- نستنكر الاعتداء السافر على المملكة العربية السعودية من قبل المتسللين ونقرّ أن أي مساس بأمنها واستقرارها يمس بالأمن الجماعي لدول المجلس
- ندعو الأشقاء في العراق للتكاتف ورصّ الصفوف لتفويت الفرصة على كل من يسعى لزعزعة أمنه واستقراره ونتطلع لإجراء الانتخابات البرلمانية في أجواء ديموقراطية
- الخلافات بين الأشقاء في فلسطين تشكّل فرصة مواتية لإسرائيل لإظهار المزيد من التعنت والصلف وتعطيل جهود تحقيق السلام العادل والشامل
- نجدد دعوة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة والتوقف عن بناء المستوطنات وتهويد القدس وتهديد المسجد الأقصى
- الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية في تسوية الملف النووي الإيراني يوفر الاطمئنان والثقة ويسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة
- متمسكون بالمثل والمبادئ التي ميزت عملنا وبالعزم والإصرار على تطوير منظمتنا ومتابعة قراراتنا ومشاريعنا لتحقيق طموحات دولنا وشعوبنا
دشن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد القمة الثلاثين للمجلس الأعلى لمؤتمر القمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مؤكدا أن القمة تمثل «لبنة مباركة» في بناء الصرح الخليجي الشامل وإضافة بناءة إلى مسيرته المباركة.
وقال صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في كلمة افتتح بها أعمال الدورة الثلاثين للمجلس الأعلى لمؤتمر القمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ان مسيرة مجلس التعاون المباركة التي ترتكز على أسس وقواعد صلبة مبنية على التعاون البناء من خلال التشاور وتبادل الرأي ووجهات النظر بواقعية وموضوعية لهي خدمة لأبناء دول المجلس في سبيل تحقيق المزيد من الانجازات والمكاسب ولاسيما ما يتصل منها بمسألة التنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي.
وذكر أن أمام القمة جدول أعمال حافلا بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمشاريع التنموية التي تهم دول مجلس التعاون والتي تتطلب التداول والإقرار والمتابعة وبما يعود على شعوبنا بالخير والنفع. وفيما يلي النص الكامل لكلمة صاحب السمو في افتتاح القمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين،،،
إخواني الأعزاء أصحاب الجلالة والسمو،،،
معالي الأمين العام لمجلس التعاون،،،
الضيوف الكرام،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
إنه لمن دواعي الاعتزاز والسرور لشعب الكويت ولي شخصيا، أن تحلوا بيننا إخوة أعزاء، أهل دار كرام، في لقاء مبارك يجمعنا في الدورة الثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، مفتتحين بإذن الله تعالى ورعايته اجتماعاتنا هذه بالدعاء إليه جل وعلا بأن يكون عونا لنا لتحقيق آمالنا وآمال شعوبنا.
منتهزين هذه المناسبة للإعراب عن بالغ تقديرنا وامتنانا لسلطنة عمان الشقيقة بقيادة الأخ العزيز جلالة السلطان قابوس بن سعيد، للجهود الحثيثة التي بذلها جلالته والسلطنة، في متابعة وتنفيذ قرارات أعمال الدورة التاسعة والعشرين للمجلس الأعلى والتي أسهمت في إنجاز وتنفيذ تلك القرارات، ومقدرين في الوقت ذاته الظروف الطارئة التي حالت دون تمكن جلالته من الحضور والمشاركة.
كما يطيب لنا أن نهنئ أخانا العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بعودة الأخ العزيز علينا جميعا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى أرض الوطن مشافى معافى، سائلين الباري تعالى أن يديم على سموه موفور الصحة والعافية ليواصل عطاءه المعهود في خدمة وطنه.
إخواني الأعزاء،،،
يأتي انعقاد أعمال الدورة الثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي تتشرف دولة الكويت باستضافتها، لتمثل لبنة مباركة في بناء هذا الصرح الشامخ، وإضافة بناءة لمسيرته بإذن الله تعالي، والتي أحاطها اصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس على مدى ثلاثة عقود من الزمن بالرعاية والاهتمام، عبر عطاء متواصل، وعمل دؤوب، مكن مجلس التعاون لدول الخليج العربية من تبوؤ مكانة مرموقة بين نظرائه من منظمات إقليمية ودولية، وحاز معها ومنذ نشأته الاحترام والتقدير على المستويين الاقليمي والدولي في علاقاته بمحيطه العربي، وأمته الاسلامية، والمجتمع الدولي، ناهيك عن ترجمته لآمال وطموحات شعوبه في سعيه لتحقيق مواطنة خليجية حقيقية.
إن مسيرة مجلسنا المباركة والتي ترتكز على أسس وقواعد صلبة، مبنية على التعاون البناء من خلال التشاور وتبادل الرأي ووجهات النظر بواقعية وموضوعية، لهي خدمة لأبناء دول المجلس في سبيل تحقيق المزيد من الانجازات والمكاسب، وخصوصا ما يتصل منها بمسألة التنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي.
