- العلاقات الاقتصادية والتجارية لا ترقى لمستوى الطموح مقارنة بالإمكانات الهائلة المتوافرة في البلدين
- نسعى لدعم التبادل الثقافي والذي يوفر أرضية مشتركة ومساحة كبيرة من التفاهم بين الشعبين الصديقين
- لدينا رغبة في تجديد الاتفاقية الحكومية المشتركة مع الكويت وعرضنا الموضوع على الجانب الكويتي
أسامة دياب
أكد وزير الدولة في وزارة الخارجية والتجارة والمسؤول عن التعاون الثقافي والعلمي والسياحةالهنغاري إشتيفان إيارتو على قوة ومتانة العلاقات الهنغارية - الكويتية والتي وصفها بالتاريخية والمتطورة، كاشفا عن دعم بلاده ومساندتها لجهود الوساطة الكويتية، وتقديرها عاليا للمساعي المحمودة لصاحب السمو الأمير لحلها منذ بداية الأزمة، مشددا على ضرورة أن يتم حل الأزمة من داخل مجلس التعاون الخليجي دون تدخلات خارجية للحفاظ على وحدة وكيان مجلس التعاون.
وأوضح إيارتو - خلال مؤتمر صحافي جمعه مع عدد من ممثلي الصحف المحلية - أن الكويت شريك تاريخي لهنغاريا، حيث كانت في طليعة الدول الخليجية التي اقامت علاقات ديبلوماسية مع هنغاريا في ستينيات القرن الماضي ومنذ ذلك الوقت استمرت العلاقات الثنائية الودية بين البلدين الصديقين، مشيرا إلى أن هنغاريا ساندت الحق الكويتي ابان فترة الغزو الغاشم على أراضيها من خلال مشاركتها في قوات التحالف الدولية لتحرير الكويت.
وأشار إيارتو إلى أن العلاقات السياسية بين البلدين ممتازة، واصفا العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما بالجيدة ولكنها مازالت لا ترقى لمستوى الطموح بالمقارنة بالإمكانات الهائلة المتوافرة فيهما، لافتا إلى أهمية التبادل الثقافي والذي ويوفر أرضية مشتركة ومساحة كبيرة من التفاهم بين الشعبين الصديقين.
وأوضح إيارتو أن زيارته للكويت جاءت في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين وللقاء عدد من القيادات السياسية في الكويتي لتبادل الرأي والمشورة، فضلا عن استكشاف مجالات جديدة للتعاون بين البلدين، بالإضافة إلى المشاركة في مناسبتين مهمتين الأولى افتتاح معرض الكتاب الهنغاري في مكتب الكويت الوطنية والثانية الحفلة الموسيقى الكلاسيكية الهنغارية والذي يعتبر الرابع على التوالي والذي يقام في الكويت، لافتا إلى أن وزير الخارجية الهنغاري قد قام بزيارة رسمية مهمة إلى الكويت في إبريل من هذا العام رسم من خلالها أجندة تطوير العلاقات بين البلدين.
ولفت إلى لقاء جمعه مع نائب وزير الخارجية السفير خالد الجار الله في مقر وزارة الخارجية لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية، فضلا عن لقاء آخر مثمر مع وكيل وزارة الإعلام طارق المزرم تم خلاله تحديد عدد من مجالات التعاون الثقافي والإعلامي، مشيرا إلى التاريخ العريض لبلاده والروابط العريقة مع العالم الاسلامي وتعتبر من الوجهات السياحية المحببة في قلب أوروبا نظرا لتنوعها الثقافي والحضاري والطبيعي وتشتهر بمنتجعاتها الصحية ومراكز الاستشفاء، موضحا أن بلاده لديها رغبة في تجديد الاتفاقية الحكومية المشتركة مع الكويت وقد عرضوا بالفعل ذلك على الجانب الكويتي.
