ما أجمل ان تسمع صوت الأذان يصدح في المكان الذي تقيم فيه، والتكبيرات تعلو في الارجاء أينما حللت أو ارتحلت، فأصوات التكبير تجمع اهل القبلة صفوفا متراصين لأداء الفريضة، واكتساب الاجر من عند العليم الخبير، وهذا هو الحال في مدينة صباح الأحمد البحرية التي انتشرت المساجد في أرجائها، فأصوات الأذان باتت تملأ جنباتها صادحة بنداء الإسلام لتعم السكينة وتسود الرحمة.
4 مساجد حتى الآن شيدت وافتتحت في أهم بقعة سياحية تزين خريطة الكويت، تستقبل ضيوف الرحمن لأداء العبادات وإقامة الشعائر، ومساجد قيد الإنشاء تسابق الزمن للافتتاح وفق الخطة لتكون لمن بناها زادا وذخرا يوم القيامة، فالالسن والأفواه تلهج بالدعاء لمن بنى هذه المساجد وأعلى ذكر الله في مدينة صباح الأحمد البحرية كلها، لينطلق المصلون من كل حدب وصوب، مصطحبين معهم فلذات أكبادهم ليكونوا من أهل التقوى والصلاح، فالمساجد بيوت الله يقصدها احبابه ومريدو ثوابه ليغنموا من فضله وليعيشوا في روضاته.
هكذا هي إذن مدينة صباح الأحمد البحرية، فالمساجد انتشرت بطريقة منظمة لتغطية جميع القطع وتقليل الضغط على المساجد الاخرى، وأطلقت في بعضها الدروس الدينية، وشهدت جمعها خطبا توعوية ارشادية وتربوية للمصلين من مختلف الجنسيات من المدينة ومن خارجها.
«الأنباء» رصدت في يوم الجمعة آلافا من أهالي المدينة من أصحاب الشاليهات والمستأجرين والقاطنين، لبوا نداء التكبير في تلك المساجد التي حضروا الصلاة فيها، وما ان دخلت المسجد حتى رأيت البعض ساجدا، راكعا، ذاكرا لله، فيما أخذ آخرون بعقد أناملهم بالتسبيح لله رب العالمين، وآخرون اختاروا قراءة سورة الكهف لتكون حصنا لهم.
مسجد وليد خالد المرزوق.. تصميم مميز وموقع رائع
محمد راتب
مسجد المغفور له بإذن الله تعالى وليد خالد المرزوق من المساجد التي كان للمصلين نصيب من الصلاة فيها، وأداء العبادات، جرى تصميمه وفق الطراز والزخارف الإسلامية، أبدعته يد المعماري م. عماد زهران، وهو بمساحة 2285 مترا مربعا، وأما المباني فتبلغ 1310 أمتار مربعة، تزينه مئذنتان بارتفاع 40 مترا، وقبة إسلامية بقطر 8 أمتار، وارتفاع 6 أمتار، وهو يتسع لـ 160 من النساء.
فمع حلول موعد صلاة الجمعة انطلق الأذان في المسجد واحتشد المصلون للاستماع إلى خطبة الجمعة التي ألقاها الإمام والخطيب سعد عرفات محمد وكانت بعنوان: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، حيث بين أن الصراع دائم بين الحق والباطل والخير والشر، مشيرا إلى ان واقع المسلمين المرير وحالهم الحزين لا تغيب عنه مشاهد التقتيل والتنكيل والتسلط والبغي من أعداء الأمة، داعيا من أراد مثالا حيا على ذلك أن ينظر إلى أحوال المسلمين في بورما وسورية واليمن وفلسطين، ومع هذا الألم فقد وعد الله بالنصر والرفعة على المشركين متى أخذ المسلمون بالأسباب.
وبعد ختام الخطبة وأداء الصلاة، أكد أن القائمين على المدينة يسعون دائما في خدمة الدين خصوصا من خلال بناء المساجد، وهم لا يألون جهدا في رعاية مسجد المرحوم بإذن الله وليد خالد المرزوق، وتوفير جميع لوازمه وتكثيف الأنشطة الشرعية والتعليمية فيه، وهذا ما تشهد به المتابعة الدائمة والسؤال عن احتياجات المسجد، وأشار الى الأجر العظيم والثواب الكبير لكل من بنى مسجدا لله في الأرض، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ، «من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة».
