- النحل الطنان للتلقيح الآمن لزهور النباتات المحمية
- مطلوب إعفاء المعدات الزراعية الحديثة من الجمارك
- مشروع المزارع المتكاملةفي الوفرة.. ينقصه الكثير من الخدمات
في مزرعة الوقيان وسط منطقة الوفرة الزراعية بأقصى جنوب الكويت، يوجد اكبر مشروع لإنتاج الثمريات وفق نظام الزراعة المائية (الهيدروبنك) او بدون تربة.
المشروع هو الأكبر من نوعه في الكويت، اذ تبلغ مساحته 10 آلاف متر مربع، مكيف بالكامل، كان وقت زيارتنا له لا يزال يجود بأنواع عديدة من الثمار: الخيار والطماطم بنوعيهما التقليدي والشيري (الصغيرة) والفلفل بألوان ثلاثة (أصفر وأخضر وأحمر).
وحول هذا المشروع الرائد يحدثنا صاحبه المزارع الشاب عبدالرحمن فارس الوقيان، فيقول: نحاول من خلال هذا المشروع ان ننشر ثقافة الزراعة المائية في الكويت، اقتناعا منا بأنها الأفضل من الزراعة التقليدية في تحقيق حلمنا وحلم كل كويتي بتحقيق جزء من الأمن الغذائي، والزراعة المائية أفضل لأنها الأقدر على تجاوز قسوة الجو في بلادنا صيفا وقلة المياه العذبة وقلة العمالة الزراعية ايضا وأفضل كذلك من حيث نوعية الثمار وكمياتها، فنحن نزرع في تربة اصطناعية ونروي بالماء العذب المذاب فيه السماد.. ريا تنقيطيا محكما بأجهزة تقنية حديثة.
واعتبر محدثنا «ابوفارس» ان الزراعة النموذجية الناجحة والمربحة في العالم المتقدم، صناعة، فما بالك في دولة كالكويت ليس فيها من عناصر نجاح الزراعة التقليدية (في الحقول) الكثير؟!حتى التبريد المعتمد لدينا من أحدث نظم تبريد البيوت الزراعية (الضبابي) الهادف للتقليل من استهلاك الماء العذب..!وللعلم، فقد تغلبنا على الجو الحار طوال أشهر الصيف الفائت بفضل نظام التبريد المحكم وبفضل التظليل الخارجي والداخلي للبيت الزراعي، فنجحنا في إنتاج الطماطم دونما انقطاع طيلة أشهر الصيف القائظ، ناهيك عن الخيار والفلفل بأنواعه وألوانه!التلقيح بالنحل الطنانوبعد اطلاعنا على أحدث سبل التكنولوجيا الزراعية المستوردة المعتمدة في مشروع «الوقيان» الفريد من نوعه في الكويت، لفت أبوفارس انتباهنا لوجود خلايا النحل الطنان بغية تلقيح أزهار النباتات المزروعة داخل المجمع الزراعي الشاسع، قائلا: استوردنا خلايا النحل الطنان عبر الطائرات لنتمكن من تلقيح أزهار النباتات التي نزرعها داخل المجمع تلقيحا طبيعيا آمنا لصحة الإنسان وبيئته، فنحن لا يهمنا ان ننتج الثمريات بكثرة فحسب ولكن بنوعية جيدة تنفع الإنسان الذي يأكلها وتغذيه فعلا.
مبينا ان تلقيح الزهرة يتم أحيانا بالهرمونات وهذا لا نريده او نبغيه في مشروعنا او بالرياح او بالنحل الطنان.. والأخير هو المعتمد لدينا توفيرا للوقت والجهد والعمالة ايضا.
تسهيلات للمنتجينونظرا لوقوع مزرعة الوقيان ضمن مشروع المزارع المتكاملة او مزارع الأمن الغذائي في الوفرة الحديثة فــإننــا ندعو الجهات المعنية بأمر الزراعة والمزارعين المنتجين في البلاد الى إيلاء هذا المشروع جل الاهتمام الحكومي كي يقدر جميع الحائزين قسائم هناك حسن استثمارها او استغلالها فيما ينفع البلاد والعباد، وذلك بإيصال الماء المعالج لمزارع المشروع وشق الطرق منه وإليه واستقرار التيار الكهربائي، وتسهيل إجراءات استيراد المعدات الزراعية والتكنولوجية الضرورية والحيــويـة للزراعة او للصنــاعـــة الزراعية الحديثة المأمولة في أقصى شمال الكويت وجنوبها..!
