- الجعفري: الكويت ستبقى جاراً عزيزاً على مدار التاريخ.. وما خصص لا يسد الحاجة
أسامة دياب
أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد عن اجمالي حجم التعهدات في مؤتمر اعادة اعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش في العراق والتي قدرت بـ 30 مليار دولار، مشيرا الى مشاركة 76 دولة ومنظمة اقليمية ودولية، 51 من الصناديق التنموية والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية، 107 منظمات محلية واقليمية ودولية من المنظمات غير الحكومية، بالإضافة الى 1850جهة مختصة من ممثلي القطاع الخاص في اعمال المؤتمر.
وتوجه الخالد - في مجمل كلمته التي القاها خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في ختام فعاليات مؤتمر اعادة اعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش في العراق - بالشكر وعميق الامتنان لجميع الدول والمنظمات الدولية التي لبت الدعوة وشاركت بفاعلية ومسؤولية في اعمال المؤتمر تجسيدا لإيمانها بمبادئها النبيلة ووفاء لقيمها وتطلعاتها الخيرة في اطار من الإدراك التام لجسامة الأحداث والتحديات التي نواجهها جميعا.
وأوضح الخالد ان المداخلات الغنية والإسهامات القيمة لجميع الدول والحكومات والهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني وممثلي قطاع الاستثمار والصناديق التنموية في جميع اجتماعات وبرامج ومحاور وورش عمل المؤتمر قد عكست وبشكل واضح وجلي التزام المجتمع الدولي بضمان ترسيخ مستقبل آمن ومستتب للعراق الشقيق.
وتابع: تجمعنا وتماسكنا وشراكتنا أثبتت مجددا ايماننا العميق بأسس ومبادئ الأمن والسلام طريقا نحو البناء والنماء وان معاول الهدم وأدوات الدمار والإرهاب لن تنتصر يوما على ارادة العيش والحياة ولا على مسيرة التنمية والإعمار، مؤكدا اننا سنظل أوفياء دائما لقناعاتنا الراسخة بالمحبة والتعاون والعيش المشترك.
و قال الخالد ردا على سؤال حول ارتياحه بمبالغ التعهدات في المؤتمر نحن في غاية الارتياح كبلد مستضيف للمؤتمر من خلال المشاركة واهتمام المجتمع الدولي باستقرار العراق وإعادة إعماره، لافتا الى أن العراق بلد غني يحتاج وقوف أشقائه وأصدقائه، مشيرا إلى أن الاقتصاد العراقي سينمو وسينهض في اقرب وقت ممكن.
وعن السقف الزمني لهذه التعهدات، قال الخالد: ستجرى عدد من المشاورات مع الأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي لإيجاد آلية للمتابعة لحث الدول للوفاء على التزاماتها.
وردا على سؤال بحجم تعهد الكويت بملياري دولار وإذا ما كان هذا المبلغ سيتداخل مع الديون المستحقة على العراق، قال الخالد: مسار الديون مختلف تماما عما تم الاتفاق عليه في مؤتمر إعادة الإعمار، مشيرا إلى أن الكويت تنطلق مما أعلنه صاحب السمو مليار دولار قروض ومليار آخر استثمار وهذا ما سنلتزم به.
بدوره، اكد وزير الخارجية العراقي د.ابراهيم الجعفري ان ما مر به العراق من أزمات سيتحول الى ماض وتاريخ، مشيرا الى التضحيات التي قدمها الشعب العراقي والتي منها 18 الف شهيد و36 الف جريح غير الخسائر المادية.
وأضاف ان المؤتمر اثبت ان العراق ليس وحده على الساحة، وأن الكويت جار عزيز على العراق على مدى التاريخ، مشيدا بمبادرة صاحب السمو الأمير لعقد هذا المؤتمر، موضحا ان المشاركة فيه عكست حجم المساندة الدولية للعراق، مثمنا تلك الجهود، وشدد على ان المبلغ الذي خصص لإعادة الإعمار من المؤتمر (30) مليار دولار لا يسد حاجة العراق ولا يصل حتى الى سقفها ولكن 30 مليارا بحد ذاتها ليست بالمبلغ القليل وستواصل الحكومة العراقية اعمالها من خلال الاستثمار.
ولفت الي النجاحات الكبيرة التي حققها العراق في الأشهر الأخيرة، موضحا ان المؤتمر اثبت ان الأمم المتحدة ليست كيانا مشلولا ولكنها راع لكل الدول.
وردا على سؤال حول ارتياح العراق لحجم الدعم الذي قدم خلال المؤتمر وخصوصا ان اغلب التعهدات جاءت على شكل قروض وليست منحا قال الجعفري بكل تأكيد فإن 30 مليارا اقل مما يحتاجه العراق، ولكننا كنا نعلم منذ البداية أن ليس كل ما نتمناه سيتحقق، موضحا أن 49 مليارا ليست مبلغا قليلا.
وردا على سؤال عما إذا كانت تبرعات الدول من عدمها ستحدد مستقبل علاقات العراق معها قال الجعفري: علاقتنا مع الدول التي تقف إلى جانبنا غير الدول التي تحاربنا، ولكننا لا نحدد مستقبل العلاقات على أساس من منحنا أو من لم يمنحنا وسنبقى أوفياء للأشقاء والأصدقاء والجيران.
وبخصوص من يضمن شفافية الأموال والتعهدات بالمشاريع المنشودة قال الجعفري: ملتزمون بالشفافية وستصرف هذه الأموال ضمن الأولويات الوطنية بغض النظر عن الخلفيات الطائفية أو العرقية.
ونفى الجعفري أن يكون هناك أي تغيير أو توقف لخطة إعمار بسبب حجم مبلغ التعهدات، موضحا أن خطط الإعمار ستستمر مادامت الحاجة قائمة.