- دار سعاد الصباح تكرّم رواد الثقافة والأدب بالوطن العربي وتنظم مسابقات للشباب في مختلف العلوم
- العبدالجليل: المكتبة الوطنية تعزز قيمة الثقافة وتنشر المعرفة في المجتمع
- سعاد الصباح أثرت الساحة بعطاءاتها الثقافية ودورها الفعال على امتداد العالم العربي
لميس بلال
في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الحركة الثقافية والفكرية في الكويت، والإسهام في الحفاظ على اللغة العربية السليمة ونشرها على أوسع نطاق، نظمت دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع أول من أمس مؤتمرا صحافيا بمناسبة اطلاق مهرجان سعاد الصباح لبراعم الأدب العربي في دورته الثانية لعام 2018، والذي تحتضنه مكتبة الكويت الوطنية، حيث تسعى الدار الى رفع مستوى الذائقة الأدبية بين أبناء الكويت، والمقيمين على أرضها.
في البداية، قال المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبد الجليل إن المكتبة وأنشطتها وفعالياتها المختلفة تعزز قيمة الثقافة في هذا الوطن وتنشر المعرفة، وتثري الساحة بالأنشطة النافعة والمفيدة التي تخدم المجتمع، لافتا الى وجود رغبة مشتركة بين مكتبة الكويت الوطنية، ودار سعاد الصباح للنشر والتوزيع لتنظيم واحتضان مهرجان سعاد الصباح لبراعم الأدب العربي في دورته الثانية لعام 2018، والتي ستستمر حتى أبريل المقبل.
وأضاف العبدالجليل: لا شك ان دور مكتبة الكويت الوطنية مهم وكبير في احتضان مثل هذه المبادرات القيمة والمفيدة للمجتمع، ودور المكتبة يجب أن يتواصل مع المؤسسات، ودور النشر ذات الصلة بالثقافة، وليس للاغراض التجارية فقط بنشر الكتب وتوزيعها، وإنما إقامة أنشطة وبرامج تطوعية هادفة لدعم الثقافة في البلاد، كدار سعاد الصباح للنشر والتوزيع التي أخذت على عاتقها أكثر من كونها دار نشر وتوزيع فقط، إنما اتجهت اتجاها آخر إيجابيا بناء في عملية احتضان والمبادرة في إقامة أنشطة نافعة تخدم جميع الفئات العمرية من البراعم، والناشئة، والشباب العربي، وليس بجديد على الشيخة د.سعاد الصباح، حيث أثرت الساحة بعطاءاتها الثقافية الكبيرة، ودورها الفعال في دعم البراعم والناشئة من أجل نشر الثقافة الرزينة بين نفوسهم، والاستفادة من الأنشطة من خلال تشجيعها ودعمها السخي على امتداد العالم العربي.
واستذكر خلال كلمته المسابقات الشعرية التي كانت ترعاها د.سعاد الصباح في مصر، لافتا الى وجود اتجاه جميل وراق في الكويت الآن يتمثل في الاهتمام بالشباب في سن مبكرة من خلال حفظ وإلقاء الشعر العربي، مشيرا الى أن تلك الخطوة تحسب للشيخة د.سعاد الصباح، موضحا ان المهرجان يتزامن مع احتفالية أعدتها المكتبة بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وستمثلها سفارة الإمارات العربية المتحدة بالإضافة لحضور المدير التنفيذي للمؤسسة، وذلك لتدشين اليوم العالمي للغة العربية، لافتا أن الأمم المتحدة خصصت هذا اليوم للاحتفال باللغة العربية وأصالتها، لذلك يجب المحافظة عليها.
من جانبه، أعرب مدير عام دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع علي المسعودي عن سعادته باحتضان مكتبة الكويت الوطنية للمهرجان، وأيضا تزامن انطلاقه مع الاحتفال العالمي بيوم اللغة العربية، وأن ذلك التزامن يشكل اضافة جميلة، مضيفا أن المهرجان يعد إحدى مبادرات الشيخة د.سعاد الصباح لتشجيع الثقافة ونشرها بشكل عام، وتكريم روادها.
