- مقتل نحو 1390 مدنياً خلال فبراير 67% منهم في الغوطة الشرقية
أنهت الهدنة الروسية القصيرة أيامها الثلاثة المفترضة أمس، دون أن يخرج خلالها أي من المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية، في وقت اعتبرت الأمم المتحدة أن من المستحيل ايصال المساعدات خلال الساعات الخمس التي أعلنتها موسكو مدة لهذه الهدنة.
وشدد المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، على أن الأمم المتحدة لن تتوقف عن المطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2401 بوقف اطلاق النار في الغوطة الشرقية.
وأشار في مؤتمر صحافي في جنيڤ عقب اجتماع المجموعة الدولية المعنية بالشأن الإنساني في سورية أمس، الى إن المنظمة الدولية لا تريد ان تتكرر تجربة حلب في اشارة الى تهجير مئات الآلاف من المدنيين شرق المدينة بعد حملة القصف والحصار.
من جانبه، قال يان ايغلاند مستشار المبعوث الخاص للشأن الإنساني ورئيس مجوعة العمل الدولية ان الأوضاع الإنسانية مستمرة في التدهور. وأشار الى ان الأطراف المسيطرة على الأرض وفيما يخص الغوطة الشرقية ترفض ادخال المساعدات للمدنيين.
وحتى أمس لم يعبر أي مدني من «الممر الإنساني» عند معبر الوافدين الذي حدده الجيش الروسي مسارا وحيدا لمن يريد الخروج.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن عدم خروج مدنيين عبر المعبر منذ بدء تطبيق الهدنة الروسية الثلاثاء الماضي.
وكان مصدر عسكري سوري قال لفرانس برس إن «الهدنة لثلاثة أيام قابلة للتمديد في حال خروج المدنيين، ولكن إن لم يكن هناك نتائج كيف يمكننا الاستمرار؟»
وفي السياق، أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لووكوك خلال جلسة لمجلس الأمن أمس الأول ان نحو اربعين شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية جاهزة للتوجه الى الغوطة الشرقية قرب دمشق، مؤكدا استعداد الأمم المتحدة للتوجه الى عشر مناطق محاصرة.
وقال انه لا شيء تغير منذ تبني قرار وقف اطلاق النار في سورية متوجها للحاضرين بالسؤال «متى يبدأ تطبيق قراركم؟» في اشارة الى قرار مجلس الأمن رقم 2401 الذي يدعو لوقف النار دون تأخير وادخال المساعدات.
وتساءل «هل يمكن توصيل مساعدات في الغوطة الشرقية أثناء وقف للقتال بين الساعة التاسعة صباحا والثانية ظهرا بالتوقيت المحلي؟ حسنا، أستشهد بقول مدير مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط الذي تحدث بالأمس بهذا الخصوص: من المستحيل جلب قافلة إنسانية في خمس ساعات».
ميدانيا، وقبل دخول الهدنة حيز التنفيذ عند التاسعة من صباح أمس، قتل سبعة مدنيين على الأقل جراء غارات شنتها قوات النظام واستهدفت مناطق عدة بينها دوما وكفر بطنا وفق المرصد.
وبحسب المرصد خلال «سريان الهدنة، شهدت بلدات الغوطة الشرقية هدوءا نسبيا مع توقف الغارات» تزامنا مع استمرار معارك عنيفة بين قوات النظام وفصيل جيش الإسلام، أبرز فصائل الغوطة الشرقية في منطقة المرج.
وتمكنت قوات النظام السوري بحسب المرصد من السيطرة على بلدة حوش الضواهرة وكتيبة للدفاع الجوي في منطقة المرج، في وقت دارت معارك عنيفة في محيط بلدة الشيفونية.
وروى سراج محمود، المتحدث باسم الدفاع المدني في ريف دمشق الموجود داخل الغوطة الشرقية لفرانس برس أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من دخول البلدة الا بعد يومين من ورود معلومات عن قصف صاروخي طال أحد الأقبية التي احتمى داخلها سكان.
وقال: «تقصف البلدة بشكل جنوني، ولا توجد فيها أي مقومات للحياة، باتت مدمرة بالكامل ومن بقي فيها لايزال تحت الأنقاض».
وأوضح أن «كل ما يتحرك يكون مستهدفا بشكل دائم.. وللأسف تواجه كوادر الدفاع المدني صعوبات كبيرة في انتشال جثث الشهداء من كل المناطق التي يتم استهدافها».
من جهتها، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس، إنها وثقت مقتل 1389 مدنيا في البلاد، خلال فبراير الماضي، سقط 67% منهم في الغوطة الشرقية.
جاء ذلك في تقرير أصدرته الشبكة اليوم، وصل الأناضول نسخة منه، وفيه أوضحت أن القتلى سقطوا على يد أطراف النزاع الرئيسية الفاعلة في سورية، وأن ضحايا الغوطة الشرقية سقطوا على يد قوات النظام.
وأوضح التقرير أن المدنيين الذين قتلوا منهم «1073 مدنيا، سقطوا على يد قوات النظام، من بينهم 203 أطفال، بمعدل 8 أطفال يوميا، و179 سيدة، و7 أشخاص قتلوا بسبب التعذيب، فيما قتلت قوات يعتقد أنها روسية 77 مدنيا، من بينهم 27 طفلا، و12 سيدة».
وسجل التقرير «مقتل 6 مدنيين، من بينهم طفلان، وسيدة، على يد فصائل في المعارضة المسلحة، كما وثق مقتل 102 مدني، من بينهم 50 طفلا، و31 سيدة، نتيجة قصف طيران قوات التحالف الدولي، في حين سجل مقتل 78 شخصا، على يد جهات أخرى غير معروفة بالنسبة للشبكة».