- على الدول المتقدمة تقديم المساعدة المادية ونقل التكنولوجيا المتوافرة لديها لإيجاد بيئة صحية آمنة
اكد سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء ان الكويت تعتبر في مقدمة الدول التي تؤيد وتساهم وتدعو الى خفض الانبعاثات الحرارية، مشيرا الى انها قطعت شوطا كبيرا في اعادة تأهيل منشآتها النفطية والصناعية من اجل خفض الانبعاثات.
وقال سموه في كلمة امام مؤتمر كوبنهاغن حول «التغير المناخي» ممثلا عن صاحب السمو الأمير ان الكويت حريصة على إيجاد أفضل السبل للتوصل الى طاقة بديلة يمكن جلبها واستخدامها بيسر وسهولة بما ذلك الاستخدام السلمي للطاقة النووية والذي يتصدر قائمة أولويات المشاريع التنموية للطاقة البديلة في الكويت.
ودعا سموه المجتمع الدولي وخاصة الدول المتقدمة الى تقديم المساعدة المادية ونقل التكنولوجيا المتوافرة لديها ومساعدة الدول النامية للوصول الى الهدف السامي الذي تتطلع اليه الاتفاقية الاطارية لتغير المناخ وتحقيق حلم الإنسان المعاصر في إيجاد بيئة صحية آمنة.
وفيما يلي نص كلمة سمو رئيس مجلس الوزراء: رئيس المؤتمر ورؤساء الوفود المشاركة السيدات والسادة الحضور الكرام يسعدني ان انقل لكم التحيات والتمنيات الطيبة لصاحب السمو الأمير والذي كان يتمنى ان يتواجد بينكم اليوم لولا التزامات سابقة لم تمكنه من المشاركة الشخصية في هذا المؤتمر المهم وقد شرفني ان انوب عن سموه ممثلا لبلدي الكويت.
أنتهز هذه المناسبة لأتقدم اليكم بخالص التهاني لانتخابكم رئيسا لهذا المؤتمر واني على الثقة بان الحكمة والخبرة التي تتمتعون بها ستحقق له النجاح والوصول الى الغايات والنتائج المنشودة التي تتطلع اليها البشرية.
كما اود ان اعبر عن التقدير البالغ لحكومة وشعب مملكة الدنمارك على تنظيم هذا المؤتمر الدولي الهام والذي ينعقد تحت منظمة الأمم المتحدة ويسرني ان اعرب للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وللرئيس التنفيذي لسكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية لتغير المناخ ومساعديه عن خالص الشكر لما بذلوه من جهد كبير في الاعداد وتهيئة سبل النجاح لهذا المؤتمر. وانه لمن دواعي سروري ان نرى هذه المشاركة الدولية رفيعة المستوى في المؤتمر وهذا دليل على الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي برمته لموضوع التغير المناخي هذا الموضوع الذي افردت له الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الأخيرة قمة خاصة وقد كنت سعيدا ان اتيحت لي الفرصة لأشارك مع فخامة السيدة تاريا هالونين رئيسة جمهورية فنلندا في ترؤس اجتماع الدائرة المستديرة الثانية والتي اصدرت بعد نقاش جاد ومتواصل عدة توصيات تم اعتمادها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، من اهمها تفعيل آليات التنمية لاستعمالات الطاقة النظيفة (سي دي ام) وكذلك التأكيد على نقل التكنولوجيا للدول النامية من اجل ان تعم الفائدة على البشرية جمعاء.
ان افساد الأرض يعتبر اضاعة وهدرا لأمانة استخلفنا الله تعالى في الحفاظ عليها ولتراث مبدع صنعه الاباء على امتداد العصور والحضارات كان يجب تسليمه الى أبنائنا اكثر ازدهارا.
وفي هذا المجال فان بلادي يسعدها دائما ان تسهم وبشكل فعال في انجاح جميع المفاوضات والتوصل الى اتفاق في قمتنا الحالية يعود على الإنسان بالخير والرفاه آخذا بعين الاعتبار الاعتماد على مبادئ الاتفاقية الاطارية الحالية للتغير المناخي خاصة مبدأ المسؤولية المشتركة والمتباينة بين الدول المتقدمة والنامية وعدم احداث اي نوع من التأثير السلبي في التجارة الدولية من خلال اعتماد سياسات تجارية حمائية ضد مختلف انواع الوقود وكذلك انتهاج الحلول التقنية كتقنية احتجاز وتخزين الكربون لتحقيق التخفيضات الطموح في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري كما اننا نرفض اي محاولة لتغيير المبادئ التي قامت عليها الاتفاقية الاطارية وبروتوكول كيوتو او تأسيس آلية جديدة قد تؤدي الى فرض التزامات جديدة على البلدان النامية وعلينا جميعا ان نتعاون مع المجتمع الدولي من اجل الوصول الى الغايات النبيلة الداعية الى تحقيق حلم الانسان المعاصر في إيجاد بيئة صحية آمنة.