وأوضح أن بلاده توفر العديد من الفرص الاستثمارية للمستثمرين الاجانب، بالإضافة إلى فرص كبيرة لتعزيز التبادل التجاري وإنعاش حركة الصادرات في ظل جودة المشهود بها للمنتجات الهنغارية، مبينا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يقدر بما بين 35 و50 مليون يورو سنويا ويرجع عدم ثباته إلى تغيرات السوق فضلا عن عدم وجود رحلات مباشرة بين البلدين، مبينا أن فتح خط طيران مباشر شغل حيزا من مناقشاته مع الجانب الكويتي وذلك لتسهيل حركة السياحة وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، كاشفا عن زيارة وفد من غرفة الصناعة والتجارة الكويتية إلى هنغاريا في نوفمبر القادم، مشيرا إلى أن السفارة تبذل قصارى جهدها في تسهيل إجراءات منح التأشيرة إلى المواطنين الكويتيين بأسرع وقت وأطول مدة.
وأضاف إيارتو أن بلاده تقدم عدد من التسهيلات الحكومية لتشجيع الاستثمار وجذب رؤوس الأموال الأجنبية حيث تعتبر الضرائب فيها الأقل في أوروبا وتبلغ 9%، بالإضافة إلى وجود هيئة استثمار حكومية والتي تقدم حزما استثمارية واستشارات، وتوفر إعفاء ضريبيا للمستثمرين خصوصا إذا كانت لهذه الاستثمارات أولوية على أجندة الحكومة الهنغارية، مشددا على أن بلاده من أكثر البلاد الأوروبية ملاءمة للاستثمارات وخصوصا من حيث الأمن والأمان.
وردا على سؤال حول الخطوات الجادة التي قطعتها هنغاريا وخصوصا على صعيد التحول من الاقتصاد الشيوعي إلى الرأسمالي وإلى أي مدى يسهم ذلك في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، قال إيارتو ان بلاده طوت صفحة الشيوعية في التسعينيات من القرن الماضي، وهذا التحول كان بمنزلة مخاض عسير ولكنه فتح المجال لعودة الشركات العالمية للتواجد في السوق الهنغاري، موضحا أن الاجراءات الحكومية وخطتها الاستراتيجية للتركيز على قطاع الصناعة والطاقة كانت لها آثار إيجابية.
وتابع: هناك فرص مميزة للتعاون بين البلدين في إطار خطة الكويت التنموية ورؤيتها الطموحة 2035 في ظل الامكانات الهائلة التي يمتلكها البلدين.
وعن فرص الشركات الهنغارية في المساهمة في الخطط التنموية الطموحة التي تتبناها عدد من دول الخليج ومنها المملكة العربية السعودية والكويت، أوضح إيارتو أننا نعيش في عالم متغير ويجب أن تكون قراراتنا مواكبة للسرعة والتطور الهائل والتحولات الاقتصادية الكبيرة من حولنا، موضحا أن الكويت على سبيل المثال تعاني من عدم ثبات أسعار النفط والتي تؤثر على الخطط التنموية، موضحا أن بلاده لا تمتلك الموارد الطبيعية إلا أنها تمتلك العقول المدربة وخصوصا في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات وقطاع الطاقة الذي يحظى بأهمية كبيرة في ظل الطلب المتنامي على الطاقة النظيفة.
وردا على سؤال بخصوص رفض هنغاريا لاستقبال اللاجئين السوريين، قال ان بلاده تعي جيدا الفرق بين اللاجئ والمهاجر، حيث تقدم التسهيلات الملائمة للاجئين وتقدر الظرف الانساني الذين يمرون به، اما فيما يتعلق بالمهاجرين غير الشرعيين والذين يحاولون دخول البلاد من غير المنافذ الشرعية فمن حق الدولة أن تحمي حدودها وأمنها الاستراتيجي، مشيرا إلى أنه لا يوجد قانون في العالم يقر ذلك.