- الكويت هي الدولة العربية الوحيدة التي أوفت بالتزاماتها تجاه القضية الفلسطينية وإعادة إعمار غزة
أسامة دياب
أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ان الكويت هي الدولة العربية الوحيدة التي اوفت بالتزاماتها تجاه القضية الفلسطينية وإعادة إعمار غزة، مضيفا ان الكويت باشرت منذ البداية دفع مستحقاتها المتعلقة بهذا الالتزام، كما ان الصندوق الكويتي للتنمية لايزال يقوم بدوره في اعادة اعمار غزة، متمنيا لهذه المدينة الجريحة بان تعود كما كانت.
وردا على سؤال حول قرار الكونغرس المتعلق بإغلاق مكتب السلطة الفلسطينية في واشنطن بسبب عدم جدية المفاوضات، أوضح الجار الله - في تصريحات للصحافيين على هامش مشاركته في الحفل الذي أقامته السفارة الفلسطينية بمناسبة إعلان الاستقلال الفلسطيني الـ 29 مساء أمس الأول ـ ان هذا تطور سلبي جدا على صعيد القضية الفلسطينية ومسيرة السلام، مضيفا ان المجلس الوزاري العربي الذي اجتمع بالأمس اتخذ قرارا اكد فيه التزام الدول العربية بعملية السلام وحرصها عليها، وطالب الولايات المتحدة بإعادة النظر في إغلاق هذا المكتب الذي يعتبر قرارا سلبيا جدا على عملية السلام، حيث سنفقد اداة مهمة في التواصل مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بأي أطروحات مستقبلية تتعلق بعملية السلام.
وعن زيارة الرئيس العراقي الى البلاد، وصف الجار الله الزيارة بالمهمة والتي تأتي في اطار التشاور والتنسيق بين البلدين وفي اطار العلاقات المتميزة بين الكويت والعراق، مضيفا: لاشك هناك ملفات كثيرة في اطار العلاقات الثنائية تم بحثها امس الاول، وهناك توافق مشترك بين الجانبين بشأن هذه الملفات، مشيرا الى تحقيق انجازات كثيرة على صعيد ملفات عديدة في اطار هذه العلاقات، ولم يتبق الا القليل ولن يكون انجازها صعبا اطلاقا على البلدين لأغلاقها بصورة كاملة.
وفيما يتعلق باجتماع وزيري داخلية الكويت والعراق، أوضح ان الاجتماعات على المستوى الامني بين وزراتي الداخلية في الكويت والعراق مهمة جدا، والتحديات الامنية ماثلة امام الجميع، واعتقد ان وزيري الداخلية في البلدين لديهما اجندة كبيرة لبحثها ومناقشتها.
وعن المناسبة، قال الجارالله ان اليوم الوطني الفلسطيني يعتبر مناسبة وطنية للكويت أيضا ونعتز بها، معربا عن حرص الكويت على علاقاتها المتميزة مع فلسطينوأضاف ان الكويت استقبلت الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أيام حيث كانت زيارة ممتازة شملت اجتماعات مثمرة وبناءة مع القيادة الكويتية بما يعود بالمنفعة على شعبي البلدين الشقيقين، حيث حضر الرئيس الفلسطيني للمشاركة في مؤتمر الطفل الفلسطيني الذي نظمته الكويت وكان تحت الرعاية السامية لسمو الأمير.
وذكر ان تاريخ العلاقات الفلسطينية ـ الكويتية حافل ومميز، ولقد وقفت الكويت بجانب أشقائها الفلسطينيين منذ البداية، لافتا إلى ان دعم الكويت لفلسطين مستمر وسيستمر ان شاء الله، فنحن حريصون على التنسيق معهم ومع حلفائنا فيما يتعلق بمسيرة السلام ونتأمل الوصول لحل دائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وتابع اننا ننظر بتفاؤل إلى علاقاتنا مع أشقائنا الفلسطينيين وأعتقد انه من الواجب على المجتمع الدولي العمل على تحريك عملية السلام في المنطقة حيث ان هذا الجمود لن يعود على فلسطين أو الكويت أو المنطقة بأي مردود ايجابي بل على العكس هذا الجمود سيسهم في مزيد من التوتر في منطقة الشرق الأوسط.
بدوره، أكد السفير الفلسطيني لدى البلاد رامي طهبوب على عمق ورسوخ العلاقات الفلسطينية ـ الكويتية والتي أضحت مثالا يحتذى بالعلاقات بين الدول والشعوب، مؤكدا على أن دولة فلسطين ستبقى داعما وسندا قويا للكويت في كل الأوقات كما ستبقى حكومتها وشعبها على الوفاء لهذا البلد الذي لم يتوان يوما في تقديم الدعم اللامحدود لها ولقضيتها على كل المستويات، وكان آخرها تسديد آخر دفعة من التزامات الكويت لإعادة إعمار قطاع غزة البالغة 200 مليون دولار، وهي الدولة الوحيدة التي أوفت بها بكامل التزامها.
