دعا القنصل العام في اربيل د. عمر الكندري الى النهوض بالقيم الانسانية كرد على فاجعة مدينة (حلبجة) التي قصفها النظام العراقي السابق بالاسلحة الكيماوية قبل 30 عاما.
وقال الكندري في كلمة له اثناء مراسم الذكرى 30 لقصف حلبجة التي اقيمت في المدينة بحضور عدد من البعثات الديبلوماسية العربية والاجنبية في اقليم كردستان العراق وممثلي الحكومة العراقية وحكومة الاقليم «نقف اليوم في هذه المدينة مستذكرين تلك الارواح الطاهرة التي ذهبت ضحية الظلم والاستبداد والدكتاتورية».
واضاف: «نؤمن ان ما حدث في مدينة حلبجة لا يمثل فقط ابادة جماعية مع اعتزازنا بجميع الارواح التي سقطت وبغض النظر عن العدد الذي سقط في مثل هذا اليوم بل هو ابادة للقيم الإنسانية».
واشار الى ان الكويت ومن المنطلق الانساني تشاطر ذوي الضحايا تلك المأساة وتؤكد ان اكبر رد على تلك الفاجعة هو النهوض بالقيم الانسانية واعادة الحياة لسابق عهدها واستلهام كل ما هو انساني في سبيل تحقيق تلك الغاية.
واوضح انه «رغم ما عانته الكويت من تسلط للدكتاتورية ابان الغزو الغاشم لكنها استلهمت واستحضرت القيم الانسانية عملا ونهجا فكانت الكويت السباقة للعمل الانساني ليس في المجال الاقليمي فحسب بل اصبحت مركزا للعمل الانساني العالمي وفقا لتصنيفات الامم المتحدة».
وأشار إلى التوجيهات الانسانية لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد بالوقوف الى جانب المحتاجين والمتضررين جراء الكوارث والعوامل التي تؤدي الى ضرورة التدخل الانساني لإعانة المحتاجين.
كما لفت في هذا الصدد إلى اطلاق حملة «الكويت بجانبكم» في الفترة الماضية، موضحا أنها ما زالت تمثل جانبا مهما من تلك الرؤية الانسانية لسموه. وأوضح أن كردستان العراق حظي بجزء كبير من فعاليات تلك الحملة بالنظر للأعداد الكبيرة من النازحين والمحتاجين الذين وجدوا في الاقليم ملاذا امنا لهم بعد تهديدات ما يسمى تنظيم (داعش).
وقال: «اليوم نستثمر مشاركتنا في هذه الذكرى لاعلان تخصيص كميات من المساعدات الغذائية التي نتأمل ان تجد طريقها للعائلات المتعففة والمحتاجة من اهلنا في مدينة حلبجة».
وبهذه المناسبة، قامت الكويت بتوزيع الف سلة غذائية على الف عائلة متعففة من مدينة حلبجة مقدمة من قبل الامانة العامة للاوقاف باشراف القنصلية العامة للكويت.
كما ساهمت الكويت من خلال المؤسسات الاغاثية الكويتية في الاستجابة العاجلة والفورية لتقديم الدعم الغذائي والصحي للعائلات التي تضررت جراء الزلزال الذي ضرب مدينة حلبجة ومحافظة السليمانية بشكل عام في منتصف اكتوبر من العام الماضي عن طريق تقديم الاف الطرود الغذائية والصحية اضافة الى عشرات الاف ليترات الزيت المستخدم للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة بالتعاون مع الشركاء المحليين من المنظمات الانسانية.
ومن جهته، دعا ممثل الحكومة العراقية مهدي العلاق في كلمة له الى جعل استذكار حلبجة مناسبة لترسيخ المحبة بين جميع المكونات العراقية، لافتا في الوقت نفسه الى أن هذه الذكرى تتزامن مع انفراجة واضحة بين الاقليم وبغداد خصوصا بعد قرار استئناف المطارات وإطلاق رواتب موظفي الاقليم والاتفاق على عمل المنافذ الحدودية.
وأشاد العلاق بدور قوات البيشمركة في مواجهة «داعش» جنبا الى جنب مع القوات العراقية.
وفي كلمة له خلال المراسم استعرض محافظ حلبجة علي عثمان ما تعرضت له المدينة على ايدي النظام السابق، مؤكدا ضرورة الاهتمام بحلبجة واتمام عملية تحويلها الى محافظة.
بدوره، أكد محمود حاج صالح وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة اقليم كردستان العراق ضرورة الاهتمام بمدينة حلبجة وأهلها.