منذ طرح فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة التشارك في بناء «الحزام والطريق» عام 2013، يتقدم التعاون العملي بين الصين والكويت إلى مستوى جديد باستمرار في إطار المبادرة.
والكويت تقدر هذه المبادرة تقديرا عاليا وتتجاوب معها بشكل فعال، وهي أول دولة وقعت مع الصين على وثيقة التعاون بشأن «الحزام والطريق»، خاصة أن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قد طرح «رؤية 2035» لجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا في العالم، وهذه الرؤية تتفق مع المبادرة الصينية لـ «الحزام والطريق»، وستفتح آفاقا واسعة وتعطي زخما قويا لتعزيز التعاون بين الجانبين.
وفي السنوات الأخيرة، يحافظ الجانبان على التبادل والتعاون الوثيق في إطار «الحزام والطريق»، حيث زارت الكويت عدداً من فرق العمل الصينية، ويقوم الجانبان بالتواصل حول المشاركة الصينية في تخطيط وبناء مشاريع «مدينة الحرير» و«تطوير الجزر» التي تعتبر أيضا مشروعا مهما في إطار التشارك الصيني- الكويتي في بناء «الحزام والطريق».
وفي بداية هذا العام، قرر مجلس الوزراء الكويتي الاستفادة من الخبرات الصينية لتطوير مشروع «مدينة الحرير والجزر»، وبالتالي سيعمل الجانبان على تعزيز التنسيق لدفع التعاون العملي الصيني- الكويتي لتحقيق مزيد من الإنجازات الملموسة في إطار «الحزام والطريق».
ويعتبر التعاون العملي النشيط بين الصين والكويت صورة مصغرة لثمار مبادرة «الحزام والطريق» في تعزيز التعاون الاقتصادي العالمي.تلقت المبادرة استجابة إيجابية من المجتمع الدولي ودعما قويا من أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية منذ طرحها قبل 5 سنوات، وتم توقيع اتفاقيات التعاون بين الصين وأكثر من 80 دولة ومنظمة دولية وتم تنفيذ مجموعة من المشاريع التعاونية المهمة بنجاح.
في شهر مايو الماضي، أقامت الصين منتدى «الحزام والطريق» للتعاون الدولي في بكين بنجاح، الذي حضره 29 رئيس دولة أو حكومة، بالإضافة إلى كبار الممثلين من أكثر من 140 دولة والرؤساء لأكثر من 80 منظمة دولية، حيث تم تحقيق أكثر من 270 نتيجة تعاونية وتحقيق توافق الآراء الدولية على التشارك في بناء «الحزام والطريق».
وهذا خير دليل على أن بناء «الحزام والطريق» قد أصبح شبكة التعاون ذات المنفعة المتبادلة الرابطة لقارات العالم ومنصة التعاون الدولي للتنمية المنفتحة.
إن الفكرة المحورية للمبادرة هي تعزيز التعاون الاقتصادي وتحقيق تكامل المزايا من خلال الترابط والتواصل للبنية التحتية مما يفتح الفرص لتحقيق النمو الاقتصادي العالمي والتنمية المشتركة لجميع الدول. وتتركز المبادرة على التعاون الاقتصادي الدولي، ولا تسعى إلى عزل أو استهداف أي دولة، ولا تهدف للتنافس الجيوسياسي.
وهي تلتزم بمبدأ التشارك في المشاورة والبناء والمنافع بدلا من تفرد أحد الأطراف بها. وليست لعبة الغالب والمغلوب يخرج الجميع منها خاسرا. إن المبادرة منتج عام دولي قدمته الصين للعالم، وهي مفتوحة للجميع وثمارها ومنافعها يتشارك فيها العالم بأجمعه.
وتتميز مبادرة «الحزام الطريق» بالشفافية أيضا. إن معظم المشاركين في المبادرة دول نامية ويكون اقتصادها أقل نموا وبنيتها التحتية غير متكاملة واحتياجاتها التمويلية للتنمية كبيرة. وتأتي مبادرة «الحزام والطريق» بالفرص والإمكانيات الجديدة لهذه الدول، بما يشكل سببا مهما لتلقي المبادرة بالترحيب الحار من الدول النامي تظل الصين تلتزم بمبدأ التشارك في المشاورة والبناء والمنافع، وتتمسك بقواعد السوق واللوائح المعنية، وتعمل جاهدة على دفع بناء «الحزام والطريق» ليتقدم بجودة عالية وباستمرار.
ويمكن القول إن مبادرة «الحزام والطريق» تتماشى مع تيار العصر وتتفق مع قواعد النمو وتخدم مصالح شعوب العالم، حيث تتميز بأفق واسعة ومشرقة.
وستواصل الصين بذل جهود مشتركة مع دول العالم بما فيها الكويت لدفع بناء «الحزام والطريق» بصوة عميقة وتوفير فرص أكثر ومساهمات أكبر لتنمية دول العالم ونمو الاقتصاد العالمي.