دارين العلي
بهدف إيجاد حلول متكاملة لتزويد أبراج الاتصالات بحاجتها من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة كطاقة الرياح وبتكاليف مادية منافسة لتلك المستخدمة من المصادر التقليدية، وقع معهد الكويت للأبحاث العلمية مذكرة تعاون بينه وبين شركة حياة للاتصالات لتنفيذ مشروع «التقييم المعياري لأداء محطة تجريبية لتوليد الطاقة بالرياح مرتبطة بالشبكة الكهربائية في الكويت»، وقد حضر مراسم التوقيع من معهد الكويت للأبحاث العلمية د. محمد السلمان نائب المدير العام للأبحاث، نائب المدير العام للمعلومات د.نادر العوضي، نائب المدير العام للإدارة والمالية ساهرة الدوسري، ومدير المشروع د. سالم الحجرف، ومجموعة من مديري الإدارات والدوائر والمختصين ووقع المذكرة عن المعهد مديره العام د.ناجي المطيري، وعن شركة حياة للاتصالات مديرها التنفيذي م.علي الأستاذ.
وحول الهدف من هذه المذكرة قال المطيري إنه سيتم في ضوء مذكرة التعاون مع شركة حياة للاتصالات تطوير دراسة بحثية يقوم بها المعهد حاليا تختص بـ «تقييم أداء محطة تجريبية لتوليد الطاقة بالرياح» بحيث تعمل هذه الدراسة على إيجاد حلول متكاملة لتزويد أبراج الاتصالات بحاجتها من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة كطاقة الرياح وبتكاليف مادية منافسة لتلك المستخدمة من المصادر التقليدية، وأوضح أن تشغيل أبراج الاتصالات في الوقت الحالي يتم من خلال مولدات كهرباء تعمل بالديزل تقوم بإمداد هذه المحطات بحاجتها من الطاقة. وأضاف أيضا أن هذه الدراسة تهدف إلى التوصل لنتائج تتيح توفير نسبة كبيرة من حاجة هذه المحطات من مصادر متجددة، وأن تتم تغطية الفترات التي لا تتوافر فيها المصادر المتجددة من المولدات التقليدية خصوصا تلك التي تقع في المناطق الصحراوية النائية، وقال أيضا ان ذلك سيساهم في تحقيق عوائد اقتصادية من خلال الوفر الذي يحققه الاستغناء عن الطاقة التقليدية، كما أن له عوائد بيئية نتيجة الحد من مصادر انبعاثات الغازات الدفيئة المساهمة في التغير المناخي.
وحول خطوات العمل في هذه الدراسة أشار د.ناجي المطيري مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية إلى أن المعهد بدأ في عملية تقييم لأداء محركات الهواء في ثلاث مناطق متفرقة بهدف التعرف على المعوقات الفنية والتشغيلية والعمل على معالجتها، كما أنه بصدد إقامة أول محطة تجريبية لطاقة الرياح في الكويت، وتتكون المحطة من ثلاثة محركات بسعة كيلووات يتم ربطها بغرف تحكم رئيسية، بهدف تحويل التيار الكهربائي الناتج من المحركات إلى تيار يتناسب مع تردد التيار الكهربائي في المباني التي ترتبط مباشرة بغرف التحكم.
وأضاف د.المطيري أن المختصين من المعهد سيقومون بتحليل أداء المحطة لفترة إثني عشر شهرا يتم خلالها تسجيل البيانات والقراءات الخاصة بإنتاج المحطة من الكهرباء ومقارنتها بالاستهلاك الإجمالي للمبنى، وسيتزامن ذلك مع تسجيل للبيانات المناخية في الموقع، كما أنه ستتم دراسة الجدوى الاقتصادية للمحطة التجريبية، وفرص التوسع في تطبيقات إنتاج الطاقة من الرياح في الكويت. وعن خطط المستقبل في هذا المجال قال د.ناجي المطيري إن أبحاث الطاقة البديلة من الأنشطة البحثية التي تحظى باهتمام المعهد في الخطة الخمسية القادمة (2010-2015) والتي سوف يتم الإعلان عنها في وقت قريب. وفي ختام تصريحه عبر د.المطيري عن اهتمام المعهد بتوسيع دائرة العمل والتعاون مع القطاع الخاص، موضحا أن هذا التعاون يخلق فرصا واعدة لربط مخرجات البحث العلمي بالمجتمع وبالسوق المحلي. من جانبه عبر المدير التنفيذي لشركة حياة للاتصالات م.علي الاستاذ عن اعتزازه بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية وثقة شركته في نتائج أعمال المعهد وفي الخبرات التي يضمها، موضحا أن شركة حياة للاتصالات، وفي ضوء مذكرة التعاون الموقعة اليوم، ستقوم بتقديم توربينات هوائية إضافية للمشروع البحثي الذي يقوم به المعهد، وأن الشركة مهتمة بتطبيق النتائج التي ستتوصل إليها الدراسة البحثية لتسجل بذلك مبادرة مهمة لتطبيقات تقنيات الطاقة المتجددة في الكويت.
أما مدير المشروع د.سالم الحجرف فقد أشار إلى أن طاقة الرياح تعد من أهم مصادر الطاقة المتجددة، وأن معهد الأبحاث قام بإجراء دراسة لتحليل الطاقة الكامنة في الرياح الموسمية في الكويت، وذلك في مواقع مختلفة لمدة خمسة أعوام متتالية، وبناء على نتائج هذه الدراسة تم تصنيف المواقع التي أخضعت للدراسة.