كريم طارق
ضمن أنشطتها الأدبية والشعرية التي تقيمها على مدار العام، استمتع محبو الشعر والأدب في مسرح الشاعرة د. سعاد الصباح بمقر رابطة الأدباء بالأمسية الشعرية التي أقامها بيت الشعر الكويتي مساء أمس الأول بالتعاون مع رابطة الأدباء الكويتيين ومؤسسة عبدالعزيز البابطين الثقافية.
وقد شهدت الأمسية التي أدارها الشاعر هاشم الموسوي وأحياها كل من الشاعر نادي حافظ وعبدالعزيز المشاري وجابر النعمة مختلف المدارس الشعرية والتي تدور في مجملها حول ركيزة أساسية ومفهوم ثابت ألا وهو الإنسانية بمختلف جوانبها وأبعادها.
وعلى هامش الأمسية ألقى رئيس اتحادي الإعلاميين والمبدعين العرب الأديب أحمد نور كلمة أشاد خلالها بدور رابطة الأدباء في إثراء الحياة الثقافية بالمزيد من الأنشطة والفعاليات ومنها بيت الشعر الكويتي.
لتبدأ الأمسية بكلمة ألقاها الشاعر نادي حافظ، أشاد خلالها بالدور الذي تلعبه رابطة بيت الشعر الكويتي والتي استطاعت من بدايتها أن تتحول إلى منصة تتقاطع فيها مختلف مدارس الشعر وأنماطه، ليمتع الحضور بعد ذلك بعدد من قصائده مثل «رسائل طائشة»، «ربما انفعلت بلادي»، «لست يوسف»، ليختتم بعد ذلك بقصيدة «مئذنة بتول»:
لي فيك مئذنة بتول
ومتاهة ودمي الدليل
وقصيدة حبلى بحلم
قد تفسره الحقول
لي فيك سنبلة الرؤى
تعبت تخزنها الفصول
ولي الغرام إذا مشى
في الأرض موال يسيل
ولي اشتعال غمامتين
سقاهما بالشعر نيل
ولي التوحد والتهجد
والتشوف والوصول
ولي التزهد والتعبد
والتفارق والحلول
ولي النبوءات التي
ما انفك ينسخها رسول
من جهته، ألقى الشاعر عبدالعزيز المشاري أيضا عددا من قصائده الشعرية التي تفاعل معها الحضور، والتي تركزت في مجملها على أوجاع الإنسان العربي وأبرز القضايا التي تواجهه، وفي مقدمتها قضية القدس، والتي ذكرها في قصيدته «تفاءلوا للقدس»، والتي يقول في مقدمتها:
يا قدس أقصاك أقصانا وشتتنا
صوت المآذن في شتى النداءات
فكل مئذنة تغتال مئذنة
ونحن نغتال أصوات السماوات
الضاد مؤتلف والفكر مختلف
يا ضاد ضم الضحى ضوءا
واختتمت الأمسية بقصائد الشاعر جابر نعمة، بنبرة شعرية متناغمة
مع استغراقه في الحلم ليقول في إحدى قصائده:
خيروه
بين أن يسجنوه
وأن يسجنوا لغته
في كتاب قديم
فاستغاث
وفجر أسئلة:
«هل لحاضري المتمزق ماض؟
أمستقبل للخراب المسمى هنا وطنا
هل هناك فرق للغريب المشوه مثلي
بين أن يتشرد في الطرقات
وأن يسجن»؟