دعت الجمعية الكويتية لحماية البيئة إلى ضرورة اتخاذ تدابير وقائية لمواجهة أخطار العواصف الرملية والغبارية، مؤكدة أهمية نظام الإنذار المبكر وإجراءات الحد من الكوارث.
وقالت الأمين العام للجمعية جنان بهزاد في تصريح صحافي ان تقلبات الطقس المفاجئة والطارئة في الأيام الماضية عززت رؤية الجمعية بحتمية السعي لاتخاذ العديد من التدابير والإجراءات الوقائية لمواجهة أخطار تلك العواصف ومنها نظام الانذار المبكر وإجراءات الحد من الكوارث.
وأكدت بهزاد أهمية زراعة الأشجار وزيادة الرقعة الخضراء لحماية المناطق المأهولة بالسكان، موضحة ان النطاق الصحراوي المداري الجاف الذي تقع فيه الكويت يجعلها في مهب الرياح القارية الجافة التي تحدث عواصف رملية.
وأشارت الى ان قوة وشدة الغبار تتوقف على عوامل عدة أهمها كثرة الأتربة والرمال الناعمة المفككة على سطح الأرض وانتشارها في مساحات واسعة وأنشطة التيارات الهوائية وهبوب رياح سطحية تحمل معها الأتربة والرمال الصاعدة.
وذكرت ان التأثيرات السلبية للغبار تمتد الى الآثار الاقتصادية التي تتحملها الدولة في حال توقف الموانئ وتكاليف تنظيف الشوارع وحدوث الضغط على مرافق الخدمات الصحية والتي من الممكن أن تزيد الكلفة على الدولة جراء تدهور صحة الإنسان وزيادة حالات الربو والحساسية في الأيام المغبرة.
وأفادت بأن التغيرات المناخية تسهم في ارتفاع درجات الحرارة وتذبذب هطول الأمطار وارتفاع منسوب مياه البحر كما جاء في نتائج البلاغ الوطني الأول للكويت والذي حرص على ايجاد الحلول لمثل هذه المشكلات على المدى الطويل.
من جانبه، قال عضو الجمعية وخبير الأرصاد الجوية والتغيرات المناخية عيسى رمضان في تصريح مماثل انه في الآونة الأخيرة ومع تغيرات المناخ بدأ الطقس يتغير بشكل واضح من شدة العواصف الرعدية والأمطار وكثافتها وكذلك قلتها.
وأشار رمضان الى ان الأمطار استمرت هذا العام حتى شهر مايو الحالي، مبينا انه حدث لم تشهده الكويت أو المنطقة منذ سنوات في هذا الشهر إلا نادرا جدا.
ورأى ان التغير الكبير في الطقس يتضح من الموجات الحارة أحيانا ومن ثم انخفاض درجات الحرارة بشكل مفاجئ بفعل جبهات هوائية شبه باردة وهذا ما يكون نادرا ولم تشهده المنطقة خلال 30 إلى 40 سنة الماضية مقارنة بشهر مايو العام الماضي.
وذكر أن التغيرات المناخية بدأت في الوضوح وأولها شح الأمطار وعدم استمرارها بشكل طبيعي كما كانت سابقا بل وتحولت الى أمطار عنيفة وغزيرة خلال منخفضات جوية متباعدة الفترات ولكن بكميات قد تغطي كمية الموسم كله.
ولفت الى اهمية الحلول التي تسهم في الحد من نتائج التغيرات المناخية وذلك من خلال زيادة الغطاء النباتي والمساحات الخضراء بما يساعد على انخفاض درجات الحرارة ما بين 3 و 6 درجات مئوية وزيادة غاز الأوكسجين والتخفيف من غاز ثاني أكسيد الكربون.
وشدد على ضرورة التكيف مع المتغيرات المناخية والاتجاه للمباني الخضراء ووضع (فلاتر) خاصة لعوادم السيارات واستخدام وسائل النقل الجماعية وكذلك التعاون العالمي والإقليمي في تطبيق الالتزامات والقوانين الملزمة في اتفاقية (باريس) بشأن التغيرات المناخية.