- أمي تلقّت رعاية صحية في الكويت «من الطراز العالمي» ووصفتها بأنها أفضل مما في الولايات المتحدة وهو ما ساعدها على الشفاء السريع
- الكويتيون محظوظون لكونهم يعيشون في مجتمع تقليدي يحافظ على علاقات القرابة والصبغة الاجتماعية الأساسية
بمناسبة عيد تقديم الشكر في الولايات المتحدة، تلقت «الأنباء» كلمة من السفيرة الأميركية ديبورا جونز قالت فيها:
كثيرون في أنحاء العالم ينظرون إلى عيد تقديم الشكر في الولايات المتحدة الأميركية على انه أكثر المناسبات تمثيلا لما هو أميركي بين جميع الأعياد الأميركية، سواء في الولايات المتحدة أو في الخارج، يجتمع الأميركيون معا مع عائلاتهم وأصدقائهم في رابع يوم خميس من شهر نوفمبر في كل عام، ليس فقط لأكل وجبة الديك الرومي وفطيرة اليقطين ولمشاهدة كرة القدم الأميركية، ولكن أيضا لسبب أهم وهو أن نقف لحظة تأمل وامتنان للعديد من النعم التي نتمتع بها والتي يجب أن نكون من الشاكرين لها. تقديم الشكر لدينا هو تقليد يعود إلى مطلع خريف عام 1621، عندما احتفل 53 من المستوطنين البريطانيين ـ فيما يعرف الآن بالمنطقة الشمالية الشرقية من ولاية ماساتشوستس الأميركية ـ بموسم حصاد ناجح، كما كانت تجري العادة الانجليزية.
في تلك المناسبة انضم إلى المستوطنين الجدد ما يزيد على 90 أميركيا من الأميركيين الأصليين من قبيلة massasoit ـ من الذين ساعدوا المستوطنين بكرمهم ومعرفتهم بطبيعة الأرض على اجتياز فصل الشتاء القاسي من ذلك العام ـ وشاركوهم وليمة شملت مساهمة الأميركيين الأصليين في أطباق طعام من الحيوانات البرية وغيرها من الأطباق الأميركية الأصلية.
على الرغم من أن الأحداث التاريخية التي تلت بين مجتمعات الأميركيين الأصليين والأوروبيين المستوطنين الجدد لم تتسم بنفس الدرجة من السعادة والإيجابية، إلا أننا في يوم عيد تقديم الشكر علينا أن نتذكر ذلك اليوم من عام 1621 عندما اجتمعت الطائفتان معا للاحتفال بموسم حصاد ناجح وبالشراكة والصداقة والدعم المشترك الذي جعل موسم الحصاد في ذلك العام ممكنا. في ذلك اليوم أحضرت كل مجموعة إلى مأدبة الطعام أطباقا مختلفة عكست تقاليدها الخاصة وهذا ما جعل الوجبة غنية للجميع.
في يوم عيد تقديم الشكر هذا العام أريد أن أعرب عن امتناني لروح التعاون والشراكة التي نتمتع بها نحن الأميركيين مع الكويت حكومة وشعبا. علاقاتنا الثنائية يعود تاريخها إلى عام 1914، عندما أنشأت البعثات الأميركية أول مستشفى في الكويت (المستشفى الأميركاني التاريخي) «amercani». العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والكويت نمت من خلال الالتزام المشترك حتى في الشدائد التي أذكر منها: عملية تغيير العلم على ناقلة النفط في عام 1987 خلال الحرب العراقية الإيرانية، وتحرير الكويت في عام 1991 وعملية تحرير العراق في عام 2003.
اليوم دولة الكويت هي حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأميركية، فضلا عن كونها منتجا رئيسيا للنفط، ومستثمرا فعالا في الأسواق الدولية بالإضافة إلى مساعداتها السخية لبرامج الدعم الخارجية والتي شكلت 2% في المتوسط من الناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات الـ 20 الماضية. على مر السنين اتسعت العلاقة الإستراتيجية بين البلدين لتشمل علاقات اقتصادية وتجارية متينة. العمل على تعزيز علاقاتنا الاقتصادية والثقافية بحيث تضيف التوازن المناسب لشراكتنا الأمنية هو أحد أهدافي كسفير لبلدي لدى دولة الكويت.
في يوم عيد تقديم الشكر هذا لدي شيء آخر يجب أن أكون شاكرة له على مستوى شخصي جدا. أثناء زيارتها لي هنا في الكويت في الآونة الأخيرة، كانت أمي بحاجة إلى عناية صحية احتاجت خلالها لقضاء مدة أسبوع تقريبا في المستشفى. نوعية الرعاية الطبية التي تلقتها ـ فيما يتعلق بالخبرة الطبية والعلاج الطبي، ومعدات التشخيص، والمساعدة على مدار الساعة من فريق يقظ جدا من الأطباء والممرضات وجميع العاملين على رعاية المرضى ـ كان من الطراز العالمي.
في الواقع لقد وصفت والدتي الرعاية الصحية التي حصلت عليها بأنها أفضل من التي كان من الممكن أن تحصل عليها في الولايات المتحدة الأميركية. يضاف إلى ذلك ـ وهو ما كان له الأثر الأكبر في شفائها العاجل ـ حسن الضيافة والرعاية من الأصدقاء الكويتيين الكثر الذين قاموا بإرسال الزهور الجميلة والتعبير عن مواساتهم لها والزيارات التي تلقتها حتى من أفراد عائلاتهم. في الواقع، أود أن أعبر عن شكري الخاص لصديق عزيز قام ـ بالرغم من انشغاله بجدول أعمال مهني يتطلب الكثير من العمل ـ بالاتصال بالمستشفى لتحضير كل الترتيبات اللازمة لأمي، من دون أن أطلب أنا ذلك.
في الواقع الكويتيون محظوظون لكونهم يعيشون في مجتمع تقليدي يحافظ على علاقات القرابة والعلاقات الاجتماعية الأساسية التي توفر الراحة في مثل هذه الأوقات من الحاجة، وبنفس الوقت لديه من الوفرة ما يكفي لتحمل تكاليف الحصول على الأفضل في الرعاية الطبية. هذه التجربة التي مررت بها أتاحت لي فرصة للتعرف على كادر من الأطباء والممرضات الكويتيين الموهوبين جعلتني أدرك ضرورة الاستثمار في مجتمعاتنا، ليس فقط في التمتع بثمار الحصاد الحالي أو إهدار ما لدينا من وفرة على سلع الإشباع الآني، ولكن يجب علينا أن نزرع البذور التي من شأنها ضمان الرخاء والرفاه للأجيال القادمة، تماما كما تعلم المستوطنون الجدد في وقت مبكر من المواطنين الأميركيين الأصليين زراعة الذرة. حتى في هذا العيد الأميركي البحت، أجد نفسي أقف للتفكير في العلاقات الثنائية القوية التي تجمع بين بلدينا الولايات المتحدة الأميركية والكويت، والفرص المتاحة لدينا لمزيد من البناء لتعزيز قصص النجاح التي تجمع بيننا. بعد ما يقرب من 400 سنة بعد العيد الأول على بلايموث روك، لدينا الكثير الذي يجب أن نكون له من الشاكرين، ومن هذا المنطلق من الامتنان والتعاون أتمنى لكم ـ أصدقاءنا الكويتيين وشركاءنا ـ عيد شكر سعيدا وعيد أضحى مباركا.