تجمع أكثر من مليونين ونصف المليون حاج لأداء الركن الأعظم من الحج أمس في صعيد عرفات حيث دعاهم مفتي المملكة السعودية في خطبته إلى محاربة «بلاء» الإرهاب.
وفور غروب الشمس بدأ الحجاج النزول في وقت واحد من جبل عرفات إلى مشعر مزدلفة قبل العودة مجددا إلى منى لرجم الجمرة الكبرى (العقبة) والاحتفال بعيد الأضحى المبارك اليوم ثم رجم الجمرات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى للمتعجل على مدى يومي السبت والأحد ولغير المتعجل على مدى أيام التشريق الثلاثة حتى الاثنين المقبل.
وكانت الأجواء إيمانية قد سادت أمس أهم مناسك الحج، إذ وقف الحجاج الذين بلغ عددهم أكثر من مليونين ونصف المليون من داخل المملكة وخارجها وقد رفعوا أيديهم إلى السماء وألسنتهم تلهج بالتسابيح والدعاء والتلبية في مشهد عظيم.
وفي خطبة وقفة عرفات حث الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية المسلمين على «محاربة العمليات الانتحارية»، مشيرا الى ان الفتنة وتسييس الحج والإرهاب من التحديات التي تواجه المسلمين.
وقال آل الشيخ في مسجد نمرة ان «واجب المسلمين محاربة هذا البلاء (الارهاب)، العالم يشكو من هذا البلاء والعمليات الانتحارية التي جلبت على العالم الإسلامي البلاء.. دمرت البنية التحتية والمنشآت وشلت السواعد وفرقت المجتمع».
وبالرغم من دعوة السلطات السعودية إلى عدم تسييس الحج، تجمع آلاف الإيرانيين داخل مخيمهم في عرفات ورددوا هتافات أعلنوا خلالها مجددا «البراءة من المشركين»، دون حوادث.
وبدأت هذه التظاهرة وهي تقليد سنوي بالدعاء الذي قدمه الشيخ محمد ريشهري أمير بعثة الحج الإيرانية وممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.
وردد الحجاج الإيرانيون هتافات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل ومنها «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل». وانتهى التجمع دون ان يسجل خروج أي حاج إيراني خارج الخيام ومن دون أن ترفع أي لافتات.
وطوال ساعات الليلة قبل الماضية ووسط زحام غير عادي لم تتوقف آلاف الحافلات عن نقل الحجاج إلى عرفات مباشرة بعد أن اضطر الكثير منهم لعدم المبيت في منى بسبب سوء الأحوال الجوية وتجمع مياه الأمطار في الطرقات لساعات عدة قبل ان تسيطر آليات الدفاع المدني على الموقف.
ويتولى اكثر من 100 ألف عنصر امن سعودي توفير الأمن والسلامة للحجاج في كل المناسك.