اعتبر صحافيون لبنانيون ومغاربة ان انعقاد قمة دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت منتصف الشهر الجاري له اهمية بالغة من حيث الزمان والمكان في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة الخليجية والعربية وبعد نجاح القيادة الكويتية في عقد القمة العربية الاقتصادية في يناير الماضي.
أى هؤلاء الصحافيون في تصريحات لـ «كونا» ان انعقاد القمة في ظل ما تمر به المنطقة العربية ولاسيما الخليجية سيخرج بموقف خليجي واضح يحدد مسار التعاطي مع الازمات المحيطة بالمنطقة، وقالوا ان القمة ستشكل مرآة حقيقية تعكس الرهان الحقيقي لتعزيز العمل الخليجي والعربي المشترك.
وقال الكاتب السياسي في صحيفة «النهار» اللبنانية راجح خوري «ان هذه القمة تكتسب اهمية بارزة انطلاقا من تطورات ساخنة تهم دول المنطقة الخليجية والعربية والعالم».
واضاف خوري ان دول الخليج تشكل مصلحة حيوية للامن القومي لدول عديدة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية لانها عصب العجلة الصناعية العالمية المرتبطة بالنفط».
واعتبر ان اهمية القمة الخليجية في الكويت تنطلق من الملفات الساخنة المحيطة بالخليج بدءا من الملف النووي الايراني وصولا الى احداث اليمن مرورا بالمشكلة العراقية.
وذكر ان هذه القمة مدعوة لمواجهة الخطر الذي قد ينجم عن الاتجاه السلبي لمسار الملف النووي الايراني.
وابدى خوري تفاؤله بأن تشكل هذه القمة مناسبة لفتح صفحة حل يشمل المنطقة الخليجية ويساعد المنطقة ككل على تخطي ازماتها.
بدوره قال الكاتب السياسي في صحيفة «السفير» ساطع نور الدين «ارى في انعقاد القمة الخليجية فرصة لتطوير العلاقات بين دول الخليج اكثر منها مناسبة للاستنفار بوجه اي خصم خارجي».
واعتبر «ان الكلام عن الخطر الايراني والتهديد الحوثي في اليمن والمشكلة العراقية الداخلية ما هو الا عناوين مبالغ فيها الى حد كبير ولاتحتاج الى هذه التعبئة من قبل الدول».
واعرب نور الدين عن امله ان تركز القمة على تطوير الاقتصاد والمؤسسات التربوية بين دول الخليج وتحويل مجلس التعاون الى تكتل اقليمي قوي ومستقر لان تحقيق ذلك من شأنه ان يسهل مواجهة الدول الخليجية للتحديات القائمة.
من جهته وصف امين سر المجلس الوطني للاعلام ومدير تحرير صحيفة «الانوار» فؤاد دعبول قمة مجلس التعاون الخليجي بأنها على جانب كبير من الاهمية بمكان بسبب التطورات الدقيقة في المنطقة الخليجية خصوصا والعربية عموما والتي تهدد الاستقرار فيها.
واكد دعبول تحول القمة في الكويت الى محطة اساسية لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية السياسية منها والاقتصادية مشيرا الى «حكمة صاحب السمو الامير المعروف بطول خبرته واتساع درايته مما يمكنه من حمل القمة على اتخاذ القرارات والمواقف الصائبة».
من جانبه، اشاد المدير العام ورئيس تحرير صحيفة «شؤون ديبلوماسية» احمد سماني في تصريح لـ «كونا» بالمحاور التي ستناقشها القمة لاسيما اقرار الاستراتيجية الثقافية فضلا عن الوحدة النقدية ومشروع الربط الكهربائي.
وقال سماني ان الموضوعات التي ستناقش في القمة تهم بلدان الخليج والعالم العربي لتوحيد الرؤية نحو المستقبل في كل المجالات.
ودعا الى جعل هذه القمة محطة انطلاق حقيقي لتعزيز العمل الخليجي والعربي المشترك والتصدي لمختلف التحديات الدولية، لاسيما تحديات العولمة والأزمة المالية العالمية.