رواد المسجد بينوا ان المسجد يستقطب أبناء المنطقة من مختلف الأماكن، وشكر محمد ابراهيم عائلة المرزوق على هذا الإسهام الكبير، حيث جمعوا المسلمين في بيت من بيوت الله، وهذا الإنجاز الكبير يضاف إلى اعمالهم الخيرية التي يقومون بها، وأسال الله ان تكون في ميزان حسناتهم، فالمسجد بناء مميز وموقعه رائع، وتصميمه رائد وخدماته ومرافقه متكاملة.
بدوره، قال جاسم الدويخ: نشكر أبناء العم الراحل خالد يوسف المرزوق لبنائهم المساجد في الخيران، فقد كنا نعاني في السابق من عدم توافر المساجد باستثناء مسجد واحد عند منتزه الخيران نصلي فيه تحت أشعة الشمس في الصيف وتحت المطر في الشتاء، اما الآن فقد وسعوا على المسلمين، والمساجد على الرغم من حجمها الكبير لا توجد فيها اعداد ضخمة من المصلين لتوافر عدد جيد منها، وندعو العائلة الكريمة إلى الاستمرار في بناء المساجد لأن أعداد القاطنين في المدينة في ازدياد.
من جهته، قال خالد الخليفة إن الخدمات المقدمة في جميع مساجد الكويت مميزة، ومنها مساجد مدينة صباح الأحمد البحرية، ولكننا نطالب الاوقاف بزيادة عدد الأئمة والمؤذنين، مشيرا إلى انه جرى بناء المساجد بطريقة مميزة وراقية، وفيها كل الخدمات، كما أن توزيعتها غطت الكثير من الاحتياجات، ما اسهم في انتهاء الازمة والازدحام الذي كنا نعاني منه وفي دخول السيارات وخروجها، مضيفا أننا بحاجة إلى المزيد من المساجد، وخصوصا في المناطق البعيدة وتحديدا في الدوار الخامس لكون المنطقة فيها الكثير من العمالة التي لا تمتلك السيارات وتحتاج إلى مسجد قريب من اماكن عملها لتؤدي الصلوات فيه.
مسجد فهد خالد الكليب .. ملتقى ضيوف الرحمن
عاطف رمضان
مسجد فهد خالد الكليب إضافة حقيقية إلى المنطقة التي يقع فيها، فالقطعة 1 في منطقة الخيران بمدينة صباح الأحمد البحرية، مكتظة بالسكان، الذين اسعدهم رؤية مسجد بالقرب من منازلهم، وهو بمساحة 2397 مترا مربعا، ومساحة بناء 850 مترا مربعا، بمئذنة وصل ارتفاعها إلى 20 مترا، تحيط به مواقف للسيارات من ثلاثة اتجاهات.
يتسع المسجد لـ 450 من المصلين، بالإضافة الى 90 امرأة في مصلى النساء، ويتميز بقربه من المولات التجارية والجمعية التعاونية، ما يدل على وجوده وسط كثافة سكانية، حيث يمتلئ المسجد بالمصلين يوم الجمعة، وهو منارة إيمانية للراغبين في التزود من التقوى والتقرب من رب الأرض والسماوات من خلال تحصيل المزيد من الاجر في أداء الصلوات جماعة خلف الإمام.
«الأنباء» التقت شيخ مسجد الهران محمد الصالحي الذي ألقى خطبة الجمعة بمسجد فهد خالد الكليب، تحت عنوان: «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» حيث بين فيها أن مما ينبغي على كل مسلم أن يسأل نفسه كيف ننصر المسجد الأقصى وكل بقعة إسلامية تعرضت للظلم والاحتلال، مشيرا إلى أن جواب ذلك يكمن في الرجوع إلى ديننا والتوبة إلى ربنا مع العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ليحيا الدين في نفوسنا وقلوبنا ومشاعرنا وفي وجداننا وحياتنا.
وبعد الخطبة، بين أن مسجد الهران كان يزدحم بالمصلين، ولكنه وبعد بناء المسجد والمساجد الجديدة الأخرى أصبح المصلون في مسجد الهران لا يعانون من الازدحام نتيجة استحواذ المساجد الأخرى الجديدة على عدد كبير من المصلين، وهذا الأمر يكشف اهتمام القائمين على هذه المدينة والراغبين في بناء بيوت للرحمن.
