باريس التي تم توقيعها مؤخرا.
كيف تصفين عقود التجارة الدولية سابقا وحاليا؟
٭ اعتادت عقود التجارة الدولية على أن تصب في مصلحة الطرف المصدر للبضائع والمنتجات والتكنولوجيا، وهي الدول الصناعية المتقدمة، باعتبارها الطرف المالك والمسيطر على السوق، ونظرا لكون العالم أصبح يعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا والابتكارات والاختراعات بكل أنواعها، فباتت العقود التجارية الدولية مصدرا من مصادر الدخل للدول المتقدمة، وأصبح دور الدول النامية مجرد متلقٍ ومستورد لهذه التكنولوجيا دون أن يكون لها دور أكبر في تشجيع الابتكار المحلي وتطوير مصادر الدخل.
ونهدف من البحث إلى تطوير نمط العقود التجارية وفقا للتطورات الحديثة في اتفاقيات التجارة الدولية بحث تعالج هذا الخلل وتحقق توازنا في حقوق والتزامات الأطراف (win to win approach)، حيث أصبح بالإمكان حاليا بحث وتفعيل بنود نقل التكنولوجيا لتقديم الدعم اللازم للدول النامية.
وهل كان مشوار الرسالة سهلا؟
٭ لم يكن سهلا، حيث إن جامعة نوتنغهام من الجامعات المميزة في العالم ويتم اختيار أعضاء الهيئة الأكاديمية فيها بعناية شديدة، حيث يشرف على رسالة الدكتوراه للطلبة عدد من المشرفين وليس مشرف واحد فقط، بالإضافة إلى ضرورة حضور عدد من المؤتمرات والندوات التي تزيد من الثقافة العامة والوعي للباحث، وبالتالي الدراسة فيها وإكمال البرنامج كان تحديا بالنسبة لي، ولكن الفضل لله سبحانه استطعت تجاوز كل التحديات بنجاح.
كل عمل ناجح وراءه أناس.. فلمن تدينين بالفضل؟
٭ أدين بالفضل لزوجي فقد قدم لي كل سبل الدعم والمساندة خلال كل مراحل الدراسة وكان خير رفيق لي في مشوار دراستي، وأتقدم بكل الشكر والتقدير لكل من ساندني في مشوار دراستي بشكل مباشر أو غير مباشر.
وهل تمارسين حياتك الأسرية بشكل طبيعي في ظل الضغوطات الزائدة من حمل الرسالة؟
٭ الحمد لله أمارس حياتي بشكل طبيعي وأقوم بواجباتي الأسرية والاجتماعية، فالمرأة بشكل عام تتميز بقدرتها على القيام بعدد كبير من المسؤوليات في وقت واحد.
وما طموحاتكم بعد أن حصلت على الدكتوراه؟
٭ اعتبر كل الإنجازات السابقة مجرد نقطة بداية لمشوار عملي جديد يحقق الكثير لوطني الحبيب الكويت.
كلمة أخيرة
أوجه رسالة لكل الأجيال بألا تندم يوما على ما يتم بذله من جهد أو وقت أو مادة في مجال الدراسة والبحث العلمي، فهذا هو الاستثمار الحقيقي.