احمد عفيفي
لم تصدق سلمى إسماعيل الجدي نفسها عندما عرفت أن كتابها الذي بذلت فيه جهدا خارقا سيدخلها موسوعة «غينيس».. نعم كانت تحلم بذلك، ولكن ان يتحقق الحلم ويأتيها الخطاب الرسمي وشهادة غينيس فهذا أمر مفرح بحق جعلها تسعد بنفسها وببلدها الكويت كفتاة أتيحت لها الفرصة كي تعمل وتبدع في ظل جو صحي متميز يعطي للمرأة الحق في العمل ويتيح لها فرص الإبداع والتألق لتشرف اهل الديرة وتحظى باحترام الجميع. وسلمى الجدي فني أول صحة فم وأسنان بأحد المستوصفات والتي دخلت موسوعة غينيس للارقام القياسية بكتابها «أسناننا البراقة البيضاء»، حرصت على ان تكون «الأنباء» هي من تنشر موضوعها وتدلي لها بحديث خاص تعرب فيه عن فرحتها بهذا الانجاز الطيب الذي يعلي من شأنها كونها كويتية وتفخر بذلك أيما فخر.
هل كنت تحلمين بدخول موسوعة غينيس في يوم من الايام؟
الحلم حق مشروع لكل انسان، ولكن ان اقتصر على كونه مجرد حلم فلا معنى له ولا فائدة مرجوة منه، لذلك لم اكتف فقط بأن أحلم لكنني جعلت هذا الحلم سلاحا للمعرفة والتميز وبذلت من اجل تحقيقه الكثير من الجهد كي يصبح حقيقة.
فقد كان حلمي القريب تسجيل براءة اختراع عن «الرضاعة الصناعية المزدوجة» وتحقق بفضل الله هذا الحلم وحصلت على تلك البراءة من الولايات المتحدة الأميركية، وحفزني هذا الانجاز على الطموح لما هو اكبر، الدخول الى موسوعة غينيس، فجندت كل طاقتي لهذا الحلم الاصعب وقمت بتأليف كتاب عن «أسناننا البراقة البيضاء» وهو اكبر كتاب تلوين عربي، حيث يبلغ طوله 180 وعرضه 150 سم وعدد صفحاته 150 صفحة، وتدور فكرة الكتاب حول مفهوم وأهمية العناية بالاسنان، ويوضح الطرق الصحيحة في تنظيفها الى جانب الطرق السليمة في الغذاء الصحي والعادات السيئة التي يجب تجنبها بشكل عام حتى يحافظ اطفالنا على اسنانهم ناصعة براقة نظيفة لا تجلب لهم اي امراض او أوجاع.
وهذا الكتاب يعتبر محفزا ومشجعا للاطفال للحفاظ على صحة اسنانهم الى الابد. ومعروف ان صحة الاسنان من الامور المهمة التي تقي الجسم من امراض كثيرة، واوجاع الاسنان لا تقتصر فقط على الفم بل تمتد الى بقية اجزاء الجسم كالصداع في الرأس وارهاق عام في الجسد، لذلك ينصح الاطباء بالمحافظة على سلامة الاسنان ليبقى الجسم معافى من كل الامراض.
كم اخذ منك هذا الكتاب من وقت؟
قرابة العام، حيث حرصت على ان يكون الكتاب شاملا وبسيطا ويحوي رسومات تسهل على الاطفال عملية الاستيعاب وتتناسب مع اعمارهم ودرجة استيعابهم.
وهل تعتقدين اننا بصفة عامة نهمل اسناننا ولا نعطيها الاهتمام الكافي؟
هذا اكيد، رغم ان الآلام التي تسببها الاسنان للفرد ربما لا تحتمل وعيادات الاسنان تزدحم بالمرضى، مع اننا يمكننا تجنب هذا الامر بإرشادات بسيطة لو اتبعناها ما لحق بنا مرض خاصة اذا ما تعودنا على اتباع الطرق الصحيحة للعناية بالأسنان منذ الصغر.
هل كنت تتوقعين كمواطنة كويتية تحقيق هذا الانجاز؟
نعم.. فنحن هنا في الكويت نعيش في ظل حكومة واعية نابهة تعرف ما للمرأة من حقوق وما عليها من واجبات وتعطيها الحرية كاملة للوصول الى اعلى المناصب مادامت لديها القدرة على اثبات وجودها وأحقيتها في التفرد والتميز، فهناك الطبيبة والمحامية والصحافية والمهندسة، وهناك ايضا نائبات في البرلمان ووزيرات، كل ذلك يعكس المناخ المحفز في الكويت للمرأة كي تعمل وتجتهد الى ان تصل الى اعلى المناصب.
أليست هناك قيود ومحظورات؟
ليس هناك اي محظورات لكونها فقط امرأة، فعليها ما على الرجل من واجبات ولها ما له من حقوق، وفي الاول والآخر الهدف للاثنين خدمة الوطن وخدمة اهله جميعا.
وهل وقف طموحك عند هذا الحد ام ان هناك آمالا اخرى؟
اذا اعتقد المرء انه حقق كل شيء فلن يتطلع الى الابعد، صحيح ان انجازي بدخول موسوعة غينيس حلم كبير، لكنني سأعمل ما بوسعي من جهد لتحقيق ما هو اكبر، ومادمت أحيا في بلد مثل الكويت، فأعتقد ان الفرصة امامي كبيرة للوصول الى كل ما اطمح اليه.