-
حمد بن عيسى.. ملك الإنجازات والمبادرات
-
مصالحنا واحدة وأهدافنا واحدة والولايات المتحدة الخليجية حلم جلالته
منذ اليوم الأول لجلوسه على كرسي الحكم وأبواب قصره مفتوحة لابناء شعبه يرد مظلمتهم ويحدثهم بكلمات عذبة تعكس ثقافته اللغوية واسلوبه البديع في الحوار.
فجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة رجل دولة من الطراز الرفيع يجمع بين المدنية والعسكرية وبين السياسة والاقتصاد وبين الاجتماع والخدمة العامة وبين القيادة والارادة فجلالته الإنسان المتواضع المثقف ذو النظرة الثاقبة الذي توافرت لديه كل المزايا القيادية والشخصية فقاد سفينة المملكة نحو المزيد من الاستقرار والازدهار.
صاحب المبادرات المحلية والخليجية والعربية، حيث اقترح اثناء ولايته للعهد انشاء برلمان خليجي لكن الاحتلال العراقي الآثم اجهض الفكرة لكن لم يجهض حلمه برؤية خليج واحد.
على مدى حوالي أربعة عقود وتحديدا منذ حصولها على الاستقلال كانت البحرين ومازالت عاملا دافعا وبناء في مسيرة مجلس التعاون الخليجي، وعنصرا مهما وايجابيا في كل التفاعلات الخليجية ـ الخليجية، فنسجت علاقات متميزة مع دول المجلس، واقامت نموذجا يحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول الخليجية والعربية.
وتـكـتـسب الـعـلاقات البحرينية ـ الكويتية أهمية خاصة إذ تمتد منذ قديم الأزل من خلال وشائج الأخوة وروابط القربى وهو ما عبر عنه عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مرات عديدة قائلا ان العلاقات الأخوية بين البلدين هي ثمرة الروابط التاريخية بينهما وهي تزداد رسوخا ومتانة وقوة بفضل الدعم الذي تحظى به من قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين وحرصهما على البناء وترسيخ العلاقات التي أرسى لبنتها الأولى الاجداد والآباء ويواصل عليها الأبناء.
وُجد ليبقى
فمع تولي ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى سدة الحكم وفي أول حديث صحافي له شدد جلالته على أن مجلس التعاون الخليجي وُجد ليبقى وان هذا الكيان الاتحادي كان حلما واصبح واقعا، لابد من حمايته فجميعنا بلد واحد وشعب واحد ومرتبطون بمصير واحد ومستقبل وتاريخ وتراث ولغة ودين ونحن أنساب وقبائل واحدة فبحرين الملك حمد بن عيسى كما اسلافه لا تفرق بين أبناء الخليج وكان في امكان اهل الخليج عموما قبل قيام مجلس التعاون العمل في البحرين كالمواطنين، وممارسة التجارة كمواطنين، لهم جميع الحقوق التي هي للبحريني. وكان هناك اختلاف في هذه المسألة بين الجد عيسى والقوى الأجنبية في ذلك الوقت لأنها ما كانت تريد هذا التلاحم ربما لمصالح خاصة بها لا نعلم، وهناك وسائل تثبت هذا الكلام وانه لا فرق بين ابناء الخليج، ونعتقد اننا اذا اتجهنا هذا الاتجاه فسنحقق الكثير بإذن الله.
التكامل الخليجي
فالدائرة الخليجية بالنسبة لملك البحرين تكتسب أولوية متقدمة في تحركاته الديبلوماسية انطلاقا من ادراكه لأهمية هذه الدائرة باعتبارها تمثل الامتداد الطبيعي والحيوي للبحرين ومكمن قوتها واستقرارها، فقد كانت المملكة من أولى الدول التي دعت إلى انشاء مجلس التعاون الخليجي، وقدمت دوما كل انواع الدعم والمساندة لتطويره وتفعيله، وكانت في صدارة الدول المنادية بتحقيق التكامل الخليجي ودعمت ومازالت تدعم أي صيغة وحدوية في هذا الاطار انطلاقا من قناعة مفادها ان قوة وفاعلية المجلس هما قوة وفاعلية لاعضائه وللعمل العربي المشترك الذي تسعى البحرين الى تحقيقه.
