- الدور التركي في المنطقة مؤثر وفعال وفتحنا أبوابنا لـ 3.2 ملايين لاجئ سوري وأنفقنا أكثر من 30 مليار دولار على إعاشتهم
- أحلم بحصول المرأة المسلمة على كامل حقوقها وأن تكون الكفاءة لا الجنس معياراً للاختيار في الوظائف القيادية
- بحثت مع الوزيرة الصبيح العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الرعاية الاجتماعية وتعزيز التعاون بين وزارتينا
- 11 اتفاقية جديدة تم توقيعها هذا العام بين الكويت وتركيا إضافة إلى 51 اتفاقية ثنائية تسير العلاقات
- سنقوم بتدريب 50 امرأة من 50 دولة مختلفة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على تولي المناصب القيادية
- لم نتمكن من توقيع مذكرة تفاهم خلال الزيارة لأسباب تقنية وسيتم توقيعها على الأكثر عند زيارة الصبيح إلى تركيا
أجرى اللقاء: أسامة دياب
أكدت وزيرة شؤون الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية فاطمة بتول سايان كايا قوة ومتانة العلاقات التركية – الكويتية والتي وصفتها بالتاريخية والمتطورة على كافة الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، موضحة أن التعاون والتنسيق والزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين تعكس عمق العلاقات الثنائية وحرص القيادة السياسية فيهما على تعزيزها، لافتة إلى أن تركيا تدعم الوساطة الكويتية وتقدر عاليا جهود صاحب السمو الأمير ومساعيه المحمودة في حل الأزمة الخليجية.
وأوضحت كايا - في لقاء خصت به «الأنباء» على هامش زيارتها للكويت تلبية لدعوة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح - أنها بحثت مع الوزيرة الصبيح العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الرعاية الاجتماعية وتعزيز التعاون، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من توقيع مذكرة تفاهم بين الوزارتين خلال الزيارة لأسباب تقنية وسيتم توقيعها على الأكثر عند زيارة الصبيح إلى تركيا.
ولفتت كايا إلى أن المرأة الكويتية قوية وتلعب دورا رائدا في مجتمعها، وحققت نجاحات عديدة في مجال الاعمال سواء في الكويت او المنطقة الخليجية، كاشفة عن أن تركيا ستقوم بتدريب 50 امرأة من 50 دولة مختلفة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي على تولي المناصب القيادية، فإلى التفاصيل:
كيف تصفين العلاقات الكويتية ـ التركية؟ وما رؤيتكم لمستقبل هذه العلاقات؟
٭ العلاقات التركية ـ الكويتية قوية ومتينة ويمكن وصفها بالتاريخية والمتطورة على كافة الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، لأنها بنيت على أسس صلبة من الثقة والاحترام المتبادل والتعاون المشترك حتى أضحت نموذجا يحتذى به في العلاقات الثنائية بين الدول.
والزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين البلدين أبلغ دليل على تطور هذه العلاقات، وهذا العام شهد زيارات في غاية الأهمية أبرزها زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى تركيا هذا العام، كما زار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الكويت، ومؤخرا زار سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك تركيا.
وعلى صعيد اللجان المشتركة نلمس نشاطا ملحوظا يعكس رغبة القيادة السياسية في البلدين في تعزيز التعاون المشترك، والاجتماع القادم للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين سيعقد في 31 أكتوبر الجاري يرأسه عن الجانب الكويتي وزير التجارة والصناعة، وزير الدولة لشؤون الشباب خالد الروضان وعن الجانب التركي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الاستثمار، بالإضافة إلى أن اجتماع لجنة التعاون المشتركة سيعقد في 10 نوفمبر المقبل برئاسة وزيري خارجية البلدين.
كما ان العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري يسيران بشكل مميز، ونتمنى أن تتوسع مجالات التعاون المشترك بشكل يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.
حدثينا عن زيارتك الحالية للكويت وأبرز العناوين على جدول أعمالها.
٭ في الحقيقة هناك زيارات مستمرة بين البلدين على المستوى الوزاري، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد وزير الاقتصاد التركي يزور الكويت باستمرار، أما بخصوص زيارتي الحالية للكويت فهي تلبية لدعوة كريمة من وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح، وبدوري وجهت الدعوة للوزيرة الصبيح لزيارة تركيا وننتظر تحديد موعدها.
وقد شهدت الزيارة العديد من اللقاءات، والتي تطرقت إلى بحث المشروعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، والفرص المستقبلية للاستفادة من التجارب الخاصة بكل بلد، وتعزيز العمل الثنائي.
