- الفريح: ثقافتنا في تراجع.. ووسائل التواصل الاجتماعي أثرت سلباً على مجتمعاتنا
- البشر: 50-70% من الأمراض الجسدية أسبابها نفسية.. والنساء أكثر تأثراً
عبدالكريم أحمد
أكد المستشار النفسي والتربوي د.ناصر الفريح أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت سلبا على حياتنا ومجتمعاتنا العربية والإسلامية أكثر من الدول التي أسست البرامج والتطبيقات المستخدمة في شبكة الإنترنت. وقال الفريح خلال ندوة «عيش الحياة صح» التي نظمتها جمعية المحاميين إن الدراسات والبحوث أكدت زيادة المشكلات الشخصية والاجتماعية والمالية في مجتمعاتنا أكثر بكثير مما هو موجود في المجتمعات الغربية.
وأضاف أنه من المفترض توسع الثقافة لدى العامة مع نمو المجتمع المدني إلا أننا نلاحظ زيادة المشكلات لدينا أكثر من الدول الأخرى الأمر الذي أدى لزيادة حتى قضايا المحاكم.
تأثر الثقافة
وتطرق لتأثر الثقافة في مجتمعنا سلبا وتوجهها نحو الخصومة، مبينا أن الثقافة مغايرة عن الدراسة، حيث أوضح أن مفهوم الثقافة هو ما يتعلمه الإنسان من المجتمع ويؤثر عليه وعلى حياته الشخصية، بينما الدراسة هي التحصيل العلمي الذي ينتهي بحصول طالب العلم على رخصة دراسية تمكنه من التوظف. وشدد الفريح على أهمية العمل الإيجابي والشعور بقيمة الحياة والتفكير بلغة العطاء، مشيرا إلى أن عطاء الإنسان هو ضمن ثقافة التأثير على الآخرين وعنصر هام لجذبهم. بدورها، تحدثت الاستشارية النفسية والاجتماعية د.سعاد البشر عن الأمراض النفسية الجسدية، مبينة أن الإنسان عبارة عن جسد وروح ونفس إذا تضرر أحدهم فالآخران يتأثران سلبا.
ولفتت البشر إلى أن البعض يعاني من توهم المرض وهو أن يشعر بأنه مصاب بأمراض كالسكر والضغط وعدم انتظام دقات القلب، غير أن حقيقة الأمر ترجع لتأثرهم بضغوط الحياة والحزن والمشاكل والهموم بدليل أن الفحوصات الطبية تظهر عدم معاناتهم من أي مرض.
وأفادت بأن الدراسات أكدت أن 50 إلى 70% من المشكلات والأمراض الجسدية ترجع إلى أسباب نفسية، مضيفة أن الناس تختلف بتلقي الصدمات والتعامل مع هموم الحياة بدليل ألا يتأثر أحدهم كثيرا بخبر مفجع فيما يسقط شقيقه من هول ووقع الصدمة حيث لا يقدر جسده إدراك الموقف بالطريقة الصحيحة ثم يحدث هناك تسارع بإفراز بعض الهرمونات وضخ الدم فتحدث الاختلالات الجسدية والأمراض المفاجئة.
ولفتت البشر إلى أن النساء أكثر تأثرا بضغوط الحياة ومشاكلها من الرجال، موضحة أن بعضهن يصبن بأمراض أو بقع في البشرة إلا أنها تتلاشى بعد أسبوعين مثلا لأن الحالة النفسية استقرت، الأمر الذي يؤكد وجود علاقة وطيدة بين الحالتين النفسية والصحية.
وحذرت من سلبية البيئة الأسرية حيث يجعل بعض الآباء والأمهات أبناءهم يعيشون بجو الفزع ودوامة الخوف فنرى بعض الأبناء يخشون من عصبية آبائهم الأمر الذي يجعلهم يعيشون في قلق ويعرضهم لانهيار الجسد والصحة على المدى البعيد بما يضعف مواجهتهم وعزمهم لتلقي الصدمات ومجابهة صعوبات الحياة مستقبلا.
كما حذرت من السكوت في حالات الحزن والقلق، مشيرة إلى أن البعض لا يريد الخروج من الأمراض الجسدية فنراه يسكت أو يجيب أنه بخير في وقت يذرف فيه الدموع، حيث أكدت أهمية أن يعبر الإنسان عما في داخله من أجل الاستقرار النفسي والخروج من دوامة الحزن.
وأضافت البشر أن الرجال هم أكثر من النساء في الحديث وشرح معاناتهم وأحزانهم، الأمر الذي يعرض الكثير منهم للإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والقولون العصبي وهي ظاهرة شبه منتشرة في مجتمعاتنا.
ودعت إلى أهمية الخروج من حالة الحزن والعيش بحالة اتزان نفسي وعدم التأثر بالأحداث المحيطة والناس السلبيين، كما دعت إلى الثقة بالنفس لما لها من أثر على القوة النفسية.
وأشارت إلى أهمية تبني كل شخص دستور خاص به يحوي قوانين وقرارات بحيث يلتزم كل ما هو سعيد وإيجابي ويبتعد عن كل ما هو حزين وسلبي، كما نوهت لأهمية تقدير الذات واحترام قيمة النفس وسلامة القلب من الغيرة والقيل والقال.