أسامة أبوالسعود
مازال الحزن والأسى يلف حسينيات مساجد الاخوة الشيعة إحياء لذكرى يوم عاشوراء يوم استشهاد سبط رسول الله الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، حيث تتجدد الذكرى حاملة معها الألم لفقد سبط الرسول الأعظم وعدد من أهل بيته الأكرمين في مشهد مأساوي حزين.
ففي حسينية دار الزهراء بالدسمة، أكد خطيب المنبر الحسيني الشيخ سعد فوزان ان ثورة الامام الحسين تمثل صوت الحق والمبادئ والقيم الاسلامية العالية، حيث يتبين ذلك من الشعار الذي رفعه الإمام الحسين «اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي محمد صلى الله عليه وسلم» أريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر».
وتابع فوزان «ان الامام الحسين من خلال هذه الكلمات بين المعاني الرئيسية لنهضته، حيث نبه بالدرجة الاولى الى كلمة الاصلاح، وهو ما يعني انتشار الفساد والظلم والطغيان في الامة، ونسب هذه الامة الى جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ابن رسول الله والاحق بالحفاظ على هذه الامة».
واضاف فوزان «والنقطة الثالثة في حديث الإمام الحسين هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث انه ومن خلال تلك المسؤولية الشرعية، وهي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أراد أن يقوم بدوره الشرعي، وهو الاصلاح تجاه الفساد الذي انتشر في الامة، فكانت هي تلك اهداف نهضة الامام الحسين، ولذلك بقي صوت الامام الحسين كلما تقدم الزمان متجددا وهو المحرك للشعوب وللاحرار يحركهم تجاه الحرية والبطولة والفداء».
وأكد فوزان ان كثيرا من الثوار حتى من غير المسلمين تفاعلوا مع ثورة الإمام الحسين فغاندي يقول «تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر»، وتابع فوزان قائلا «نتمنى ان تتعلم الامة وتنفتح على آفاق ثورة الامام الحسين ومعانيها الاخلاقية الكبيرة، وان تكون رمزا لوحدة الامة، وان تبتعد الامة في مثل هذه المناسبة عن اجواء الطائفية والاحتقان الذي ليس له مبرر».
وشدد في ختام حديثه على ان الإمام الحسين هو ابن رسول الله وريحانة الرسول الأكرم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم «الحسن والحسين ريحانتاي»، وعلينا ان نتخذ الحسين عنوانا لتماسك الأمة ووحدتها وليس فرقتها.
جمعية المستقبل تعزي باستشهاد الإمام الحسين
بمناسبة ذكرى استشهاد سبط الرسول الأكرم الإمام الحسين بن علي عليه السلام مع ثلة من أهل بيته وصحبه الكرام، رفعت جمعية المستقبل الثقافية الاجتماعية تعازيها القلبية الى الشعب الكويتي الكريم والى المخلصين في كافة أنحاء العالم الإسلامي، آملين من المولى ـ جل شأنه ـ ان تكون هذه المناسبات العظيمة فرصة لإعادة تدارس أوضاع المجتمع، والعمل على تصحيح مساراته نحو المزيد من الالتزام بالقيم الدينية والمبادئ الحسينية النبيلة.
وقالت: انها فرصة لإحياء المبادئ الإنسانية العظيمة، لاسيما ان العالم الإسلامي لايزال يعاني من وطأة الظلم والتعدي الصارخ على كرامات الناس ومكتسباتهم السياسية والاجتماعية، وغياب القانون، وتفشي فكر العنف والقهر في مختلف أرجاء العالم، بما يزيد من آلام الإنسانية المعذبة، وهو الأمر الذي يحرض على ضرورة استكمال مشروع الإصلاح الذي أطلقه الإمام الحسين في صبيحة العاشر من كربلاء سنة 61 هجرية، وضحى من أجله بروحه الطاهرة.
وتابعت: وتهل علينا مناسبة عاشوراء هذه السنة ومجتمعنا الكويتي يعيش لحظات حرجة من القلق والتوتر على كل الأصعدة، حيث يجدر بنا التوقف مليا عندها وتسليط الضوء عليها، آملين التنبيه الى مكامن الخطر، والمساهمة في إخراج البلد من جو التوتر الذي زعزع استقرارها على مدى السنوات الماضية، وهدد أمنها، وضيع مكتسبات أهلها الوطنية، وشغلها عن البرامج التنموية في صراعات جانبية.
وزادت الجمعية: لقد شهدنا خلال الفترة الماضية العديد من الجهات التي تسعى بكل قوة الى دق إسفين التفرق بين الطوائف الإسلامية، والتأكيد على نقاط الاختلاف والصراع، وتحويل الساحة إلى ميدان المعارك المذهبية البغيضة، بما يؤكد أن هناك حملة منظمة تقف خلف هذه التحركات المشبوهة، وهي تحركات لا يمكن ان تكون تلقائية وعابرة، وربما آخرها ما بادر اليه مركز «وذكّر» من تعمد وتقصد إثارة الشارع نحو منزلقات الطائفية.
وقالت ان التحركات المشبوهة التي يقودها هذا المركز الى جانب العديد من الوسائل الإعلامية الطائفية والأقلام المسمومة، والتي تنفث سمومها في كل عام بطريقة مثيرة للاشمئزاز، انما تتحرك وفق خطط مرسومة بدقة للنيل من الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي الذي عرف به هذا المجتمع، والدفع نحو الصدام والصراع الاجتماعي. واختتمت بأن كل ما نأمله في جمعية المستقبل ان تتضافر الجهود الرسمية والشعبية اليوم لوأد هذه الفتن التي تطل برأسها بكل بشاعة علينا في كل عام، وان نأخذ عاشوراء يوما للوحدة على قاعدة إحياء مبادئ وقيم ومثل الإمام الحسين الشهيد المظلوم للإنسانية العالمية، فهو لم يخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا وإنما خرج لطلب الإصلاح في أمة جده صلى الله عليه وسلم، فسلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.