ويأتي احتفالنا وتدشيننا اليوم إن شاء الله للربط الكهربائي بين دول المجلس، وعزمنا على الدخول في البرنامج الزمني لاتفاقية الاتحاد النقدي وكذلك انشاء هيئة سكة حديد دول المجلس، تجسيدا لحرصنا على تحقيق المزيد من تلك الانجازات والمكاسب.
وإن أمامنا جدول أعمال حافلا بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمشاريع التنموية التي تهم دول مجلس التعاون والتي تتطلب التداول والاقرار والمتابعة وبما يعود على شعوبنا بالخير والنفع.
إخواني الأعزاء،،،
إن ما تتعرض له المملكة العربية السعودية الشقيقة من عدوان سافر يستهدف سيادتها وأمنها من قبل متسللين لأراضيها، أمر مرفوض منا جميعا، ولذلك فإننا نجدد استنكارنا وإدانتنا لهذه الاعتداءات والتجاوزات، مؤيدين وداعمين اشقاءنا في كل ما يتخذونه من إجراءات للدفاع عن سيادة وأمن المملكة العربية السعودية الشقيقة، وحماية وصيانة اراضيها، منوهين في ذات الوقت بحكمة اخينا العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في توجيهاته السديدة، حيال التعامل مع هذا العدوان، ومؤكدين أن أي مساس بأمن واستقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة، يمثل مساسا بالأمن الجماعي لدول المجلس.
ومن نفس المنطلق فإننا نأمل ان يسود الأمن والاستقرار ربوع الجمهورية اليمنية الشقيقة بقيادة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، لتسخير كافة الجهود والإمكانات نحو متطلبات التنمية بما يحقق للشعب اليمني الشقيق المزيد من التقدم والازدهار، وبما يحفظ لليمن وحدته وسيادته على اراضيه.
إخواني الأعزاء،،،
نتابع بقلق بالغ ما يتعرض له العراق الشقيق، من أعمال ارهابية، تمثلت بتفجير لعدد من المؤسسات والمنشآت الحكومية، راح ضحيتها العديد من ابناء الشعب العراقي، ونؤكد بهذا الصدد إدانتنا واستنكارنا الشديدين لهذه الهجمات الارهابية، وندعو الأشقاء للتكاتف ورص الصفوف، لتفويت الفرصة على كل من يسعى لزعزعة امن واستقرار العراق، ونتطلع الى تواصل العملية السياسية في العراق، وصولا لإجراء الانتخابات البرلمانية في اجواء ديموقراطية ومستقرة ليتحقق معها تطلعات ابناء الشعب العراقي في الاستقرار الامني والتوافق السياسي والتنمية الاقتصادية.
كما اننا نتابع بأسف وألم بالغين الخلافات التي تعصف بالصف الفلسطيني بين اخوة اشقاء، وما سببته تلك الخلافات من تكريس لمعاناتهم، الأمر الذي شكل فرصة مواتية لإسرائيل في اظهار المزيد من التعنت والصلف لتعطيل كافة الجهود الرامية لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم.
إننا نكرر دعوتنا لإخوتنا في الأراضي العربية المحتلة لنبذ خلافاتهم وتجاوزها، والحرص على تكريس كافة جهودهم نحو العمل الجاد لخدمة قضيتهم العادلة، ضمانا لوحدة الأرض واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، كما نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي ليمارس مسؤولياته لإحداث تحرك نوعي على مسار هذه القضية، وممارسة الضغط على اسرائيل للانسحاب الكامل من كافة الاراضي العربية المحتلة، والتوقف الفوري عن بناء المستوطنات وتهويد القدس وتهديد المسجد الأقصى.
وفي الاطار الاقليمي، فإننا ندعو الى حل ازمة الملف النووي الايراني بالحوار والطرق السلمية، كما ندعو الى الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية بما يحقق التوصل الى تسوية سلمية لهذا الملف، ويوفر الاطمئنان والثقة ويسهم في الحفاظ على الامن والاستقرار بالمنطقة.
إخواني الأعزاء،،،
إننا وسط هذا المحيط من التطورات والتحديات السياسية والاقتصادية، الاقليمية منها والدولية، لأحوج ما نكون الى تكثيف جهودنا لدعم عملنا الخليجي المشترك لمواجهة كل تلك التحديات، متمسكين بالمثل والمبادئ التي ميزت عملنا، وبالعزم والاصرار على تطوير منظمتنا، ومتابعة تنفيذ قراراتنا ومشاريعنا بما يحقق تطلعات دولنا وشعوبنا.
وفي الختام يطيب لنا ان نشيد بجهود معالي الامين العام ومساعديه وكافة العاملين بالامانة العامة، في الاعداد والتحضير لهذه الدورة، معربين عن خالص شكرنا وتقديرنا سائلين المولى جلا وعلا ان يوفقنا ويسدد خطانا نحو تحقيق كل ما نتطلع إليه جميعا ونعمل من أجله من أهداف ومقاصد تعزز امن دولنا ورخاء شعوبنا، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.