حذر الصيدلي عقيل شهاب من مركز السموم والمعلومات الدوائية والأبحاث في مستشفى الأميري من استخدام المبيدات الحشرية، مشيرا الى انه اذا تم استعمالها بوجود الام الحامل خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، فسيؤدي الى اصابة الجنين الذكر بتشوهات خلقية hypospadias، كما أنها تسبب أمراضا أخرى مثل مرض البراكنسون، ومرض السكر.
وأضاف في تصريح صحافي أن الأبحاث العلمية أكدت أن العيب الولادي، الذي يحدث للأطفال جراء المبيدات الحشرية يؤثر في أربعة من كل 1000 طفل ذكر، يتضمن قصر في نمو الإحليل، وهو الإنبوب الذي يحمل البول من المثانة الى فتحة القضيب.
ودعا شهاب الى عدم التعرض الى هذه المبيدات الحشرية، والتقليل منها لما لها من اضرار ممكن أن تؤدي الاصابة بها الى مخاطر على المدى البعيد. وذكر ان الكثير من المنظمات الطبية والبيئية المعنية بسلامة الإنسان والبيئة حذرت لمرات لا تعد ولا تحصى من اضرار ومخاطر المبيدات الحشرية على الإنسان بالأخص، والبيئة بشكل عام، وقامت بعمل دراسات كثيرة تؤكد حدوث طفرات جينية سيئة للإنسان على المدى البعيد، مبينا ان هناك تقريرا نشر في بداية ديسمبر على الإنترنت في مجلة الطب المهني والبيئي، يؤكد ان استعمال مبيدات الحشرات في الشهور الأولى الثلاثة من الحمل ارتبط بزيادة الخطر بنسبة 81% لافتا الى ان الدراسة لم تفحص نوعا معينا او محتوى من مبيدات الحشرات المنزلية ولكن الاستنتاجات كلها تشير إلى ضرورة الحذر عند التعامل مع اي مواد كيماوية خلال فترة الحمل الأولى.
واوضح ان الاطفال هم أكثر عرضة للآثار الضارة للمبيدات الحشرية، مؤكدا ان هناك دراسات وجدت ارتفاعا في حالات الاصابة بسرطان الدم والتشوهات الخلقية في الأطفال الذين يعانون من التعرض للمبيدات الحشرية في وقت مبكر، وفقا لمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية الأوروبية. واكمل انه غالبا ما تستخدم هذه المبيدات لتخليص المباني المدرسية من القوارض والحشرات والآفات، مشيرا الى ان اطفال المدارس وأعضاء هيئة التدريس معرضون لمستويات عالية من المبيدات الحشرية ومواد التنظيف.
وقال ان هناك دراسات تجرى مراجعتها الآن تشير الى التأثيرات السمية العصبية من مبيدات الفوسفات العضوي في المستويات المسموح بها على تطوير الحيوانات، بما فيها عدد أقل من خلايا الأعصاب، وانخفاض أوزان المواليد. وبين ان هناك دراسة جديدة أجرتها مدرسة هارفارد للصحة العامة في بوسطن، اكتشف من خلالها ان 70% معرضون للإصابة بمرض باركنسون للأشخاص المعرضين لمستويات منخفضة من المبيدات الحشرية. واشار شهاب الى ان هناك مخاوف من ان المبيدات الحشرية التي تستخدم لمكافحة الآفات على المحاصيل الغذائية تشكل خطرا على الناس الذين يستهلكون تلك الاطعمة، موضحا ان من هذه المخاوف ان المواد الغذائية العضوية، وكثيرا من المحاصيل الغذائية بما في ذلك الفواكه والخضار تحتوي على بقايا مبيدات الآفات ومواد كيميائية حتى بعد غسلها او تقشيرها، بسبب ان اغلب المبيدات الكيماوية المستخدمة مقاومة للانهيار لفترات طويلة، بما معنى ان مفعولها طويل وقد تبقى في التربة والمياه، وبالتالي في المواد الغذائية، لافتا الى ان كل هذا من اجل توفير المال وهذا كله ينعكس سلبا على صحة المستهلكين.