- المضحون اشتكوا من عدم الاهتمام بالنظافة وزيادة رسوم الذبح وسوء التنظيم وانعدام الرقابة من بعض الجهات المختصة
محمد راتب
أضاحي العيد.. هي بطل المشهد بلا منازع في أول أيام عيد الأضحى المبارك، فبعد ان أدى المواطنون صلاة العيد، وتحت أمطار الشتاء، توافدوا إلى المسالخ المنتشرة في أرجاء الكويت لذبح أضاحيهم، ورغم أن صالات هذه المسالخ شهدت اختناقا بهؤلاء منذ الصباح الباكر، إلا أن حجم هذا الزحام كان أقل مما عرفته في السنة الماضية.
«الأنباء» عايشت صباح أمس بداية ذبح الأضاحي، وجالت على مسالخ الكويت، واستشفت آراء «المضحين» وتقصت آراءهم وملاحظاتهم وشكاواهم من عدم الاهتمام بالنظافة ورفع القصابين لأسعار الذبح، وسوء التنظيم وانعدام الرقابة من بعض الجهات المختصة، كما قامت بالتحقق من هذه الشكاوى من خلال إدارة بعض المسالخ.. فإلى تفاصيل هذا التحقيق:
منذ الصباح الباكر، حرصت على التواجد في مسلخ العاصمة بمنطقة الشويخ، وفوجئت بجموع غفيرة من المضحين يتوافدون على باب المسلخ، و«كباشهم» محملة في سياراتهم تنتظر سكين القصاب لذبحها تقربا لله من قبل أصحابها. وعندما اكتظت صالة «الأهالي» في المسلخ بأصحاب الأضاحي، أغلق الباب دون الباقين، ليبدأ التدافع والتزاحم وترتسم صورة من الفوضى داخل الصالة، مما أعاق القصابين عن أداد مهمتهم. متعهدو المسلخ من القصابين والأطباء البيطريين وبعض موظفي البلدية لم يستطيعوا السيطرة على الأمر، مما حدا بالطبيب البيطري منصور القطان لرش الماء على جمهور المتواجدين داخل الصالة ليفرق هذا الزحام الخانق من الناس.
سألته عن سبب هذا الزحام منذ الصباح الباكر، فأجابني بأن المضحين لم يراعوا النظام وتعليمات الإدارة، وتسلسل الذبح، حيث إن المفترض من صاحب الأضحية بعد أن يدخلها إلى الصالة أن ينتظر لحين تقطيعها، إلا أنه يزاحم القصابين داخل الصالة خوفا على ذبيحته من الضياع، وهو الأمر المستبعد تماما، وقال القطان: «لا يضيع لدينا شيء، والذبيحة التي لا يشهد صاحبها تقطيعها، نحتفظ له بها في الثلاجات المخصصة، فإن لم يأت خلال يومين نقوم بتحويلها إلى لجنة مختصة».
بعض المواطنين ذكروا أن زحام هذه السنة أقل مقارنة بالسنة الماضية، وأرجعوا ذلك إلى هروب الكثيرين من الارتفاع الفاحش في أسعار الغنم ولجوئهم إلى اللجان الخيرية، مما خفف الضغط إلى حد ما على المسالخ. أما خالد السميط، وهو مواطن جاء بأضحيتين إلى المسلخ، فقد طالب باستحداث صالات جديدة للذبح في المسالخ تخفيفا للزحام، أو بإعادة تخصيص مراكز دائمة للذبح في جميع المناطق من قبل البلدية، بشرط ألا تكون مؤقتة لكي يتم السيطرة عليها وتفادي الأخطاء.
ثم انتظرت حتى خف الزحام قليلا، لأسأل بعض المواطنين المضحين عن ملاحظاتهم على المسلخ، فإذا بهم يشتكون من قلة النظافة في الصالة وعموم الفوضى وعدم التنظيم، حيث بين لي «أبو عبدالله»، أن النظافة شبه منعدمة في المسلخ، مطالبا بزيادة عمال التنظيف فيه. وهذا ما دفعني للذهاب إلى مسؤول شركة «الجوهرة للتنظيف» والتي تعهدت بنظافة الصالة، لكي يفند لنا هذه الشكاوى، فذكر لي أن العمال يقومون بالتنظيف والتعقيم أولا بأول، وذلك لتجهيز الصالة من جديد، وأضاف أن هذا المسلخ هو مكان ذبح، ومن الطبيعي أن يرى الناس هذه الدماء تراق على أرضية الصالة، وهذه ناحية شرعية يجب مراعاتها في الأضحية أيضا وهي أن ينزف الخروف دما. مشيرا إلى أن الضغط في هذا اليوم على الصالة من قبل الناس يعتبر سببا أساسيا في عدم تمكن عمال التنظيف من أداء مهمتهم بصورة مكتملة.
بعض المواطنين الآخرين، اشتكوا من ارتفاع أسعار الذبح، حيث ذكروا لنا أن السعر ارتفع من دينار ونصف الدينار في السنة الماضية إلى 3 دنانير، كما أن بعضهم اشتكى لي ولإدارة السوق من بعض العمال الآسيويين الذين أخذوا منه 5 دنانير مقابل ذبح أضحيته، مطالبا بوجود رقابة على هؤلاء العمال. لكن متعهد الصالة أوضح لنا أن البلدية عممت سعر «دينار واحد» لذبح الأضحية، وما زاد على ذلك يكون بالتراضي بين القصاب وصاحب الأضحية، مضيفا أن المواطن لن يواجه أي مشاكل في ذبح أضحيته إذا ما أصر على دفع الدينار.
ومن جانب آخر، اشتكى بعض المضحين من تدافع بعض العمال على سياراتهم لكي ينزلوا الأضحية مقابل أجرة يحددونها لهم وهي دينار فما فوق، إلا أني التقيت ببعض هؤلاء العمال الذين برروا لي ما يفعلونه بأن هذا موسم خير، وعلى المضحي أن يبذل الخير ولا يبخل بدينار يدفعه مقابل أن نوصل له خروفه إلى المسلخ ولا يوسخ ثيابه أو يتضرر. وهذا ما أشاد به بعض المواطنين أيضا، حيث قالوا: «لولا هؤلاء العمالة لما استطعنا أن ننزل الخواريف من سياراتنا».
4000 رأس في أول أيام العيد
أفاد الطبيب البيطري منصور القطان بأن عدد الذبائح في أول أيام عيد الأضحى المبارك سيغلق على 4000 رأس في جميع المسالخ، أما في اليوم الثاني، فسيشهد إقبالا من قبل اللجان الخيرية والتي ستأتي بما يتراوح بين 4 و7 آلاف رأس من الغنم.