بعد غد الجمعة سيتساوى تقريبا في الكويت طول الليل مع طول النهار وهذه الظاهرة تحدث عندنا مرتين في السنة، وكذلك يتساويان تقريبا أيضا في يوم الخميس 27 سبتمبر بسبب ان أشعة الشمس تنحرف في حركتها الظاهرية إلى الشمال لتتعامد على مدار السرطان الذي يقع شمال خط الاستواء وذلك عند بداية فصل الصيف الذي يكون في يوم 21 يونيو، حيث تصل الشمس إلى أقصى نقطة شمالا (الانقلاب الصيفي) كما تنحرف الشمس في حركتها الظاهرية إلى الجنوب وتتعامد أشعتها على مدار الجدي الذي يقع جنوب خط الاستواء في نقطة (الانقلاب الشتوي) في 22 ديسمبر وهذه الظاهرة تتكرر في كل عام.
وهذا يسبب اختلاف الفصول في دوران الأرض حول الشمس خلال السنة في مدار يميل عن خط الاستواء بحد أقصى يبلغ 23.5 درجة وهي الزاوية الواقعة بين المحور الوهمي لدوران الأرض حول نفسها ومحور دورانها حول الشمس.
ونلاحظ أن تساوي الليل والنهار بالكرة الأرضية بصورة عامة يكون في يومي 21 مارس و23 سبتمبر عندما تتعامد الشمس على خط الاستواء ثم تبدأ بالتوجه شمالا نحو مدار السرطان وتتعامد عليه يوم 21 يونيو فيبلغ النهار أقصى طول له في هذا اليوم أو تتجه الشمس ظاهريا نحو الجنوب وتتعامد على مدار الجدي في يوم 21 ديسمبر فيبلغ الليل أقصى طول له في هذا اليوم.
ولكن بسبب هذه الحركة الظاهرية للشمس في اتجاهها سواء إلى الشمال أو إلى الجنوب فإن كل بلد وحسب موقعه الجغرافي فله يومه الخاص بالتساوي في الليل والنهار اي أن تساوي الليل والنهار لا يكون موحدا في العالم كله ولكنه يختلف من بلد لآخر حسب موقعه من المدارات الثلاثة والتي هي خط الاستواء ومدار السرطان شمالا ومدار الجدي جنوبا ويعود سبب ذلك إلى أن الأرض وهي تسير في الفلك تدور حول الشمس فإن مدارها له شكل بيضاوي أو كما يسمى فلكيا (اهليجي) الذي ينتج عنه ابتعاد الكرة الأرضية أو قربها من الشمس، فهذا الاقتراب أو الابتعاد للأرض عن الشمس هو نتيجة عدم سيرها في محيط دائري كامل الاستدارة تكون الشمس في منتصفه كما يعتقد البعض.
ولكن يختلف الوضع في الكويت بسبب الموقع الجغرافي بالنسبة لخطوط الطول والعرض حيث تتساوى ساعات الليل بالنهار يومي 16 مارس و27 سبتمبر من كل عام ولكل منهما 12 ساعة تقريبا في بعض مناطق الكرة الأرضية ومنها الكويت حيث تشرق الشمس فيها في يوم 16 مارس من هذه السنة في تمام الساعة (5:57:05) صباحا أي تقريبا، ونكرر هنا على كلمة تقريبا أي يتم تقريب وقت الشروق إلى الساعة الخامسة والدقيقة 57 صباحا حيث تغرب الشمس في هذا اليوم في تمام الساعة (5:56:56) ويقرب الوقت إلى الساعة الخامسة والدقيقة 57 مساء فيكون طول النهار 12 ساعة وطول الليل 12 ساعة تقريبا.
ولكن التوقيت الفعلي لشروق الشمس أو غروبها يختلف من سنة إلى أخرى، ونلاحظ هنا ان شروق الشمس سيكون في يوم 16/3/2019 أي في السنة القادمة وفي نفس التاريخ أن الشروق سيكون في تمام الساعة (5:57:23) صباحا والغروب في تمام الساعة (5:56:49) مساء ولكن في يوم 16 مارس 2020 سنرى أن وقت الشروق سيكون في تمام الساعة 5:56:29 صباحا ووقت الغروب سيكون في تمام 5:56:29 مساء وفي يوم 16 مارس 2021 الشروق 5:56:47 صباحا والغروب 5:57:06 مساء.