كما شدد على ضرورة الاستفادة من المؤهلات التي تتوافر للبلدان العربية والخليجية، فضلا عن الثروة البشرية بهدف الرفع من امكانات البلدان العربية في عدد من المجالات وتحسين اقتصاداتها.
من جهته، اعرب مدير ورئيس تحرير صحيفة «صوت بني ملال»، محمد بوزيان عن تفاؤله الكبير بنجاح هذه القمة، موضحا ان اقرار الاستراتيجية الثقافية سيكون المحفز الكبير لكل مبادرة تنموية عامة.
واوضح بوزيان ان مشروع الربط الكهربائي والوحدة النقدية صورة توضح قيمة العمل الخليجي المشترك الذي يجب ان يكون النموذج الذي يحتذى به لدى البلدان العربية من اجل مواجهة الأزمات والتحديات المستقبلية.
وذكر ان الكويت شاهد حقيقي على عصر التنمية الخليجية وتقدمها ونهضتها الكبرى في عدد من القطاعات لاسيما الاقتصاد والطاقة. وأكد ان الدول الخليجية أظهرت خلال السنوات الأخيرة قدرتها على انجاح المشروعات الاستثمارية التنموية وذلك بمساهمتها الفعالة والمهمة في تقوية البنى الاقتصادية بعدد من البلدان العربية والأجنبية.
واشاد بقيمة المشروعات الاستثمارية الخليجية الضخمة في المغرب، لاسيما الكويتية والاماراتية والسعودية في قطاعات عدة اهمها قطاع السياحة والعقار والزراعة.
ودعا الى جعل القمة المقبلة منتدى حقيقيا لمناقشة جميع مجالات التنمية، فضلا عن اشراك البلدان العربية في نهضة البلدان الخليجية وذلك بما يتوافر للبلدان العربية من مؤهلات.
من جانبه، اكد الاعلامي بصحيفة «المنعطف» عبدالعزيز بنعبو ان اقرار الاستراتيجية الثقافية خلال القمة سيكون فرصة عربية لاشاعة قيمة العمل الفكري والأكاديمي في تحقيق التقدم.
ودعا بنعبو المشاركين الى جعل الخطاب الثقافي احد المكونات الأساسية لكل تقدم ونهضة، موضحا ان الثقافة ستظل الرابط الكوني لتقدم الشعوب وازدهارها.
وابرز في هذا الشأن قدرة الأمة العربية والاسلامية على تحقيق عدد من المكاسب في قطاعات مختلفة وذلك بالتركيز على انعاش الممارسة الثقافية والاعلامية واعطائها المكانة اللائقة من اجل كسب رهانات التنمية المستدامة.
اما الاعلامية بصحيفة «الحركة» نجاة بوعبدلاوي فقد أعربت عن أملها في ان تتوج اعمال القمة بتوصيات قادرة على تعزيز العمل العربي المشترك ومواجهة التحديات.
وأكدت بوعبدلاوي ان اقرار الاستراتيجية الثقافية خلال القمة المرتقبة يجسد المبادرة الفعالة بين بلدان مجلس التعاون الخليجي لجعل العمل الثقافي والفكري والأكاديمي رافعة للنماء والنجاح.
ولفتت الى ان اقرار تلك الاستراتيجية سيعمل على تحصين الهوية العربية والاسلامية من كل ما من شأنه ان يمس قيمها ويهدد مبادئها. وأوضحت ان القمة ستكون فرصة مواتية لبحث آليات تعزيز العمل العربي المشترك، فضلا عن مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما قضية القدس الشريف وما تتعرض له من تهويد فضلا عن قضايا أخرى باليمن والعراق والسودان وغيرها. كما رحبت بمحاور القمة التي ستناقش مشروع الربط الكهربائي والوحدة النقدية، مشيدة بالدور الريادي للكويت في اقامة مثل هذه القمم وانجاحها وتفعيل توصياتها.