عرفة ـ ضاري المطيري
حث الداعية حمد الأمير الحجاج إلى جعل الحج حدا فاصلا بين زمن الآثام والتفريط وزمن التوبة والإنابة إلى الله، داعيا الحجاج إلى اغتنام فرصة أيام الخير والفضل في مناسك الحج التي تتنزل فيها الرحمات والبركات، كان ذلك ضمن خطبة يوم عرفة التي ألقاها فضيلته على جمع من الحجاج الكويتيين في صعيد عرفة، حيث غمر الحجيج السكينة والخشوع لهذه الموعظة.
وأوضح الأمير اشتياق النفوس لمثل هذا اليوم، وهو يوم عرفة، يوم الحج الأكبر، حيث يجتمع جميع الحجاج الذي جاءوا من كل فج عميق من أطراف الدنيا، فيجتمع العرب والعجم، الأبيض والأسود، والأحمر والأسمر، بلغات مختلفة وبلدان متباعدة، لكن قلوبهم واحدة يقصدون طاعة ربهم واتباع نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أن في هذا اليوم ينزل الرب العظيم الجليل الوهاب إلى السماء الدنيا، ويباهي بحجاج بيته الحرام الملائكة الكرام، ويقول «هؤلاء عبادي أتوني شعثا غبرا اشهدوا بأني قد غفرت لهم»، فتشهد ملائكته العظام بهذه المنحة العظيمة، حيث يغفر للمذنبين والعاصين إكراما لهم لأنهم وفد الله، وفي الحديث «الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم».
وتابع الأمير قوله ان الله هو الغفور الرحيم الذي يفرح بتوبة عبده إذا تاب، كما قال تعالى (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم)، مشيرا إلى أن هذه بشرى لكل عبد أسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي، وفي الحديث «والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
وأضاف ان الله هو الذي أنزل في عقابه أرجى آية خاطب فيها ليس العاصين فقط، بل من أسرف بذنوبه ومعاصيه، فقال سبحانه (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)، داعيا إلى أن يجعل المسلم عمله لله سبحانه خالصا متبعا للرسول صلى الله عليه وسلم السيد المصطفى، ومحافظا على هذه النعمة، نعمة المغفرة.