وأوضح المسعودي ان من ضمن مبادرات د.سعاد الصباح المنطلقة من الدار تكريم الرواد الذين أعطوا الكثير ومضى لهم زمن من العطاء الكبير في مختلف المجالات العلمية والأدبية، وكنا قبل فترة بتونس نكرم د.الحبيب الجنحاني، وأقمنا احتفالية كبيرة في مكتبة تونس الوطنية، وسبق ذلك تكريم العديد من الرواد منهم نزار القباني، ود. صالح العجيري، وغسان تويني في لبنان، وأسماء أخرى، بالنسبة للشباب أطلقنا مسابقات خاصة بالشباب من هم في سن 25 الى 35 عاما في مجالات القصة، والشعر، والبحث، والعلوم في جميع العلوم، ومسابقة سعاد الصباح للفكر والإبداع الأدبي، وأيضا مسابقة عبدالله المبارك للإبداع العلمي، والقاعدة الثالثة موجهة للأطفال من 5 - 15 عاما ولكل إنسان يتكلم اللغة العربية.
وذكر أن الهدف من المسابقة هو إعادة إحياء اللغة العربية في النفوس، فهي من اللغات الحية، لافتا الى أن ذلك لا يتعارض مع التعاطي مع الآخر، والتواصل مع الغرب والشرق، ولكن نحن نحب أن يذهب الطفل إلى الثقافات بإرثه وتاريخه، ولا يذهب فارغا فتعصف به الرياح، وهذا الهدف الأسمى الذي عززته د. سعاد الصباح، وعملت من أجله الدار، مبينا أنه خلال الدورة الاولى من المهرجان فوجئنا بمستوى النجاح، واكتشفنا أن هذا العمل نبيل وقيم، «تعبنا فيه ولكن ثمرة التعب كانت رائعة جدا من خلال الاندفاع لدى الأطفال، والمعلمين، والأمهات، والنظرية الشائعة أن اللغة العربية بعيدة عن الناس والنفوس، ولكن الحقيقة من دخل الميدان يعرف أن الناس محبة للغة العربية، وللدين والشعر العربي الأصيل، وليست هناك صعوبة، فعيون الشعر العربي والمعلقات الشعرية حفظها الأطفال بكل سهولة، وكان إلقاؤهم بديعا جدا».
ولفت المسعودي الى تشكيل لجنة لاختيار القصائد التي يجب أن يحفظها الطالب في المهرجان الأول، والأمر نفسه الآن في المهرجان الثاني، وأنهم قاموا بالتنويع في اختيار تلك القصائد وبمجرد الإعلان عن المهرجان بدأت تنهمر المشاركات من المدارس، والبيوت، والمراسلات والحمدلله الآن نتلقى المشاركات من الأطفال حيث يقومون بتسجيل الفيديو وإرساله إلى رقم معين قمنا بتحديده، ومن ثم نقيم المشاركات، ونختار مجموعة من الأطفال ستجرى لهم بروفات في المكتبة الوطنية، وصولا إلى المرحلة النهائية في شهر إبريل المقبل وسيفوز معنا 15 مشاركا من الأطفال، وستقوم د. سعاد الصباح بالحضور وتكريم كل الفائزين والمشاركين.
وعن إمكانية اختيار قصائد عن القدس، كون القضية اثيرت مؤخرا، قال المسعودي «القدس ستكون حاضرة في المهرجان المقبل خلال احتفالية خاصة ستقيمها الدار، لافتا الى أن القدس حاضرة في القلوب دائما، وأن د.سعاد الصباح كتبت الكثير عن القدس، واللجنة التي أفرزت هذه القصائد حددت مجموعة من القصائد وفيها الكثير من القيم، وسنجد القدس في القصائد بشكل أو بآخر».