دارين العلي
أكد المشاركون في الحلقة النقاشية حول مرشحات (فلاتر) المياه المستخدمة للأغراض المنزلية التي نظمها معهد الكويت للأبحاث العلمية صباح امس على جودة المياه في الكويت وعلى صلاحيتها للاستخدام وفقا للمواصفات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب.
وجاءت الندوة التي حضرها النائب د.علي العمير وعدد من المهتمين بهدف التوعية بعد ان ظهرت مؤخرا موجة من الفلاتر التي تسوق في المنازل وتشير الى عدم جودة المياه ولنؤكد ان المياه الكويتية سليمة وليست بحاجة لأكثر من الفلتر الفخاري الموصول بحنفية مياه الشرب.
ودعّم هذا التأكيد مدير المعهد د.ناجي المطيري الذي شدد في كلمته الافتتاحية على صلاحية نوعية مياه الشرب في الكويت والتي تصل للمنازل من خلال شبكة مياه التحلية وجودة هذه المياه حسب المواصفات العالمية لمياه الشرب، مشيرا الى ان ذلك لا يمنع تأثر هذه المياه داخل المنازل بسبب نوعية الانابيب والخزانات المستخدمة وعدم التقيد بالصيانة اللازمة لها، ما يستدعي استخدام بعض انظمة التنقية البسيطة قبل الاستهلاك المباشر لهذه المياه.
وقال المطيري ان الحلقة النقاشية حول مرشحات (فلاتر) المياه المستخدمة للأغراض المنزلية تأتي من منطلق دور المعهد في توعية المجتمع، لما قد يؤثر في الصحة العامة من ممارسات تتعلق بالطابع العلمي في سبيل الترويج التجاري من خلال استغلال حرص المواطن والمقيم على نوعية مياه الشرب.
واضاف «تعتبر المياه عصب الحياة وبدونها لا تستمر الحياة كما قال الله تعالى في كتابه العزيز (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، صدق الله العظيم، وقد انتشرت في السنوات الأخيرة العديد من انظمة وتقنيات ترشيح (فلترة) المياه في الاسواق المحلية وتتعدد وظائف هذه الأنظمة من الفلترة البسيطة بالأغشية الصالحة للمياه المنزلية الى الأنظمة المعقدة والمصنعة لتحلية المياه المالحة كأغشية التناضح العكسي.
ولفت الى انه ومن أجل إلقاء الضوء على المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع الهام تنظم ادارة موارد المياه في المعهد هذه الحلقة النقاشية بحضور ذوي الاختصاص في هذا المجال للتعرف على انظمة التنقية وأنواعها وتأثيرها على المياه المنتجة منها ومدى صلاحيتها وقيمتها الغذائية وآثارها على صحة الأفراد.
بدوره، شدد الباحث المشارك في إدارة موارد المياه د.محمود عبدالجواد عبر المحاضرة الأولى التي ألقاها حول «تقنيات الفلترة ونوعية المياه المنتجة» على ان مياه الكويت ممتازة وليست بحاجة الى فلاتر بأنظمة معقدة وانما الاكتفاء بالفلتر الفخاري الذي يركب قرب حنفية مياه الشرب.
ولفت الى نوعية الفلاتر المنتشرة في الاسواق، مؤكدا ان معرفة نوعية المياه هي الأساس في اختيار الجهاز المناسب للتنقية، مشيرا الى وجود العديد من الفلاتر الجيدة والرخيصة التي تؤدي الغرض ناصحا الجمهور بعدم التوجه الى اي فلتر او استخدامه فقط لأنه سمع به من الجيران او غير ذلك بل يجب التأكد من جدوى استخدامه اذ ان مياه الكويت لا تحتاج الى أنظمة معقدة من الفلاتر وبالتالي فإنه ليس هناك حاجة لها.
وعرض لأنواع الفلاتر التي تعتمد على حقائق علمية وتتناسب مع الدعاية التي تروج لتنوعيتها وهناك أيضا فلاتر اخرى لا تعتمد على معايير وحقائق علمية.
واكد ان مياه الكويت سليمة ولم تتأثر بالمطلق بحادثة مشرف وهذه النتيجة مستوحاة من العينات والتحاليل التي يقوم بها المعهد يوميا والتي تثبت ان مياه الكويت ليست ملوثة بل صحية ومطابقة للمواصفات العالمية.
وألقت المحاضرة الثانية مديرة برنامج موارد المياه في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د.فاطمة العوضي تحت عنوان «الممارسات الخاطئة في أنظمة المياه المنزلية ومخاطرها الصحية» لافتة الى ان أهمية الحلقة تكمن في توعية المستهلكين بعد ان انتشرت مؤخرا في الاسواق أجهزة لتحلية مياه الشرب بالرغم من ان مياه الشرب في الكويت تنتج من مياه البحر وتعالج معالجة علمية صحية للوصول بها الى مواصفات الصحة العالمية لمياه الشرب، مؤكدة ان اي جهاز يركب او يضاف الى شبكة المياه في المنزل يعتبر مخلا بكل العمليات التي تقوم بها وزارة الكهرباء والماء لإنتاج المياه الصالحة للشرب.