- للديوانية أهمية كبيرة في حياة الكويتيين اجتماعياً واقتصادياً وتجارياً وسياسياً
يوسف غانم
أكد عضو رابطة الأدباء الباحث والمؤرخ الكويتي صالح المسباح ان الكويت كانت مستقلة منذ القدم، حيث لم تعان من الاستعمار المباشر كما غيرها من الدول والبلدان، وحافظت على كيانها منذ أيام الشيخ مبارك بن صباح عام 1899 من خلال الحرص على توقيع اتفاقية الحماية مع بريطانيا.
جاء ذلك خلال ملتقى ديوان النهام الأسبوعي الذي كان عن تراث وتاريخ الكويت، وذلك تزامنا مع احتفالات وطننا الغالي بذكريات الاستقلال والتحرير وذكرى تولي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم.
وفي البداية، رحب عبدالله النهام بالمحاضرين وبضيوف ديوان النهام على حضورهم هذا الملتقى ومشاركتهم فيه، متمنيا الفائدة للجميع، وقد تحدث المسباح مع الباحث في تاريخ الكويت وعضو رابطة الأدباء وأمين الجمعية الكويتية للتراث فهد العبدالجليل، وقد تناول الباحثان بداية الثقافة في الكويت، وتاريخ الاقتصاد الكويتي واستقلال الكويت، حيث قال المسباح ان الكويت لم يكن فيها استعمار مثل غيرها من الدول كمصر والعراق وغيرهما إذ كان فيها معتمد بريطاني فقط ولم تكن هناك قوات بريطانية وجيوش، وذلك بموجب اتفاقية الحماية، واعتماد أول معتمد بريطاني كان عام 1904 وهو نوكس، مشيرا إلى أن هناك معرضا في بيت ديكسون للمعتمدين البريطانيين الذين توالوا على الكويت وفق التسلسل الزمني، ويعود ذلك إلى ذكاء المرحوم الشيخ مبارك الصباح تجنبا للأطماع الروسية والدنماركية والفارسية، فشكلت تلك الاتفاقية حماية للكويت واستمرت إلى أن جاء ديكسون عام 1929 حتى وفاته 1959، والذي سمي بيت ديكسون تكريما لأسرته، وهذا البيت تعود ملكيته لعائلة العصفور الكرام، حيث تم استئجاره منهم.
ومع بداية الثورات العربية وسعي البلدان للاستقلال عن الاستعمار مثل الجزائر وسورية ومصر وغيرها فقد بدأت في الكويت أيضا الحركة بقيادة الشيخ عبدالله السالم رحمه الله، إلى أن جاءت الموافقة على استقلال الكويت وتوقيع الاستقلال في 19 يونيو 1961.
ثم تحدث العبدالجليل عن علم الكويت وكيف كانت السفن الكويتية تحمل العلم العثماني وكذلك قصر الحاكم، وكان ذلك لسببين الأول قوة الدولة العثمانية من جهة والآخر أن السفن كالتي تحمل علمها تدفع رسوما أقل من غيرها.
وأشار العبدالجليل إلى أن موقف الدولة العثمانية لم يكن إيجابيا من الكويت خلال معركة الصيف بسبب دعمها ابن رشيد، وهنا جاءت الشيخ مبارك الصباح فكرة استقلال الكويت بعلم خاص بها، وفي عام 1903 زار الكويت نائب الملك في بريطانيا وحاكم الهند اللورد جورج كيرزل، حيث طالبه الشيخ مبارك بتفعيل الاتفاقية مع بريطانيا فوافق، وقد أصر الشيخ مبارك أن تكون كلمة الكويت على العلم باللغة العربية بدل اللاتينية التي طالب بها كيرزل.
كما أوضح العبدالجليل ان ألوان العلم جاءت من قصيدة الشاعر صفي الدين الحلي، وتم رفع العلم في 24 نوفمبر 1961 في قصر السيف وكان الشيخ سعد العبدالله رحمه الله أول من رفعه هناك، فالكويت كانت مستقلة منذ نشأتها ولم تكن محتلة من أي دولة، وأول خريطة ذكر فيها اسم الكويت كانت عام 1765 لرحالة ألماني وذكر فيها بوبيان وفيلكا وخور عبدالله، وجميع الخرائط تؤكد استقلال الكويت وعدم تبعيتها لأي دولة.
كما تحدث الباحثان عن أهمية الديوانية في حياة الكويتيين اجتماعيا واقتصاديا وتجاريا وسياسيا، كذلك عن الدور الثقافي والأدبي للكويتيين في الكويت والمنطقة وذكروا عددا من أدباء الكويت وشعرائها.
وتطرق الباحثان الى العملة الكويتية قديما وكيف كانت في بعض الفترات هناك عدة عملات مستخدمة كدليل على توسع النشاط التجاري والاقتصادي، رغم أن الكويتيين كانوا يعتمدون على الغوص والصيد والتجارة حاضرة وبادية.
كما بين الباحثان متانة العلاقات التي كانت تربط بين أبناء الكويت وتآزرهم في جميع الظروف ووقوفهم معا في وجه المخاطر التي كانت تحدق بهم، متمنين أن يبقوا هكذا لتبقى الكويت قوية في ظل قيادتها الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد.
وفي الختام تم تكريم الضيفين بدرعين تذكاريتين تقديرا لهما ولجهودهما في توثيق التاريخ الكويتي من ديوان النهام.