وأما إمام المسجد عبدالرحمن المسيري فقد اعرب عن شكره لمن قام ببناء هذه المساجد التي كان يحتاج إليها سكان المنطقة، والشكر موصول لوزارة الأوقاف والقائمين على هذا العمل، مبينا أن المسجد خلال الأيام العادية يصلي فيه من صفين الى ثلاثة صفوف، في حين يكون ممتلئا بالمصلين يوم الجمعة.
وفي لقاء مع بعض المصلين، أكدوا أن المساجد الجديدة حلت مشكلة ازدحامات المصلين في المسجد الذي كان وحيدا بالمنطقة، حيث بين ناصر محمد المزيد أن هذه الخطوة المباركة حلت مشكلة لدى سكان المنطقة، خاصة ان المسجد كان يمتلئ بالعدد الكبير من المصلين، خاصة في صلاة الجمعة، مشيرا إلى أن عدد المساجد في المنطقة مكّن القاطنين فيها من أداء الصلاة بالمسجد بسهولة ويسر، كما استوعب الاعداد الكبيرة المتزايدة.
«الأوقاف» والمساجد الثلاثة
مساجد فهد خالد الكليب وعبيدة بن الحارث وسليك بن عمرو الغطفاني، تسلمتها وزارة الأوقاف بشكل رسمي في شهر شوال من العام الهجري 1438 الموافق ٢٠١٧ م وعينت لكل منها إماما وخطيبا.
مسجد عبيدة بن الحارث.. دروس أسبوعية وحلقات للتفسير والفقه والترتيل
كريم طارق
لا يكتمل الجمال والمنظر الساحر إلا إذا تعانق مع اسم الله وصوت الأذان الخالد، فمسجد عبيدة بن الحارث في مدينة صباح الأحمد البحرية يقع في منطقة ذات طبيعة ساحرة، تم بناؤه بتصميم بسيط بعيدا عن التكلف، وهو يشهد يوميا حضور العشرات من المصلين في مختلف الاوقات، كما يحمل اسم صحابي جليل شهد غزوة بدر وأصيب فيها ثم توفي من جرحه يومئذ، وكان له قدر ومنزلة كبيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم.
أقيم المسجد على مساحة 2500 متر مربع، وتشغل المباني منها 1155 مترا مربعا، بسعة استيعابية تصل إلى 685 مصليا، وهو يتميز باكتمال المرافق، ويتضمن 3 مداخل للرجال وواحدا للنساء، والمواقف تحيط به من أربع جهات، إضافة إلى التصميم المميز والمرافق التي بنيت وفق أرقى المواصفات، وهو يشتمل على مئذنة يصل ارتفاعها إلى 20 مترا، وصمم وفق أساليب هندسية مدروسة لضمان وصول المصلين إلى مواقف السيارات المحيطة بالمسجد من الجهات الأربع، مع سهولة وصول المشاة إليه في أسرع وقت ممكن.
إمام المسجد تامر خليفة قال عقب انتهاء صلاة الجمعة إن مسجد عبيدة بن الحارث بفضل الله سبحانه وتعالى ومن ثم جهود القائمين على تأسيسه تم افتتاحه لسكان المنطقة حتى يتسنى لهم إقامة جميع الصلوات بداخله طوال أيام الأسبوع، متوجها بجزيل الشكر والتقدير إلى كل من ساهم في بناء ولو لبنة واحدة من هذا المسجد، وفي هذه المدينة التي يسودها الهدوء والأجواء الطبيعية الساحرة.
وأضاف أن كل الإمكانيات متوافرة في المسجد، بالإضافة إلى تواجد المصاحف وترجمات تفسيراتها باللغات الأخرى وخاصة الآسيوية لتسهيل قراءة القرآن الكريم على العمالة المتواجدة في المشروعات القائمة في المدينة، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى ذلك فإن المسجد تقام فيه كل الأنشطة المقامة في المساجد الأخرى من دروس أسبوعية وحلقات التفسير والفقه والترتيل.
