في آخر يوم من ايام الانتخابات الرئاسية المصرية 2018، وفي مشهد مُشرّف ودون تجميل للصورة، ذهبت مع صديق عمري واخو دنيتي الى السفارة المصرية بالدعية كي يدلي بصوته كأي مصري يحب بلده ويحب عروبته، ذهبت معه وكلي فخر وسعادة، ولن اخفي عليكم انني تمنيت من اعماق قلبي ان يكون لي الحق في التصويت، تمنيت ان انال هذا الشرف، فمشهد المصريين امام لجان الانتخابات الرئاسية في مختلف دول العالم مبهج ومشرف ويعيد لنا التفاؤل والامل بمستقبل مزدهر ليس لارض الكنانة فحسب بل للوطن العربي كله من الخليج الى المحيط.
مشهد الانتخابات احدث صدمة كبيرة وارتباكا لكل الشعوب المعادية لمصرنا الحبيبة الغالية، فالاقبال الكبير من الجاليات المصرية بكل دول العالم وفي دول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص خلال ايام الاقتراع فاق كل التوقعات، واذهل كل العقول، سواء كان في الكويت او السعودية او البحرين او الامارات او عُمان، واثبت لكل المشككين في شعبية هذا البطل الذي لم يتغير خطابه ولم تتبدل وعوده بأن يحافظ على امن مصر وعلى امن الخليج، وقال مقولته الشهيرة: اللي يتعرض لأي دولة عربية شقيقة، الجيش المصري جاهز و«مسافة السكة».
هذا المشهد يذكرني بخروج المصريين في 30 يونيو 2013 عندما امتلأت شوارع وميادين مصر رفضا للهيمنة الإخوانية ومطالبة الجيش بإنقاذ مصر.
لم يتوقع احد على الاطلاق وجود طوابير طويلة امام اللجان الانتخابية في السفارات والقنصليات المصرية في ايام الانتخابات التي استمرت على مدى 3 ايام متتالية، فأغلب التوقعات كانت تشكك في وجود نسبة مشاركة كبيرة نظرا لما زرعه بعض المغرضين بأن نسبة فوز الرئيس السيسي محسومة وان ذهابهم الى صناديق الاقتراع مثل عدمه ولن يفرق، فخذلهم الشعب المصري الواعي المحب لبلده ولرئيسه.
رأيت بعيني مشهدا يصعب وصفه ينبع من محبة شعب لرئيسه، رأيت مصريين بسطاء ومسنين على كراسٍ متحركة وقفوا في الطابور للادلاء بأصواتهم.
رأيت الصعايدة يمارسون «التحطيب»، رأيت شبابا يرقصون على اغنية الجسمي «بشرة خير»، رأيت طاقم السفارة بأكمله يتعاون ويتكاتف مع ابناء جاليته، فلهم التحية والتقدير من السفير طارق القوني وكل العاملين بالسفارة والقنصلية، وفي الختام نتمنى لمصر التوفيق والاستقرار.