وخلال شهر نوفمبر هناك مشروع ستقوم به وزارة شؤون الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية بالتعاون مع منظمة التعاون الاسلامي يهدف إلى دعم المرأة وتمكينها في المجتمع، سنقوم من خلاله بتدريب 50 امرأة من 50 دولة مختلفة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي على تولي المناصب القيادية ولمدة 10 أيام، ولقد وجهت الدعوة للوزيرة الصبيح لإلقاء كلمة في المؤتمر لتحفيز الفتيات المشاركات.
كيف تصفين التنسيق والتعاون الثنائي بين البلدين؟
٭ التعاون الثنائي والتنسيق بين البلدين حول مختلف القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك يسير على ما يرام ويتطور من عام لآخر، وفي خلال هذا العام تم توقيع 11 اتفاقية ثنائية بالإضافة إلى 51 اتفاقية ثنائية تسير العلاقات بين البلدين.
والمناخ الاستثماري في تركيا جيد جدا ويقدم فرصا رائعة للمستثمر الكويتي.
هل من اتفاقيات أو مذكرات تفاهم وقعت خلال الزيارة؟
٭ بحثت مع الوزيرة الصبيح العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الرعاية الاجتماعية، والمعاقين وكبار السن والاحداث، والمرأة والطفل، والمساعدات لتبادل الخبرات، ولم نتمكن من توقيع مذكرة تفاهم في الوقت الحالي لأسباب تقنية وفي القريب العاجل سيتم توقيعها أو على الأكثر عند زيارة الوزيرة الصبيح إلى تركيا.
تشهد المنطقة الخليجية أزمة طارئة بين الأشقاء، فإلى أي مدى تدعمون جهود صاحب السمو الأمير في التوصل إلى حل لها؟
٭ نقدر عاليا جهود صاحب السمو الأمير ومساعيه المحمودة في حل الأزمة الخليجية، وتركيا تدعم وتساند الوساطة الكويتية.
أما فيما يتعلق بالدور التركي، فمنذ بداية هذه الأزمة تحرك رئيس الجمهورية ووزير الخارجية للتواصل مع مختلف الأطراف في محاولات حثيثة للسيطرة عليها في بدايتها وقبل تفاقمها.
وما أود أن أؤكد عليه أن تركيا تريد أن تحل هذه الأزمة سريعا وتتمنى أن تكلل جهود الوساطة الكويتية بالنجاح في أقرب وقت ممكن، خصوصا أن هذه الأزمة لا تصب في صالح استقرار المنطقة.
ما تقييمك للدور التركي في المنطقة؟
٭ تركيا حريصة على وحدة الدول الإسلامية في إطار يسوده التوافق والتعاون، ونعمل جاهدين على أن يكون لمنظمة التعاون الاسلامي دور أكبر في دعم وتعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية بما يحقق المصلحة العامة للشعوب الإسلامية.
والدور التركي في المنطقة مؤثر وفعال، وتركيا فتحت أبوابها إلى 3.2 ملايين لاجئ سوري من نساء وأطفال وشيوخ، وأنفقت أكثر من 30 مليار دولار بالرغم أننا لسنا دولة غنية.
والحقيقة أن الدول الإسلامية يجب أن تتحد وأن يكون بينها تنسيق كبير في ظل ظروف إقليمية ودولية صعبة، فما يحدث في ميانمار يدمي القلب، فهناك 500 ألف شخص هربوا من جحيم ميانمار إلى بنجلاديش ولقد ذهبت بصحبة حرم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى معسكر للاجئين على الحدود ورأينا المأساة الإنسانية التي يعيشها مسلمو الروهينغا.
وطالبت الحكومة التركية الحكومة البنجلاديشية بفتح الحدود لإنقاذ المسلمين كما عرضنا بناء معسكر جديد للاجئين تتوافر فيه شرائط الحياة الآدمية.
وأنتِ امرأة في موضع المسؤولية، كيف تقيمين وضع المرأة في المجتمعات العربية ومن وجهة نظرك من أكثرهن حصولا على حقوقهن؟
٭ المرأة في العالم العربي تزداد قوة يوما بعد يوم، وعلى الحكومات في العالمين العربي والإسلامي أن يعملا على تعزيز وضعها ومساندتها وإظهار قدراتها من خلال توفير الفرص التعليمية لتطوير ذاتها والارتقاء بقدرتها على اتخاذ القرار، فضلا عن منحها فرصا متكافئة لتولي المناصب القيادية ونحن في تركيا نعمل على هذا الموضوع بشكل جيد ولقد حققنا الكثير من النجاحات.
ولك أن تعلم أنه عندما وصل حزب العدالة والتنمية للسلطة في عام 2002 كانت نسبة تواجد المرأة في البرلمان التركي الكبير حوالي 4.5% والآن وصل تمثيل المرأة في البرلمان إلى 15% بالإضافة إلى وزيرتين في الحكومة، ولا نعتقد أن ذلك كافيا ولا يتناسب مع كفاءة وقدرات المرأة التركية ولذلك جهود الحكومة متواصلة في هذا الصدد.
ما انطباعك عن المرأة الكويتية؟
٭ المرأة الكويتية قوية وتلعب دورا رائدا في مجتمعها ولها ريادة كبيرة ونجاحات عديدة في مجال الأعمال سواء في الكويت او المنطقة الخليجية، ونأمل أن يزداد تواجدها المؤثر في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وما أبرز العقبات التي تواجهك كوزيرة؟ وبماذا تحلمين للمرأة التركية؟
٭ أحلم بحصول المرأة المسلمة على كامل حقوقها، كما أحلم بأن تكون الكفاءة لا الجنس معيارا فاصلا للاختيار في الوظائف القيادية، وأحلم أن أرى المرأة التركية موجودة في ارفع المناصب القيادية.
وكوزيرة أجد أن من أبرز التحديات التي تواجهني هو تحسين نظام العناية بالطفل، تغيير الأفكار السائدة في المجتمع وأعلم أن أمامنا طريقا طويلا ويجب أن نسرع في إنجازه.
وهل نجحت المرأة التركية في الوصول إلى قناعات الناخب التركي فزاد من نسبة تمثيلها في البرلمان ولكنها لم تصل الى قناعات رئيس الوزراء فلم يختر أكثر من وزيرتين في حكومته؟
٭ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو من فتح الطريق للمرأة التركية لنيل حقوقها وندين له بالفضل في ذلك، وأعتقد أن المرأة التركية على الطريق الصحيح وستنضج تجربتها وستنال فرصتها في المناصب القيادية وسترتفع نسبة وجود العنصر النسائي في الحكومة.
استقبال حافل وحفاوة بالغة
أشادت وزيرة شؤون الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية فاطمة كايا بالاستقبال الحافل والحفاوة البالغة التي قوبلت بها في الكويت وخصوصا من قبل وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح، لافتة إلى أن هذا الاستقبال يعكس عمق العلاقات الاخوية بين البلدين الصديقين، مشيرة إلى أن هذه الزيارة ستؤسس لتعاون مشترك وتبني على العلاقات الممتازة بين البلدين.
الكويت سباقة في العمل الإنساني
شددت الوزيرة التركية على ريادة الكويت في مجال العمل الانساني، لافتة إلى أن هذا الدور محل تقدير وإشادة العالم، موضحة أن تسمية الأمم المتحدة لصاحب السمو الأمير كقائد إنساني والكويت كمركز إنساني هو أبلغ دليل على أن الكويت سباقة في مجال العمل الخيري والانساني وقدمت الكثير من المساعدات والمساهمات السخية للتخفيف من معاناة المشردين والمنكوبين وضحايا الكوارث الإنسانية والطبيعية في مختلف بقاع العالم، مثمنة المساعدات التي قدمتها الكويت الى تركيا عقب الزلزال الذي ضرب مناطق منها في عام 2012.
قرار تأخر كثيراً
وصفت وزيرة شؤون الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية فاطمة كايا حصول المرأة السعودية على حق قيادة السيارة بالقرار الذي تأخر كثيرا، موضحة أن المرأة المسلمة لديها قدرات مميزة وتحتاج إلى دعم لإظهارها.
المرأة التركية قصة كفاح
كشفت فاطمة كايا أن المرأة التركية قصة كفاح وناضلت من أجل الحصول على حقوقها والتغلب على معظم العقبات في طريقها، فمنذ 15 عاما تقريبا وبعد وصول حزب العدالة والتنمية للحكم استطاعت المرأة الحصول على حقها في التعليم وفرص متساوية في التعليم الجامعي، لافتة إلى أن الحكومة التركية تركز جهودها الآن على تغيير طريقة تفكير المجتمع وزيادة نسب توظيف المرأة وتمكينها في المجتمع.
دور الرعاية جهد حضاري
أشادت وزيرة شؤون الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية فاطمة كايا بدور الرعاية في الكويت والتي وصفتها بالجهد الحضاري الذي يعكس حرص الحكومة على رعاية هذه الفئات وتأهيلها وحمايتها.
البرنامج التدريبي للمهندسات الكويتيات
اشارت الوزيرة التركية خلال اللقاء الى برنامج تدريبي للمهندسات الكويتيات أعدته شركة (ليماك) التركية المنفذة لمشروع مطار الكويت الدولي الجديد بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الكويتية والذي دشن مؤخرا لتعزيز دور المهندسات في العمل بالمشروعات الكبرى في القطاع الخاص.