قال وزير الاعلام السابق د.سعد بن طفلة ان اهمية القمة الخليجية الـ 30 لدول مجلس التعاون الخليجي المرتقبة بالبلاد 14 الجاري تأتي في ظروف وتحديات استثنائية صعبة على الصعيد الخليجي والاقليمي والدولي.
واضاف د.بن طفلة في تصريح لـ «كونا» امس ان دول مجلس التعاون تحتاج الى مرجع مشترك لحسم بعض الخلافات داخل البيت الخليجي، مبينا ضرورة إنشاء محكمة عدل خليجية تكون قراراتها نهائية.
واشار الى ضرورة انشاء برلمان خليجي مشترك يمارس الشفافية وينفذ بعض القرارات التي تساعد على تقارب الشعوب الخليجية مثل الانتقال بالبطاقة الشخصية بين دول المجلس وزيادة التجارة البينية والربط الكهربائي وغيرها من القرارات المهمة.
واوضح ان قمة مجلس التعاون تسير وفق مصلحة الشعوب الخليجية ولكن بشكل بطيء نوعا ما حيث ان القمة الخليجية السابقة اصدرت قرارا بشأن السوق الخليجية المشتركة الا ان التنفيذ يسير ببطء شديد، مشيرا الى ضرورة وجود جهة تنفيذية لقرارات قادة دول مجلس التعاون.
ورأى د.بن طفلة ان المجلس الخليجي يحتاج الى ثلاثة أمور رئيسية أولها ان تكون هناك محكمة عدل خليجية تحل الخلافات الخليجية والثاني برلمان خليجي حتى ولو بطريقة التعيين واصفا فكرة المجلس الاستشاري بالرائعة حتى الآن كما يحتاج الى مزيد من الصلاحيات للامانة العامة لمجلس التعاون لدورها التنظيمي والتنسيقي بين الدول الاعضاء لمتابعة تنفيذ قرارات معينة.
واكد ان مجلس التعاون الخليجي يواجه اكثر من تحد على الصعيد الاقليمي ومنها التحدي الايراني والعراقي والصراع العربي ـ الاسرائيلي، مبينا انه على الصعيد العالمي هناك الازمة الاقتصادية والمالية.
وبيّن ان مجابهة الازمة المالية تأتي في توحد العملة الخليجية، مشيرا الى ان اقتصادات الدول الخليجية مهمة جدا وكذلك توحيد العملة لجميع الدول الاعضاء المشاركة في الاقتصاد الخليجي المشترك.
ولفت الى ضرورة تنسيق المواقف الخليجية في القضايا المختلفة بالمنطقة مبينا ان الكويت والامارات والبحرين تقيم علاقات ديبلوماسية على مستوى السفراء مع العراق وهناك دول مازالت رافضة لمثل تلك العلاقات مثل المملكة العربية السعودية.
وقال بن طفلة ان دول مجلس التعاون الخليجي يجب ان تحدد موقفها من الانتخابات العراقية التي يفترض ان تكون من النقاط التاريخية في مسيرة الشعب العراقي ومسيرة الديموقراطية، مبينا ان دينية وطائفية الدولة لم تؤد الا لمزيد من الدمار.
واوضح ان الاقتصاد الخليجي اقتصاد مؤثر جدا في الاقتصاد العالمي، مبينا ان شركة خليجية واحدة اعلنت في وقت سابق عدم قدرتها على دفع اقساط لتسهيلات البنوك وتأجيلها لمدة ستة شهور ما تسبب في اختلال واضح بالاسواق العالمية.
واضاف انه من الاهمية التنسيق الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي وتفعيل السوق الخليجية المشتركة بما يمكن ان يخدم مسيرة مجلس التعاون لخدمة الاوطان والشعوب الخليجية في المنطقة.
وافاد بن طفلة بأن القمة الخليجية المرتقبة تأتي اكمالا لجهود الكويت وصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد في محاولة تعزيز الدور الاقتصادي ورص الصف العربي، مؤكدا دور صاحب السمو الامير في رص الصف الخليجي والعربي وازالة بعض الخلافات وتجاوز بعض التباينات في القمة المرتقبة.
واشار الى ان الشعوب الخليجية موحدة اعلاميا من خلال قنوات خليجية ناجحة مثل «ام بي سي» و«دبي» و«ابوظبي» وغيرها من القنوات الموجودة في منطقة الخليج والتي تستقطب المشاهد الخليجي بشكل خاص والمشاهد العربي بشكل عام.
وأوضح ان اهمية القمم في الكويت تأتي في ظل الاحداث المحلية المختلفة التي تواكبها مثل الاستجوابات البرلمانية بالاضافة الى ان الكويت هي صاحبة الفكرة للمغفور له الشيخ جابر الاحمد ومن هنا فهي تأخذ البعد الاعلامي الكبير.
واعتبر ان هامش الحرية الاعلامية الواسع في الكويت يخدم القمة الخليجية اعلاميا، مبينا ان الاعلام العالمي يهتم بأي قمة او مؤتمر يبحث عن هامش الحرية بحيث يستطيع مقابلة من يشاء ويتحدث عما يراه مناسبا وهو ما نراه في الكويت.