سعف النخيل.. غذاء للإبل والأغنام والماعز..!
الإناث أفضل من الذكور.. في عالم الحيوان!
- البرّ الفسيح.. أنسب للحيوانات من الجاخور الضَّيق!
لا تقتصر فوائد شجرة النخيل على ما تطرحه من ثمار لذيذة ومفيدة سنويا.. فالعديد من مربي الماشية يستفيدون من سعفها الأخضر والأصفر في تغزيتها بدلا مما يلزمها من علف أخضر كالجت والبلوبنك.. وفق حديث مربي الأغنام في بر الوفرة.
يقول مبارك المقذل: نأتي مع بعض العمال الى بساتين النخيل في الوفرة من وقت لآخر وبعد الاستئذان من أصحابها يقوم عمالنا بقطع عدة سعفات من كل نخلة متوسطة او كبيرة العمر.. ثم ننقلها الى حيث نربي مئات الأغنام في بر الوفرة لتأكلها وتتغذى بها بدلا من العلف الأخضر الجت «البرسيم» المكلف في زراعته أو في شرائه.
وفي هذه الحالة نحن أهل الحلال نستفيد وأهل النخيل يستفيدون فنحن المربون نضع سعف النخيل كما هو أو مفروما أمام الغنم ومع الشعير.. تعد وجبة غذائية متكاملة لها.. توفر علينا مالا كثيرا فحمولة سيارة وانيت متوسطة الحجم تكفي قطيعا من الغنم يصل لمائة رأس يكفيه اسبوعا كاملا كغذاء اخضر مالئ لمعدة الحيوان.
مبينا ان سعف النخيل «المجاني» يسد جوع الحيوان.. والحيوان اذا ظل يأكل من العلف الاخضر او الشعير والشوارد والنخالة وما اليها لا يكون مربحا للمربي غالبا.. لا بد ان يعتمد المربي على نباتات البر «المجانية» بأي وسيلة ممكنة، وهذا هو الحاسم بين المربي الذي يربح والمربي الذي لا يربح من تربية الحلال في الخليج، وبالمناسبة فانا كمرب اشكر الدولة على توفير العلف المدعوم معظم أيام السنة ولولا هذا الدعم الحكومي لما ربحنا من تربية الأغنام وربما لتركناها نهائيا، اما عن استفادة اصحاب بساتين النخيل فنحن نوفر عليهم اجور العمال الذين يقومون بتنظيف النخلة وقطع سعفها الزائد سنوياً كي تنمو وتطول وتثمر افضل.
البر أفضل للحيوانات من الجاخور
ووفق خبرة محدثنا «مبارك» التي ورثها عن ابيه في تربية الأغنام فانه يفضل تربية الحلال من أغنام وماعز وابل في البر الفسيح عن الجاخور الضيق، لذا تجده مع حلاله في البر خارج الجاخور الذي حصل عليه او منحته الدولة له في الوفرة ضمن مشروعها الكبير قبل حوالي عشرين سنة المعروف باسم مشروع الوفرة لتربية الأغنام.
ويبين أن تربية الحلال هواية وفائدة ومن الصعب ان تجد كويتيا لا يهوى تربية الحيوانات والطيور ولو على سبيل الهواية والتسلية مهما علا منصبه او مكانته الاجتماعية والاقتصادية او حتى ثرائه المالي لاننا نجد انفسنا في البر وفي الصحراء وفي تربية الحيوانات والطيور.
ويبين مبارك المقذل العازمي ايضا ان الاناث من الأغنام والماعز والابل افضل من ذكورها لان من خلال الإناث نحصل على ولادات اكثر فالاناث للتوالد والتكاثر.. اما الذكور فللذبح واللحم والاكل وفي كل خير!
الزراعيون الأوائل
فلاح سعد العتيبي.. المزرعة ثلاثية الخدمات!
يعتبر المزارع فلاح سعد العتيبي من المزارعين الأوائل الذين حازوا قسائم لزراعتها في المناطق الحدودية النائية. ومن رفاق دربه في هذا المجال الصعب والوعر أوائل الثمانينيات عبدالرحمن المجحم ومحمد ضاحي الحواس وأحمد الإبراهيم ومحمد حميان العرادة في العبدلي، أما في الوفرة التي فضلها العتيبي آنذاك على العبدلي فأصدقاؤه كثيرون أبرزهم المرحوم ناصر محمد البداح.