وفي السياق ذاته، التقت «الأنباء» عددا من المصلين الذين أبدوا إعجابهم بجميع الخدمات والمرافق المتوافرة في المسجد، لافتين إلى أن المساجد التي تم افتتاحها مؤخرا وفرت عليهم الكثير من الوقت والجهد، وذلك نتيجة التوزيع المنظم والمدروس لمواقع تلك المساجد حتى يتمكن الجميع من تأدية الصلوات كاملة بالقرب من منازلهم.
مصلى للنساء
بدوره، توجه عبدالله الكندري بجزيل الشكر للمتبرع ببناء هذا المسجد، سائلا المولى عز وجل أن ينال عليه الأجر والثواب، مضيفا أن مدينة صباح الأحمد البحرية من المناطق المميزة التي دفعت الكثير من المواطنين بالإسراع لحجز أراضيهم ومنازلهم، ما جعلها من المدن الكثيفة بالسكان وبحاجة إلى المزيد من المساجد.
من جانبه، قال يوسف الفالح إن أبرز ما يميز المسجد هو البساطة في التصميم والبعد عن التكلف، وتوافر كل المرافق المصاحبة للمسجد، لافتا إلى أنه في السابق كانت المدينة تعاني من قلة المساجد المتوافرة ما كان سببا في ازدحامها، موضحا أنه ومع بناء المزيد من المساجد وفقا للخطة الموضوعة وتسلمها في القريب العاجل سيسهم بشكل كبير في حل تلك الإشكالية.
من جهته، أكد أحمد حسن، وهو أحد المصلين في المسجد، أن بناء المساجد وإعمارها وتهيئتها للمصلين من أفضل أعمال الخير التي يثاب عليها صاحبها في الدنيا والآخرة، لافتا إلى أنها بمنزلة صدقة جارية تنفع المؤمن، مستندا بذلك الى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة».
مسجد سليك بن عمرو الغطفاني .. نشاط دعوي لا ينقطع
ثامر السليم
في شهر رمضان المبارك تم افتتاح مسجد سليك بن عمرو الغطفاني الكائن في منطقة الخيران بمدينة صباح الأحمد البحرية، لتشهد جنباته أداء الصلاة في جماعة ويجلس رواده لتبادل الأحاديث النبوية ويتلون آيات الذكر الحكيم، ليكون شاهدا لمن بناه وشيده يوم القيامة.
فعلى مساحة ارض بلغت 3048 مترا مربعا، ومبان بمساحة 1155 مترا، ومكان مخصص للنساء، يتربع مسجد سليك بن عمرو الغطفاني الذي يشهد يوميا قدوم عدد كبير من المصلين يقصدونه من المنازل القريبة منه لأداء الصلوات الخمس خلف الإمام الراتب.
إمام المسجد ابراهـــيم عبدالراضي قال إن الصلــوات بدأت في المسجـــد منذ اكثر من 3 شهور تقريبا، مشيرا الى أن بناء هذا المسجد إلى جانب مسجدين جديدين حل مشكلة كان يعاني منها سكان المنطقة، وذلك بشهادة العديد من أهالي المنطقة، حيث كان عدد كبير من المصلين يؤدون صلواتهم في مسجد واحد، ما جعل كثيرا من المصلين يضطرون للصلاة خارج المسجد.
وأضاف أن هذا الإنجاز الكبير في بناء المساجد ووجود أخرى قيد الإنشاء جعل توزيع المصلين بين المساجد أمرا رائعا ومميزا والأعداد باتت طبيعية للغاية، كما اصبح بإمكانهم أداء صلواتهم داخل المساجد بكل أريحية ومن دون ازدحام.
وأشار إلى أن المسجد يستوعب 800 مصلّ تقريبا، وأن عدد المصلين يوم الجمعة يصل إلى 500 مصلّ، في حين يتراوح أيام الخميس والجمعة والسبت في باقي الصلوات بين 50 و70 مصليا، أما باقي أيام الأسبوع فذكر ان عدد المصلين يكون قليلا مقارنة بهذه الأيام حيث يصل عدد المصلين الى 20 مصليا تقريبا.
الصحابي سليك وتحية المسجد
السليك بن عمرو الغطفاني الذي سُمي المسجد باسمه، صحابي جليل اشتهر في كتب الحديث وذلك أنه لما دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر، قعد سليك قبل أن يصلي، فقال له: أصليت ركعتين؟ فقال لا، فقال: قم فاركعهما.