وتقدم بالتهنئة للكويت لاستحقاقها وبكل جدارة المقعد غير الدائم في مجلس الامن الدولي للعامين 2018-2019، مشيرا إلى أن «هذا الاستحقاق الذي توجته الديبلوماسية الكويتية بقيادة أمير الإنسانية والديبلوماسية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد، وجهود النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد ونائبه ومساعديه وطواقم وزارة الخارجية الكويتية وفقهم الله لخدمة بلدهم وأمتهم العربية».
وتطرق طهبوب في كلمته خلال الحفل الي الأحداث المهمة التي شهدتها العلاقات بين البلدين هذا العام، قائلا: «وكان آخرها استضافة الكويت الشقيقة المؤتمر الدولي حول معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاك اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لاتفاقية الطفل الأممية، والذي توجته الرعاية السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وحضور الرئيس الفلسطيني حيث حرص صاحب السمو شخصيا على حضور الرئيس ابو مازن ليفتتحا سويا أعمال هذا المؤتمر الأول من نوعه على مستوى العالم، والذي تكلل بنجاح كبير».
وأضاف «كما شهد هذا العام الزيارة الرسمية للرئيس الفلسطيني إلى الكويت في ابريل الماضي ضمن إطار التنسيق الدائم بين الزعيمين الكبيرين»، متابعا «كذلك شهدنا عودة المعلم الفلسطيني إلى الكويت، من خلال الدفعة الأولى التي انضمت إلى كادر وزارة التربية والتعليم الكويتية وهم حاضرون بيننا الآن وأرحب بهم باسمكم جميعا متمنيا لهم كل التوفيق في مهمتهم النبيلة آملا منهم أن يكونوا على قدر الثقة التي أعطتها إليهم الكويت لإعادة مجد الرعيل الأول من معلمينا الفلسطينيين الذين ساهموا بتأسيس نظام التعليم في الكويت، والذين ما زالوا حاضرين في ذاكرة الشعب الكويتي العظيم».
الكويت ستنقل الهموم والقضايا العربية والإسلامية لمجلس الأمن
عن اولويات الكويت في مستهل عضويتها غير الدائمة في مجلس الامن، قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله إن الاولويات كثيرة، مضيفا ان الكويت عندما تتواجد في مجلس الامن لتمثل الدول العربية والاسلامية والجانب الاسيوي، ستنقل الى مجلس الامن هموم تلك الدول وسنناقش هذه الهموم والهواجس والقضايا العربية وفي مقدمتها ملف الارهاب الذي سيكون لنا دور في عرضه على مجلس الامن ومناقشته، اضافة الى طرح البعد الانساني للكويت الحريصة على حل الخلافات بالطرق السلمية، حيث سيكون للكويت دور في هذا الموضوع في مجلس الامن، ونأمل ان ننال ثقة الدول العربية وثقة من انتخب الكويت لعضوية غير دائمة في مجلس الامن، مؤكدا ان الكويت سيكون لها دور مميز في مجلس الامن كما هي العادة، وعندما تحصل دولة على ١٨٨ صوتا هذا مؤشر واضح على ان الكويت تستطيع ان تلعب دورا مميزا وان تحمل هموم الدول العربية والقضايا الدولية الملحة.
إجماع عربي على تقويض التدخلات الإيرانية في الأمن والسلم بالمنطقة
بخصوص اعتبار الاجتماع الوزاري العربي حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، قال الجارالله إن العالم العربي يعاني من مظاهر صارخة لتقويض أمنه وسلمه، لافتا إلى وجود شبه اجماع تقريبا على اعتبار حزب الله منظمة ارهابية، بالرغم من اعتراضات لبنان والعراق وتحفظهما على بعض العبارات، إلا أنه كان هناك اجماع ايضا على أن التدخلات الإيرانية في المنطقة تؤدي الى تقويض للأمن والسلم العربي، متمنيا أن تكون هناك محاولات جادة لوضع حد لهذه المظاهر السلبية.
وتابع: ان ما حدث في البحرين جزء من التدخلات الايرانية في الوطن العربي، مبينا ان النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، اشار في خطابه خلال الاجتماع ان التفجير الاخير الذي حدث في البحرين مظهر من مظاهر اضعاف الامن العربي وتدمير السلم في المنطقة.