ولكن في يوم 27 سبتمبر 2018 وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل مع النهار مرة اخرى هنا في الكويت نرى ان الشمس ستشرق في هذا اليوم بتمام الساعة (5:38:58) صباحا، وسيقرب هذا الوقت إلى الساعة الخامسة والدقيقة 39 صباحا كما ان الشمس ستغرب في تمام الساعة (5:38:54) الخامسة والدقيقة 39 مساء.
في يوم 27 سبتمبر 2020 نرى ان الشمس ستشرق في هذا اليوم بتمام الساعة (5:38:49) صباحا وسيقرب هذا الوقت إلى الساعة الخامسة والدقيقة 39 صباحا كما ان الشمس ستغرب في تمام الساعة (5:39:11) الخامسة والدقيقة 39 مساء.
في يوم 27 سبتمبر 2020 نرى ان الشمس ستشرق في هذا اليوم بتمام الساعة (5:39:15) صباحا وسيقرب هذا الوقت إلى الساعة الخامسة والدقيقة 39 صباحا، كما ان الشمس ستغرب في تمام الساعة (5:38:16) الخامسة والدقيقة 39 مساء، وهذا يعني ان هناك فرق دقيقة واحدة يكون فيها الليل أطول من النهار.
في يوم 27 سبتمبر 2021 نجد ان الشمس ستشرق في هذا اليوم بتمام الساعة (5:39:06) صباحا وسيقرب هذا الوقت إلى الساعة الخامسة والدقيقة 39 صباحا كما ان الشمس ستغرب في تمام الساعة (5:38:34) الخامسة والدقيقة 39 مساء.
وبنظرة دراسية فاحصة دقيقة إلى الوقت الدقيق في وقت شروق الشمس أو غروبها في هذه التواريخ التي يعتقد الجميع ان فيها يتساوى طول الليل مع طول النهار نجد ان هناك ثواني عديدة تختلف في أوقات الشروق عن الغروب ولكن استخدام عملية التقريب في أوقات شروق أوغروب الشمس هي التي أوحت إلى ان الليل متساو في طوله أو قصره مع النهار.
كما يعلم الجميع فانه يترتب على دوران الأرض حول الشمس وانتقال أشعتها في حركة ظاهرية في الاتجاهين شمالا أو جنوبا ثم مرورها بخط الاستواء ثم بعد ذلك حيث تصل أشعتها إلى أقصى مدى تصله هذه الاشعة فتتعامد على مدار السرطان ويحدث ذلك في يوم 22 يونيو من كل عام حيث يحدث الانقلاب الصيفي فيكون النهار في غاية طوله والليل في غاية قصره وتكون الشمس في غاية ابتعادها شمالا عن خط الاستواء، وهذا الوضع أيضا ينطبق تماما على حركة الشمس في اتجاه تحركها إلى الجنوب وتوجهها إلى مدار الجدي الذي تصل إليه وتتعامد عليه في يوم 22 ديسمبر.
وتجدر الاشارة هنا الى ان الكرة الأرضية عندما يكون صيفا في نصف الكرة الشمالي يقابله في نفس الوقت فصل الشتاء في النصف الجنوبي ويطلق عليه فصل الصيف الجنوبي أو العكس عندما يكون شتاء في النصف الجنوبي يطلق عليه فصل الشتاء الجنوبي، أي ان العملية عكسية تماما حتى عندما يحل الربيع في نصف الكرة الأرضية الشمالي يحل الخريف في النصف الجنوبي.
فهذه هي أمور فلكية بحتة فطول النهار وقصره وكذلك نشوء الفصول الأربعة على الكرة الأرضية هي من الأمور التي تدخل في صميم علم الفلك والتي جاءت نتيجة ميلان محور الأرض ودورانه حول نفسه أو حول دورانه على مدار ثابت حول الشمس والتي تدرج في صميم علم الفلك وتعتبر من ضمن الاجرام السماوية والتي تعتبر الشمس هي نجم من نجوم السماء، وبحسب الشمس جرم فلكي فقد قام علماء الفلك باعتبار الشمس جرما فلكيا مهم اجدا حيث استخدمت المسافة بين الأرض والشمس كوحدة قياس فلكي، حيث قدر متوسط المسافة التي بين الأرض والشمس بمسافة تقريبية تبلغ 150 مليون كيلو متر، وأطلق على هذه المسافة اسم الوحدة الفلكية (Astronomical unit) وتستخدم هذه الوحدة الفلكية في قياس المسافات بينكواكب المجموعة الشمسية والكويكبات المتواجدة بين نطاق المجموعة الشمسية.