- أبو صالـح: بعـض التـجــار يغـشـون المستهلكين بإعطائهم «المهجن» بسعر «العربي»
- الصـالح: الغلاء يعود لمزاجية التجار وعدم وجود الرقابة الكافية على السوق
- أم محمد: الكثيرون لجأوا لإرسال الأضحية إلى الخارج هرباً من نار الأسعار
- أم خالد: نطالب الحكومة بتسعير الخرفان خصوصاً في مثل هذه الأيام
محمد راتب البداية كانت مع المواطن مهدي بوخمسين، والذي أعرب عن دهشته من ارتفاع أسعار الأغنام في السوق، واكتشف أنها مضاعفة عما كانت في السابق، حيث ذكر أن سعر الخروف السعودي كان في حدود «الـ 50 دينارا» أما اليوم فقد وصل إلى 140 دينارا، ويزداد يوما بعد يوم، متهما تجار السوق بهذا الغلاء رغم وجود كميات في السوق. وحول الحل لهذه المشكلة، يرى بوخمسين أن الحكومة اقترحت في السابق إنزال كميات كبيرة من الأغنام في السوق للحد من ارتفاع الأسعار، غير أن المشاهد غير ذلك، ولا ندري أنهم أنزلوا أم لا؟ ولماذا لم تنخفض الأسعار حتى الآن؟ كما نسمع أن هناك عقودا مع الجيش الأميركي، وهذا ما قلل الكميات في السوق.
أم محمد: اللجان الخيرية هي الملاذ
أم محمد أطلقت صرخة استغاثة من ارتفاع الاسعار في سوق الغنم بشكل كبير جدا، وقالت: إن السعر كان في السنة الماضية لا يتجاوز 50 أو 60 دينارا للخروف أما هذه السنة فالسعر غال جدا، مشيرة إلى أنها تبحث عن الغنم العربي للأضحية كونه الأفضل بين جميع الأصناف، فالأجر في ذبحه أكبر، كما أنه لابد من وجود مواصفات خاصة بالأضحية بألا تكون هزيلة أو عوراء أو عرجاء وغير ذلك. وأضافت أن الأضحية تتقرب بها عن والديها وبالتالي يجب أن تكون سليمة وبأفضل المواصفات. وذكرت أم محمد أن بعض الكويتيين يقومون بإرسال الأضاحي خارج الكويت بسبب رخصها عن طريق اللجان الخيرية هروبا من ارتفاع الأسعار في الكويت، ولكن الذبح في الكويت أفضل لأنه يجمع بين الأقارب.
أما المواطنة أم خالد، فتشير الى أنها تضحي مع إخوانها وأخواتها جماعة، لافتة إلى أنهم ينتقون الخروف العربي وذلك من أجل أن يرغب متلقي الأضحية في أكلها ويحبها، أما لو تم إخراج لحم أسترالي كهدية، فقد لا تكون ذات قيمة عند البعض، داعية إلى أن تكون هناك رقابة وتشديد وحماية للمستهلكين من قبل الحكومة، وأن تقوم بتسعير الخرفان خصوصا في أيام الأعياد ورمضان، ولكن أم محمد تستأنف بأن الحكومة لن تستطيع ضبط الموضوع 100 %، لأنه سيكون هناك من يلتف على القوانين ويتلاعب بالأسعار من جديد.
الصالح: مزاجية التجار
سعد الصالح الذي رأيناه قد اشترى 6 خرفان لبعض العائلات الكويتية، يرجع ارتفاع الأسعار إلى تجار السوق وعدم وجود رقابة، فالتجار يبيعون على مزاجهم. وقال: إنه يشتري بناء على الثقة لا أكثر، وليس لديه الخبرة الكافية بالأغنام، ومع ذلك فإن نفضل شراء الخروف العربي.
مطالبة بتوحيد الأسعار
أما أكرم صلاح فيرى أن الأسعار جنونية، فبعد أن وصلت إلى 80 دينارا قبل فترة، وصلت اليوم إلى 180 حسب ما ذكر له بعض تجار الغنم في السوق، وقال: إنه يبحث عن الخروف العربي السوري، ثم السعودي، «أما العراقي فإننا نتخوف منه نتيجة الحروب». متهما التجار برفع الأسعار واستغلال حاجة الناس في هذا الموسم إلى الأضحية. وأشار صلاح إلى أن البائعين البنغاليين يتحكمون في السوق من خلال الاتفاق على البيع بسعر واحد. وأوضح أنه بات من الضروري أن تكون هناك رقابة وتحديد أسعار تبعا للوزن والحجم والنوع، كما هو الحال بالنسبة للدواجن، وقال: لا مشكلة في ارتفاع الأسعار ولكن ضمن حدود معقولة.
من جهته، يرى يوسف محسن العنزي أحد مربي الأغنام، أن الارتفاع عالمي وليس في الكويت فقط، مشيرا إلى أن الأسعار لم ترتفع في موسم عيد الأضحى أكثر من 20 دينارا للخرفان الكبيرة، كما أكد أنه لا يوجد زيادة في الأسعار عما كان في السنة الماضية، مرجعا ارتفاع الأسعار خلال هذه الأيام إلى أنها أيام موسم، والناس تتقرب إلى الله تعالى بهذه الأضحية، لكن الأسعار في النهاية متوازنة إلى حد كبير، موضحا أنه لا يوجد احتكار في الأغنام من أي من الأطراف، والدليل على ذلك ـ حسب العنزي ـ هو أن الأغنام تم توريدها من الأردن وسورية وإيران والسعودية بكثافة عالية.