ان الكويت تعتبر في مقدمة الدول التي تؤيد وتساهم وتدعو الى خفض الانبعاثات الدفيئة وفي سبيل تحقيق هذا الهدف قطعت شوطا كبيرا وعلى نحو طوعي وبحسب الامكانيات المتاحة في إعادة تأهيل منشاتها النفطية والصناعية حيث تقوم مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة بتبني استراتيجية جديدة تهدف الى إعادة تأهيل المصافي النفطية وحقول النفط وما يتبعها من منشآت من اجل تخفيض الانبعاثات إضافة الى وضع آليات لتطبيق وتحسين كفاءة الطاقة واستخدام التكنولوجيا النظيفة للطاقة الاحفورية وكذلك من خلال مظلة التعاون الدولي في مجال اليات التنمية النفطية والدعم المالي والتكنولوجي وبناء القدرات.
وفيما يخص الطاقة البديلة فقد اهتمت الكويت وعلى أعلى مستوى ممثلة في صاحب السمو الأمير الذي شمل برعايته مؤتمر تطبيقات الطاقة البديلة الذي اقيم في بلدي الشهر الماضي والذي نظمه الاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية وشارك فيه باحثون من اكثر من سبعين دولة حول العالم.
ولعل ذلك يعلل حرص حكومة الكويت على إيجاد أفضل السبل للتوصل الى طاقة بديلة يمكن جلبها واستخدامها بسهولة ويسر وفقا للامكانيات المتوافرة سواء الطبيعية منها او المادية بما في ذلك الاستخدام السلمي للطاقة النووية والذي يتصدر أولويات المشاريع التنموية للطاقة البديلة في الكويت.
لقد أولت الكويت في مجال البحث العلمي الاهتمام الذي تستحقه خاصة في مجال الطاقة النظيفة وكلفت معهد الكويت للأبحاث العلمية بالبحث عن احدث السبل والوسائل لتحقيق ذلك الهدف وبالتعاون مع الجهات البحثية المتطورة في العالم.
ومن اجل تحقيق هذا الهدف تدعو الكويت المجتمع الدولي وخاصة الدول المتقدمة الى تقديم المساعدة المادية ونقل التكنولوجيا المتوافرة لديها ومساعدة الدول النامية للوصول الى الهدف السامي الذي تتطلع اليه الاتفاقية الاطارية لتغير المناخ.
لا يسعني الا ان اعبر عن تمنياتنا الصادقة بان يحقق هذا الاجتماع كل الطموحات والآمال والتي تعلقها البشرية علينا وأود ان أشير الى انه مهما كانت قراراتنا التي ستصدر عن اجتماعنا هذا جيدة في مطالبها ونبيلة في اهدافها فان العبرة كل العبرة فيما سوف نحققه ونترجمه الى افعال تحس بها شعوبنا ويتلمسون نتائج تعود عليهم بالخير والأمن والاستقرار وهذا هو الميزان الحقيقي للنجاح.
المحمد بحث مع الحريري تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية
كوبنهاغن ـ كونا: التقى سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء ورئيس وفد الكويت المشارك في أعمال قمة الأمم المتحدة الـ 15 حول التغير المناخي بعد ظهر امس في العاصمة كوبنهاغن بمملكة الدنمارك مع الرئيس سعد الحريري رئيس وزراء الجمهورية اللبنانية الشقيقة.
وعقب اللقاء صرح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح بأن اللقاء بين سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والرئيس سعد الحريري كان لقاء حميميا خاصة أن البلدين يجمعهما صفات مشتركة ولهما نفس التطلعات.
وأضاف ان اللقاء تناول استعراض العديد من القضايا ليس فقط تلك التي تهم البلدين وإنما من كون الكويت ترأس حاليا الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي ولبنان كدولة عضو في مجلس الأمن الدولي فقد بحثنا الأوضاع الإقليمية بشكل عام وما يجب أن يكون عليه التعاون بين المجاميع الإقليمية بعضها ببعض وصولا إلى أهداف مشتركة في استتباب الأمن في المنطقة.
كما بحثنا في القضايا التي تهم بلدينا وفى مقدمتها القضية الفلسطينية وموقف البلدين من تطوراتها اضافة إلى الوضع في العراق لاسيما أن قضايا العراق مطروحة في مجلس الأمن الدولي.
وأكد الشيخ د.محمد الصباح في تصريحه أن الكويت ملتزمة ولفترة زمنية بعيدة بدعم الأشقاء في لبنان ليس في إعادة الإعمار من الناحية المادية بل أيضا من الناحية السياسية ليس بصفتنا ككويت وإنما كمجلس التعاون الخليجي.
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الى أن الرئيس سعد الحريري عرض خلال اللقاء مبادرات وأفكارا جديدة تحملها الحكومة تتعلق بتشجيع وتطوير مناخ الاستثمار في بلاده وهي محل اهتمام الكويت لاسيما أن الكويت من الدول المتواجدة تجاريا واقتصاديا من زمن طويل. حضر المقابلة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو رئيس مجلس الوزراء. كما اجتمع سموه إلى السلطان الحاج حسن بلقيه سلطان بروناي دار السلام الصديقة. حضر الاجتماع أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو رئيس مجلس الوزراء.
كما اجتمع سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء ورئيس وفد الكويت على هامش قمة الأمم المتحدة الـ 15 حول التغير المناخي بعد ظهر امس في العاصمة كوبنهاغن بمملكة الدنمارك إلى الرئيس علي عمر بونغو رئيس جمهورية الغابون الصديقة.