واكد جلالته مرارا ان تدعيم ومساندة مجلس التعاون الخليجي يمثل مصدر قوة ودعم لاعضائه وتعزيز لقدراتهم على مواجهة شتى التحديات. ويتطلع جلالته إلى التواصل والتعاون والتكامل المستمر مع الاشقاء في تفعيل المجلس الأعلى للدفاع المشترك، ودعم مسيرة العمل الإعلامي المشترك في التصدي للحملات المغرضة ضد العرب والإسلام والمسلمين، ومحاربة الإرهاب والتطرف بكل صوره وأشكاله مع ابراز الرسالة الحضارية والإنسانية التي يقدمها الدين الإسلامي للعالم. ويدعو ملك مملكة البحرين الى ضرورة تبني التشريعات والنظم التي تجمعنا على الخير ولا تفرقنا، مؤكدا أهمية تقبل النصيحة خصوصا إذا كان هناك ما يتطلب اخذ الحيطة والحذر.
تملك الخليجيين
ويؤكد الملك حمد بن عيسى ان القيادات الخليجية الستة مترابطة عائليا وتربطها علاقات نسب وقربى، متسائلا ما الذي يؤخرنا مادامت مصالحنا واحدة واهدافنا ايضا واحدة؟
ويفخر ملك البحرين بأن دولته كانت أول من سمح بتملك الخليجيين في البحرين وكذلك مع التعرفة الجمركية رغم وجود خسائر مالية تصل الى 30 مليون دينار في استيراد السيارات فقط و47 مليونا لاستيراد الامور الأخرى».
الولايات المتحدة الخليجية
طموحات ملك البحرين الخليجية نهر متدفق فهو يملك احلاما كثيرة لتطوير المجلس منها حلمه بقيام كونفدرالية بين دول الخليج ويرى أن نموذج الولايات المتحدة الأميركية هو النموذج الممتاز لدول المجلس لان السياسة الخارجية الخليجية واحدة وأنظمة الأمن واحدة وكل ما هنالك ان هناك سياسات ومظاهر داخلية تشكل خصوصية لكل دولة كالحرس الوطني وقوى الأمن الداخلي وغيرها ويتساءل لماذا لا يأتي اليوم الذي تكون فيه لدول المجلس سفارة واحدة تمثله في كل انحاء العالم، ولماذا لا يتم ربط دول المجلس كهربائيا ومائيا، وهاتفيا؟ ان هذه الاحلام ممكن أن تتحقق بنوع من التواصل الذي يشعر جلالته انه موجود بين قيادات المنطقة وشعوبها، ولا يحتاج إلا إلى تفعيل تنتج عنه الاتفاقات والتوافقات، وان تنقلات القادة لا تحكمها البروتوكولات، ويكفيها اتصال تلفوني حتى تتم.
ويعتبر ملك البحرين ان القيادات الخليجية ترفع شعارا واحدا هو «لنعمل جميعنا من أجل مصلحة شعوبنا».
الفرص الكبيرة
ويشدد الملك حمد بن عيسى انه على الجميع تفعيل مجلس التعاون الخليجي، خصوصا بعد زوال المنغصات الحدودية وعندما تتم مقارنته بالمنظمات والتجمعات الخارجية الأخرى، يجد جلالته دول هذا المجلس امامها فرص كبيرة للافادة منه، وبإمكانها ان تصنع منه شيئا كبيرا.
ويعتبر في أحد لقاءاته الصحافية أنه إذا كانت بعض دول المجلس ترى بعض التفعيلات ولديها وجهة نظر، وهناك بعض آخر يرى رؤية أخرى، فإن هذا الأمر لا يجب أن يعوق أعماله، إذ بإمكان الدول المتفقة ان تبرم اتفاقاتها ثنائيا، وتكمله بها الدول الأخرى عندما ترى أن ظروفها قد بدأت تسمح بالتحاقها. أنا لا أريد للمجلس أن يكون صورة للجامعة العربية يعوق تطورها شرط الموافقة على القرارات بالاجماع أريد ان تتم الموافقة داخل مجلس التعاون بالاكثرية لا بالاجماع. أريده أن يتماثل مع التجمعات الأخرى التي نراها في غرب أوروبا، وشرق آسيا، والناشطة في خدمة شعوبها، والمتحركة في المجتمع الدولي كطرف مصلحي واحد... وهذا ما هو مفترض ان يكون عليه مجلس التعاون.