وذكر العنزي أن إقبال الناس على الشراء ضعيف، معللا ذلك بأن أكثر من 50% من المواطنين والمقيمين قاموا بإرسال أضحياتهم عبر الجمعيات الخيرية للدول الإسلامية الفقيرة، والسبب ارتفاع الأسعار، وقال: «لكن المشكلة هو أن ارتفاع الأسعار في جميع الدول، فالكيلو غرام من الخرفان في الأردن هو 11 دينارا، والخروف في سورية 80 دينارا، أما في الكويت فهو 100-110، وما يذكر غير ذلك فهو أمر مبالغ فيه، فلا توجد أضحية بقيمة 200 دينار، حيث إن قيمة أحسن خروف هي 150 دينارا وهو «نعيم الكويت» أو «نعيم السعودية». ويبين العنزي أن شركة تجارة ونقل المواشي لم توفر كميات للسوق، والموجود قام بتوفيره التجار، أو صغار المستثمرين، والذين جاء بعضهم بمئات الرؤوس من سورية أو إيران أو الأردن أو الصومال والتي جاءت عن طريق الإمارات.
أبو صالح: الغش موجود
أما أبو صالح، وهو من بائعي الغنم، فأثار قضية جديدة، وهي الغش والتلاعب بالأصناف، حيث يذكر أن الأسعار جاءت على غير المتوقع، فالقفاص مليئة بالأغنام، والأسعار مناسبة، والمعروض في السوق يفوق حجم الطلب، نافيا أن يكون هناك احتكار، بل إن الأسعار في انخفاض مستمر عما كانت عليه قبل اسبوعين حيث وصلت إلى 120 والآن نزلت إلى 85 دينارا، وهي أسعار أقل مما كانت عليه في رمضان. وأشار أبو صالح إلى أن بعض المواطنين والمقيمين يقعون في فخ «وسيعي الذمة» نظرا لعدم خبرة أولئك الزبائن بالغنم، فبعض التجار يغشونهم ويبيعون «المهجن» على أنه عربي، و«الإيراني» على أنه «محلي» وهذا الأمر منتشر بشكل كبير يصل إلى 90% من تجار الغنم، مرجعا سبب ذلك إلى انعدام الرقابة من الهيئة العامة للزراعة والبلدية ووزارة التجارة، وقال: «المفترض أن تكون هناك سلطة رقابية على سوق الغنم للحد من هذا الغش» داعيا إلى تشديد الرقابة الكفيلة بالحد من ارتفاع الأسعار والغش، وحماية المستهلك من هؤلاء الغشاشين. وينفي أبو صالح أن يكون المتهم بارتفاع الاسعار هم البنغاليون فقط، بل إن الجميع في السوق له دور في التحكم بالأسعار، كما يشير إلى أن اسعار الخرفان مرتفعة أصلا في بلدانها، ثم إن هؤلاء البنغاليين لهم زبائنهم، وما نلاحظه هو أن «ربعنا الكويتيين» يفضلون الشراء من البنغاليين على الشراء من البائع الكويتي ولا يثقون به، ولكني لا أدري ما السبب، رغم أن البنغاليين يتسمون بالكذب والتلاعب والحلف بغير حق ومنهم غير مسلمين.
العميري: الحل بتحديد الأسعار
المواطن سالم العميري الذي يبحث عن الخروف العربي ويفضله على كل الأصناف، ذكر أن الأسعار غالية جدا، رغم أن الكميات وافية، متهما التجار الموردين للأغنام برفع الأسعار والذين يبيعون للبنغاليين والمصريين. ويرى العميري أن حل هذا الأمر والحد منه يكون من خلال تحديد أسعار الأغنام من قبل وزارة التجارة، مشيرا إلى أن تدافع الناس على الجمعيات الخيرية لم يكن إلا بسبب ارتفاع الأسعار في السوق المحلية، وقال: المفترض أن تكون الأسعار أرخص لكي نضحي في بلدنا، ومع ذلك يقوم الواحد منا إذا أراد التضحية بأربعة خرفان، بإرسال ثلاثة خارج الكويت عبر اللجان الخيرية، وذبح الخروف الرابع في الكويت.
لعل انتقاء أفضل ما في سوق الغنم، والسعي إلى نيل الأجر عند الله في التقرب إليه بسنة الأضحية هو الذي دفع الكثير من المواطنين إلى البحث عن «الخروف العربي» أيا كان مصدره، غير أن ارتفاع ثمنه بصورة غير عادية هو الذي عكر على بعض أهل الخير صفو هذا التسوق، وغير وجهتهم إلى الجمعيات الخيرية ليقدموا سنة الأضحية إلى بلاد إسلامية فقيرة غير الكويت، وبذلك يكونون قد ضربوا عصفورين بحجر واحد، الأول هو الحصول على أقل الأثمان، والثاني الاطمئنان لوصول الأضحية إلى محتاجيها. «الأنباء» قامت بجولة في سوق الغنم، واستطلعت آراء زبائنه من المواطنين، كما كانت لها وقفة مع تجار الأغنام من «البنغاليين»، فكانت الشكوى من ارتفاع الأسعار يئن منها الفريقان معا، غير أن المستهلك في النهاية هو الذي سيدفع ثمن خروف العيد، وسيتكبد لهيب الأسعار.. والتزامه باتباع السنة المطهرة هو الذي أجبره على ذلك، وهو الذي أسال لعاب البعض للجشع والاحتكار والغش والتلاعب في بيع الأصناف بين العربي والمهجن والأسترالي خلال هذه الأيام المباركة، حسب رأي الزبائن، والذين دعوا وزارة التجارة والهيئة العامة للزراعة والبلدية إلى اتخاذ إجراءات حازمة تحول دون حدوث هذه التلاعبات المشينة، فإلى تفاصيل هذا التحقيق: