- سعد: تصدير المنتج الصناعي العماني من عام 1868 حتى نهاية القرن 19 كان ضئيلاً
عبدالعزيز الفضلي
واصل المؤتمر الدولي السادس «علاقات عمان بدول المحيط الهندي والخليج» فعالياته وجلساته العلمية في مركز جابر الثقافي بمشاركة عدد من الخبراء والمفكرين على المستوى المحلي والدولي.
وقال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب - جامعة عين شمس د.محمود عبدالله سعد إن المنتج الصناعي العماني خلال من أواخر القرن الثامن عشر حتى نهاية القرن التاسع عشر كان هزيلا وبالتالي كان نصيبه من التصدير ضئيلا، مشيرا إلى أن صيد الأسماك كان نشاطا ومهما بالنسبة للعمانيين، ولذلك أصبح ميناء مسقط من أهم المراكز التجارية.
وأضاف د.عبدالله في محاضرته بعنوان: «دراسة وثائقية في ضوء الأرشيف البريطاني.. تجارة مسقط مع موانئ الهند والخليج من عام 1868 حتى نهاية القرن 19» أن التمر يعتبر محصولا رئيسيا ومن اهم المحاصيل في عمان وأنواعه الفرض والمبسلي والخلاص، مشيرا إلى من السلع التي صدرتها مسقط للهند هو اللؤلؤ والتي استوردت على جميع كمياته، بينما كانت أهم واردات مسقط الأزر وهو طعام جميع الطبقات ومازالت عمان حتى الآن تستورده.
من جهتها، أشارت د.نجية محمد سالم السيابية من جامعة السلطان قابوس في ورقة عمل حول العلاقات الاقتصادية بين عمان وبلاد فارس 1792/1856، قدمتها نيابة عنها د.بدرية محمد، أشارت إلى أن هناك جملة من العوامل أثرت في رسم العلاقات الاقتصادية بين عمان وبلاد فارس، منها عوامل طبيعية كالموقع الجغرافي وبالذات موقع الموانئ العمانية والتي جعل المدن العمانية مركزا مهما لتجارة العبور لاستيراد وتصدير السلع بين أسواق العالم، والمناخ المتنوع للبلدين، والرياح التي ساعدت على التجارة، كما أن هناك عوامل بشرية متمثلة في الإجراءات والإصلاحات التي قام بها حكام عمان وبلاد فارس من أجل تطور وازدهار التجارة بينهما، خاصة تلك المتمثلة في الضرائب وتطوير الأسطول.
وذكرت أن العلاقات الاقتصادية لعمان بلغت ذروتها في عهد أسرة البوسعيد، وعلى وجه الخصوص في عهد السيد سعيد بن سلطان، لعدة أسباب منها: قوة الأسطول العماني، ولا ننسى الطرف الآخر لإمبراطورية السيد سعيد الواصلة إلى زنجبار، فقد كان عدد السفن العمانية على ساحل زنجبار ثلاث سفن، وثلاث فرقاطات، ومائة مركب بحري، مضيفة أن هناك سببا آخر يتمثل في نظام الضرائب الذي اتسم في عهده بالمرونة، فكانت الضرائب لا تزيد على 5% على الواردات.
وقالت إذا تحدثنا عن الطرف الآخر -أي بلاد فارس- فإنه رغم وجود بعض المشاكل السياسية عند أسرة القاجار- الأسرة الحاكمة في فارس- إلا أن آغا محمد خان القاجاري أول حاكم في الأسرة القاجارية تمكن من وضع حد للسلب والنهب، كما أنه جعل الطرق أكثر أمانا، والفلاحون أقل خضوعا للنهب المستمر، والمدن أكثر منعة من الفوضى، والأنشطة الطبيعية والاقتصادية أقل خطورة، واستمر ذلك في عهد خليفته ابن أخيه، فازدهرت التجارة الخارجية بين بلاد فارس وموانئ الخليج العربي خاصة عمان، فقد كان التبادل الاقتصادي يتم بواسطة المراكب الأهلية، وبجهود التجار المحليين في بلاد فارس أو تجار من جنسيات أخرى.
وذكرت يرتبط ازدهار التبادل الاقتصادي بين دولتين ارتباطا وثيقا بنشاط الموانئ والمراكز الاقتصادية فيها، ووصول السلع من مختلف البلدان إلى هذه الموانئ والمراكز.
من جانبها، أكدت د.تشايا غوسوامي من جامعة اكستر الهندية أن ميناء مسقط نال أهمية كبيرة، وهو من الموانئ الرئيسية للخليج والهند التي كان لها أسطولها القوي في البحار كما أنها كانت تشتهر بالقهوة.