هناك امور كثيرة تجمعنا، كما قلت، فلماذا لا يكون لدينا جيش واحد، وكيان سياسي واحد وسفارة واحدة.
وحدة الهدف
فالسياسة الخارجية البحرينية بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى تؤمن إيماناً يقينيا بوحدة الهدف والمصير والمصلحة المشتركة لشعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، انطلاقا من العديد من القواسم المشتركة التي تجمع بين شعوب هذه البلدان، حيث أواصر الدم والنسب ووشائج القربى، فضلا عن التاريخ المشترك والثقافة والأعراف المتماثلة، ولقد كانت هذه الأسباب دافعا لمملكة البحرين لكي تكون من بين الدول المؤسسة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مع اشقائها الآخرين من دول الخليج العربي الأخرى في العام 1981.
وتحرص القيادة البحرينية في هذا الصدد على متابعة ترسيخ تعاونها مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية باعتباره امرا ملحا ومصيريا من أجل صيانة المصالح العليا لجميع الاشقاء اعضاء المجلس، ومن أجل تحقيق افضل مستوى ممكن من التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول وشعوب المجلس، الى جانب زيادة قدرات المنظومة الخليجية على مواجهة ما يعترضها من تحديات في ظل العولمة وتزايد التكتلات الإقليمية والعالمية، الأمر الذي مكن مجلس التعاون من ان يثبت للعالم قدرته على الدفاع عن حرية وسيادة اعضائه، فضلا عن بقائه وصموده كنموذج للتكتل العربي الناجح، وانه يمثل الدرع الواقية لاستقلال هذه الدول وتقدمها.
وواصلت مملكة البحرين سعيها الدؤوب وبكل ما أوتيت من جهد لدعم مجلس التعاون ومساندة القضايا العادلة للدول الاشقاء الاعضاء فيه، من خلال وقوفها المستمر والمساند للمملكة العربية السعودية في مكافحتها للارهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، ودعمها لصيانة حرية واستقلال وسيادة الكويت الشقيقة، فضلا عن مساندتها المستمرة لحقوق دولة الإمارات العادلة في سيادتها على جزرها الثلاث التي تحتلها ايران مطالبة بتسوية هذه المشكلة بالوسائل السلمية، فضلا عن تعزيز تعاونها مع سلطنة عمان، كذلك مع قطر خاصة بعد استئناف اعمال اللجنة العليا المشتركة برئاسة ولي عهد البحرين، وهو ما يأتي في ضوء الادراك الكامل من قبل القيادة البحرينية الحكيمة لاهمية العلاقات الثنائية القائمة بين دول مجلس التعاون باعتبارها من الدعائم الرئيسية للكيان الخليجي الواحد المتمثل بمجلس التعاون، الأمر الذي تستهدف من ورائه دفع سبل التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاعلامي بين الاشقاء الخليجيين الى المستوى المنشود والذي تأمله الشعوب الخليجية، مؤمنة بأن أمن ورفاهية مملكة البحرين جزء لا يتجزأ من أمن ورفاهية دول الخليج العربية الشقيقة الأخرى.
التنسيق والتقارب والتكامل
واكدت المملكة مرارا حرصها على مواصلة جهودها وتنسيقها مع شقيقاتها الدول الأعضاء في المجلس في العمل لتحقيق المزيد من التنسيق والتقارب والتكامل في كيان المجلس خاصة في المجالات التي مازالت تتطلب تنسيقا اكثر فعالية كالتكامل الاقتصادي والتعاون الدفاعي والتنسيق الإعلامي، هذا بالإضافة الى الاهتمام بتطوير هيئة المشاركة الشعبية ضمن مؤسسات المجلس.
تستمر القرارات والتوصيات الصادرة عن قمم مجلس التعاون الخليجي مجسدة لروح التكامل والتآخي التي تجمع قادة وزعماء دول المجلس لتصب في صالح مواطني دول مجلس التعاون كما تصب في قنوات التكامل الخليجي بكل صوره ومستوياته نحو مستقبل افضل وأكثر ازدهارا لشعوب المنطقة.