كان أبو سعد- ومازال- مضيافا للعديد من أصدقائه أيام نهاية الأسبوع خصوصا بعد تقاعده من عمله كمدير لإدارة التحقيقات في وزارة الداخلية لسنوات طوال، وله الفضل في حث إخوانه صاطي وسعود العبيريد على زراعة الوفرة، وقد اختير الأخير أمينا لسر الاتحاد الكويتي للمزارعين لأكثر من دورة.
يرى أبوسعد أن المزرعة النموذجية ثلاثية الخدمات، بمعنى أنها تتجاور فيها الزراعتان الحقلية والمحمية مع تربية الأغنام والإبل وتكاثر الطيور من دجاج وحمام وبط.. بلدية. ويؤمن بأن المزرعة، لاسيما في العبدلي والوفرة، هي أفضل مكان للمتقاعدين، وينصح كل كويتي يملك فائضا من المال بأن يشتري مزرعة في الوفرة..!
دعوة... للمزارعين
دعوة للمزارعين أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الكويتي للمزارعين لإعادة طرح التعديلات التي طرأت على النظام الأساسي للاتحاد الكويتي للمزارعين منذ تأسيسه عام 1974 لإقرارها أو رفضها، خصوصا في السنوات الأخيرة التي تم إقرارها من دون معرفة معظم المزارعين أوموافقتهم!
ظروف المنطقة... تستدعي اهتماماً أكبر بالأمن الغذائي
تستدعي الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة من حولنا اهتماما اكبر بالقطاع الزراعي املا في الوصول الى الأمن الغذائي المأمول وفق ما يقوله عضو مجلس ادارة جمعية العبدلي الزراعية الاسبق نواف فالح العسكر لجريدة «الأنباء» التي زارته في مزرعة «العسكر» بمنطقة العبدلي الزراعية وقال المزارع نواف العسكر ان الاحداث الجسام التي تجري في سورية تعرقل وصول العديد من المنتجات الزراعية الحيوية لسكان الكويت والطلب يتزايد على هذه المنتجات في الدول التي تنتجها كالأردن والعراق والسعودية، الأمر الذي يستدعي من الجهات المعنية بأمر الزراعة والانتاج الزراعي بمختلف قطاعاته وضع خطة يلتزم بها جميع المنتجين لزيادة الانتاج الزراعي، املا بتحقيق الأمن الغذائي المنشود عدة اشهر ان لم يكن اكثر في حالة انقطاع الواردات الزراعية لسبب بشري او حتى طبيعي.
فالمنتج المحلي او الوطني دائما هو المنقذ للناس وقت الازمات ومن الخطأ الاعتماد كليا على الواردات الزراعية الحيوية اليومية لأهل الكويت صغارا وكبارا.
وازاء ذلك دعا المزارع «العسكر» الجهات الأهلية والحكومية وأولاها الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية للنظر بجدية اكبر الى القطاع الزراعي نباتي وحيواني وداجني وسمكي، فالاوضاع السياسية جد خطيرة بل ومخيفة تستدعي منا اخذ الحيطة والعمل بنشاط اكبر لتحقيق الامن الغذائي الذي لا يقل اهمية عن اي أمن آخر في البلاد وللعباد، وقد آن الأوان للوصول الى مستويات جيدة فيما يتعلق بالاكتفاء الذاتي خصوصا بعد نجاح المزارعين الكويتيين في انتاج العديد من المحاصل شبه الاستراتيجية بشكل موسع في المناطق الزراعية مثل الشعير والبطاطا والبصل والثوم ناهيك عن الانتاج من التمور سنويا.
واشار المزارع «العسكر» الى المساحات الشاسعة المزروعة بالشعير في العبدلي وقال انه بالامكان زراعة القمح فيها ايضا على اعتباره من المقومات الرئيسية للامن الغذائي وقد خضنا تجربة رائعة في مجال انتاج القمح في الكويت ابان ادارة الشيخ ابراهيم الدعيج للشؤون الزراعية في البلاد اوائل التسعينات.
وعبر «العسكر» عن امله في أن يرى المنتجات الوطنية تملأ معظم ارفف الجمعيات التعاونية الاستهلاكية والاسواق المحلية بجودة اكبر واسعار انسب وقد حبانا الله الامكانيات الفنية والمادية والمالية التي تمكننا من تحقيق هذه الرؤية.
المهم وضع خطة علمية وعملية محكمة وتشجيع المزارعين على تنمية انتاجهم الزراعي وتطويره مع التركيز على المحاصيل شبه الاستراتيجية كالبطاطا والبصل والثوم.. بزيادة الدعم الحكومي لها وتوفير مخازن مبردة لخزنها!