أكدت الكويت ان الأزمة الإنسانية في جمهورية الكونغو الديموقراطية لن تنفرج الا عبر الحل السياسي الشامل واستمرار بذل الجهود لتكريس تدابير إعادة الثقة وإجراء الانتخابات الرئاسية بموعدها ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي في جلسة مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وأعرب العتيبي عن ترحيبه بالتدابير والإجراءات التي تقوم بها حكومة الكونغو حاليا استعدادا لإجراء الانتخابات الثلاثة الرئاسية والتشريعية والبلدية في الموعد المحدد لها حسب الرزنامة الانتخابية بتاريخ 23 ديسمبر 2018.
وقال: «لا نتمنى الانتظار الى ذلك الحين في سبيل رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الكونغولي خاصة ان الحالة الإنسانية باتت تصنف من قبل المنظمات الاغاثية كواحدة من الأسوأ بين دول العالم».
وأشار الى ان الوضع الإنساني في الكونغو يمثل «أهمية بالنسبة لأولوياتنا نظرا لحجم الكارثة الإنسانية التي أمامنا فنحن نؤكد على الدوام وفي شتى القضايا التي يناقشها مجلس الأمن أن أكثر ما يثير قلقنا لأي موضوع يطرح للنقاش في المجلس هو حجم المعاناة الإنسانية التي ترتبط به ارتباطا مباشرا».
وأضاف ان هذه المعاناة معظمها يأتي نتيجة تجاذبات سياسية وتبعاتها غالبا ما تكون تهديدا لحياة المدنيين ونقصا حادا في المواد الغذائية والصحية وانخفاضا في مستويات الأمن.
وتابع قائلا «إن المماطلة في تنفيذ الاتفاق السياسي الذي وقع في 31 ديسمبر 2016 من قبل الأطراف المعنية تبعاته هي ما نراه اليوم من عدم استقرار أمني وتدهور حاد للأوضاع الإنسانية فالصراع الدائر بين الجماعات المسلحة في جمهورية الكونغو الديموقراطية والذي ازدادت حدته خلال العامين الماضيين خاصة في المناطق الشرقية للكونغو قد وصل إلى مستويات مثيرة للقلق».
ولفت الى ان الصراع ساهم بدوره وبشكل مباشر في تفاقم الأزمة الإنسانية إلى أن وصلت لمستويات كارثية في بعض مناطق الكونغو حسب ما وصفتها تقارير المنظمات الدولية.
وبين العتيبي انه بوجود 13 مليون مواطن كونغولي يعتمدون على المساعدات الإنسانية كمصدر رزق أساسي للبقاء على قيد الحياة بزيادة قدرها 50% عن عام 2017 و7.7 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير بزيادة قدرها 30% في عام واحد وأكثر من مليوني طفل يعانون بشدة من سوء التغذية فمن غير المستغرب أن توصف الأوضاع الإنسانية بالكارثية.
ورأى أنه «إذا عدنا إلى الماضي القريب لعام 2017 كان هناك ما يقارب 2.2 مليون نازح جديد داخليا في مختلف الأراضي الكونغولية وصل إجماليهم داخليا فقط الآن إلى 4.5 ملايين شخص وهو عدد يعتبر الأكبر بالنسبة لمعاناة النازحين داخليا في قارة أفريقيا فضلا عن لجوء 680 الف مواطن كونغولي إلى البلدان المجاورة نتيجة الانتهاكات الواضحة لحالة حقوق الانسان.
واعرب عن تطلعه لمخرجات المؤتمر الإنساني رفيع المستوى الذي سيستضيفه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بتنظيم من هولندا ودولة الإمارات العربية المتحدة وإدارة عمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية في جنيف لجمع المساعدات المالية كاستجابة للأوضاع الإنسانية في الكونغو والذي سيعقد بتاريخ 13 ابريل القادم.
وفيما يخص بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو والتي من المقرر أن تنتهي ولايتها مع نهاية الشهر الجاري، أكد العتيبي على «أهمية تمديد ولايتها لمدة عام قادم ودعم جهود العاملين فيها لما تشكله من عامل مهم للحكومة الكونغولية خلال التحضير للمرحلة السياسية القادمة».
وشدد على ضرورة استمرار التنسيق بين الحكومة الكونغولية والمنظمات الدولية والإقليمية لدعم الاستقرار السياسي الذي يعد العامل الرئيسي لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الكونغولي.