أكدت الكويت ضرورة حماية الهياكل الأساسية والحيوية من الهجمات الإرهابية نظرا لكونها تشكل أهدافا سهلة وجذابة للجماعات الإرهابية خاصة في ظل تطور أساليب عمل تلك الجماعات الإرهابية بشكل مطرد.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي مساء أمس الأول الثلاثاء أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة حول الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين من جراء الأعمال الإرهابية.
وقال العتيبي ان «أهمية الهياكل الأساسية تكمن في كونها متصلة بحياتنا اليومية حيث تشمل العديد من المرافق المدنية منها إمدادات الطاقة والمياه والمستشفيات والمدارس والنقل الجوي والبحري والسكك الحديدية والاتصالات السلكية واللاسلكية وخدمات الطوارئ والأعمال المصرفية والمالية».
وأكد «ان جميع هذه العناصر مرتبطة بالحياة اليومية واستهدافها سيؤدي إلى خسائر فادحة وقد تخلف آثارا غير مباشرة تلحق بمستخدمي هذه الهياكل الأساسية مع الأخذ بعين الاعتبار أن تحديد ما يشكل هياكل أساسية حيوية وسبل حمايتها بفعالية من الهجمات الإرهابية أمر متروك لكل دولة».
وأضاف: «نحن في الكويت من ضمن الدول التي عانت من ظاهرة استهداف الهياكل الأساسية، حيث استهدف الإرهابيون أحد المرافق الدينية في عام 2015 والذي خلف عددا من القتلى والجرحى بهدف زرع الفتنة بين أطياف المجتمع الكويتي والتي على أثرها عززنا سياسة الوقاية خير من العلاج».
وأشار الى ان الكويت سنت عددا من القوانين الخاصة بالوقاية من أي أنشطة إرهابية ضد الهياكل الأساسية والتي تتسق مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القانون في شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات.
وبيّن ان القانون يعاقب كل من أنشأ موقعا لمنظمة إرهابية أو لشخص إرهابي أو نشر عن أيهما معلومات على الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات ولو تحت مسميات تمويهية لتسهيل الاتصالات بأحد قياداتها أو أعضائها أو ترويج أفكارها أو تمويلها أو نشر كيفية تصنيع الأجهزة الحارقة أو المتفجرة أو أي أدوات تستخدم في الأعمال الإرهابية.
وأكد العتيبي انه أصبح من الضروري اتخاذ تدابير جماعية لمنع الإرهاب ومكافحته، لاسيما عن طريق حرمان الإرهابيين من الوصول إلى وسائل تنفيذ هجماتهم على النحو المبين في الركيزة الثانية لاستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وأعرب عن دعمه لعمل وجهود لجنة مكافحة الإرهاب والمديرية التنفيذية وفرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الإرهاب وحث الدول الأعضاء على مواصلة العمل معا لتيسير المساعدة الفنية وبناء القدرات ورفع الوعي في مجال حماية البنية التحتية الحيوية من الهجمات الإرهابية.
وفيما يتعلق بالتعاون الدولي لفت العتيبي الى أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن 2322 في شأن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب لتشجيع التعاون بين الدول والمنظمات الدولية مثل الانتربول ومكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لتبادل الخبرات والمعلومات وتنفيذ برامج مشتركة من شأنها ان تكافح ظاهرة الارهاب.
وأشار إلى أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2286 الذي يطالب بحماية المرافق الصحية والعاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية ومعداتهم ووسائل نقلهم ولوازمهم خلال النزاعات المسلحة والقرار 2309 المعني بحماية الطيران المدني الدولي من الهجمات الإرهابية.
ولفت العتيبي الى ان الكويت استضافت الثلاثاء الماضي اجتماعا وزاريا للتحالف الدولي ضد (داعش) بمشاركة 70 دولة و4 منظمات دولية لوضع استراتيجيات وخطط لمواجهة الإرهاب.
وأوضح ان هذا الاجتماع الوزاري يعتبر الأول منذ هزيمة (داعش) في العراق والذي يأتي ضمن إطار تعزيز التعاون الدولي، حيث تم خلاله اعتماد «بيان الكويت» الخاص بمبادئ توجيهية للتحالف العالمي لهزيمة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
وجدد العتيبي في ختام كلمته موقف الكويت الثابت والمبدئي الذي يدين كل الهجمات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء والمرافق المدنية الأساسية والحيوية وتنتهك القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأعرب عن تطلعه للاستمرار في التعاون والتنسيق مع الدول الأعضاء والأمم المتحدة لمحاربة هذه الظاهرة والحد من مخاطرها على السلم والأمن الدوليين.