اعتبر وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني امس عودة الديبلوماسية الايطالية للتركيز على العلاقات مع دول الخليج العربي أحد محاور السياسة الخارجية الايطالية الرئيسية خلال عام 2009. وقال فراتيني، خلال مؤتمر صحافي بمقر جمعية الصحافة الأجنبية بمناسبة دخول معاهدة لشبونة الأوروبية حيز التطبيق امس، «لقد عادت ايطاليا للحضور في مجلس التعاون الخليجي بعد فترة من الغياب حيث تضاعفت الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين الجانبين». وأشار وزير الخارجية الايطالي في هذا الصدد الى لقاء رئيس الوزراء سلڤيو بيرلسكوني الأخير مع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في روما الأسبوع الماضي وزيارته المرتقبة الى الكويت والامارات في يناير المقبل بعد جولته الأخيرة الى المملكة العربية السعودية وقطر. وفي هذا السياق، اشار فراتيني الى تجاوب هذه الدول الصديقة مع مساعي التقارب الايطالية مدللا على ذلك باختيار مجلس التعاون لروما هذا العام لاقامة انشطة «الأسبوع الخليجي» في شهر أكتوبر الماضي والذي أتاح تكثيف الاتصالات مع المسؤولين والشركات الايطالية. وردا على سؤال (كونا) حول ملامح سياسة ايطاليا الخارجية تجاه دول مجلس التعاون، قال فراتيني «اننا بحثنا مع جميع بلدان المجلس مجموعة كبيرة من الملفات تتصدرها أربعة رئيسية يتعلق أولها بالعمل معا تجاه الملف الايراني الذي أكد انه يهم بشكل كبير دول المنطقة»، مشيرا في هذا الصدد الى اقتراح ايطاليا التشاور مع دول الخليج في كيفية معالجة الملف النووي الايراني. وقال الوزير الايطالي ان الموضوع الرئيسي الثاني يخص اسهام بلدان الخليج في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مشيرا في هذا الصدد الى دعوته للاسراع باختتام مفاوضات اتفاقية التبادل التجاري الحر بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون التي استمرت وقتا طويلا «ربما بسبب تقاعس أوروبي». وأوضح فراتيني أن الموضوع الرئيسي الثالث هو «كيفية العمل معا بخصوص قضايا الأمن والحوار بين الثقافات والأديان»، معربا عن تقديره الخاص لروح الانفتاح في توجيه الخطاب الديني المعتدل التي لمسها في زياراته لبلدان المنطقة باعتبارها الأسلوب الأفضل في اذكاء روح الحوار «وليس حظر بناء المآذن» الذي أقره استفتاء شعبي في سويسرا. وقال وزير الخارجية الايطالي ان «الموضوع الرئيسي الرابع يخص العلاقات الاقتصادية بين بلدان مجلس التعاون وايطاليا التي بلغت مستويات فائقة»، مشيرا الى وجود اهتمام خليجي واضح بالاستثمار في ايطاليا.